الأحد، 14 سبتمبر 2008

الســّاركوزية و سـاركوزي وسـياسـة فـرنســا الخـارجيـّة.. رؤية من الـدّاخل: الجزء الرابع - القسم الثاني.. بقلم : د. منـير الـقوي


جدلية الحب والكراهية ، تاريخ علاقة...وعلاقة تاريخ ... من اللاتوازن العلائقي التاريخي ،للآني ،إلى استشراف علاقة توازن مستقبلي .. القسم الثاني :
العلاقة الفرنسيّة ـ العربيّة ،من الحرب الإمبريالية الأوروبية الأولى ، وإلى يومنا ،مع انطلاقة السّاركوزيّة :
في بداية القرن المنصرم ،حيث الإمبراطورية العثمانية المتهاوية ،أو رجل أوروبا المريض ، (ولماذا أوروبا فقط ؟! ) ،تصل مع الإرهاب الحميدي ، وحركة جنرالاتها، الغلاة طورانياً ،المنتسبين إلى الجمعيّة العلمانية ( تركيا الفتاة) ،القومية المتطرفة ،والمعادية للسلطان ـ الخليفة : عبد الحميد الثاني ،كانت الإمبراطورية البريطانية ، في أوج قوتها ، لا تغيب الشمس عنها ، وتحتل موقعاً في السياسة الدولية ،شبيه إلى حدٍّ كبير، بالموقع الذي تشغله الولايات المتحدة في حقبتنا ،خاصة وأنها صاحبة البحرية الإمبراطورية، المسيطرة على الممرات والمضائق البحرية الإستراتيجية ، ومناطق أعالي البحار والمحيطات ،مستفيدة من انكفاء الولايات المتحدة ،واكتفائها بحديقتها الخلفية ( الأمريكتين : الوسطى والجنوبية ) ،التزاماً بعقيدة (مونرو ـ الرئيس الأمريكي الخامس :1817ـ 1825) ،والمؤكد عليها بمبدأ (ولسون ـ الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين : 1914ـ 1922) الذي أعلن في رئاسته الأولى : سياسة أمريكية ""حياديّة ولاتدخليّة ""،في السياسات والصراعات الأوروبية ، قبل أنْ أنْ يعود للطلب من الكونغرس ،في رئاسته الثانية : إقرار سياسته للتدخل في الحرب الإمبريالية الغربية الأولى ( المعروفة بالحرب العالمية الأولى ) ،في إسقاط نهائي لمبدئه بالذات ،وبداية ظهور للتدخلية الأمريكية على المسرح العالمي اعتباراً من 06/04/1917 ،تاريخ دخول أمريكا الحرب المذكورة . في تلك الحرب التي كانت فيها فرنسا وبريطانيا حلفاء، وكانت الإمبراطورية العثمانية ـ المحتلة لمعظم القسم الآسيوي من الوطن العربي ـ حليفة لألمانيا في المحور المعادي ،مما أعطى لفرنسا سبباً إضافياً،ومباشراً ،في زيادة اهتمامها بالمنطقة العربية المشرقية ،منذ الحروب الصليبية ، إلى حملة (نابوليون) على مصـر والشـام ،إلى دعم فرنسا لـ ( محمد علي باشا القوني)، والي مصـر،في صراعه مع السلطنة العثمانية ،إلى تبني بعض المسيحيين بسياسات الإرساليات، والتبشير،والمنشآت التعليمية ،والمنح ... إلخ... وأول وثيقة رسميّة ظهرت ،مبيِّنة حقيقة السياسة الفرنسية، ومشروعها المستقبلي للمشرق العربي ،أعلنها البولشفيك ،بعد ثورة أكتوبرعام 1917 ،والتي لم تكن إلاّ إياها : ( اتفاقية سايكس ـ بيكو) ،مكملة( بوعد بلفور) ،في تأسيس جيوبوليتيكي ،يضمن للكيان الصهيوني المستقبلي شرعية وجود سياسي ،بذات السوية التي للكيانات الإقليمية الأخرى ،على خريطة سايكس ـ بيكو ،لا بل يجعل منه واسطة عقدها ،وهو ما وُضِع موضع التطبيق ،بالسياسات الإستعمارية ،قبل ، وبعد وضع الحرب الإمبريالية الغربية الثانية (المسماة :الحرب العالميّة الثانية ،أو الكونية الثانية ) أوزارها ،هكذا شهدنا على مراحل ولادة الكيان الغاصب اللاشرعي : النظام الإقليمي اللاعربي ـ الصهيوني ،بكل مآسيه وجرائمه ،بحق الإنسان العربي ،ليس أقلها : تمزيق وطنه ، وأدماها نكبة فلسطين ،وتزويرهويته، بإعطائه 23 بطاقة تعريف ،بعدد السجون ـ سلطات الأمر الوقع ، بما فيها ،الكيان العنصري ( اسرائيل) ، هكذا شاركت السياسة الفرنسية الإستعمارية ،في رسم مستقبل أمتنا الذي نعيش واقعه ـ الوقيعة ، فبانتهاء الحرب الإمبريالية الأولى، وبعد عامين من الحكم الفيصلي في دمشق 1918ـ 1920 ،تصل الجيوش الفرنسية ،بقيادة الجنرال (فيلكس ماري غورو) ،لتعبر إلى دمشق فوق جثث شهداء ميسلون ،تطبيقاٌ للإتفاق الإنكليزي الفرنسي ،الذي جعل سورية ولبنان ،نصيباً فرنسياً في شراكة ( سايكس ـ بيكو ) ،لتبدأ السياسة الإنتدابية، بقرار(عصبة الأمم)المنتصرة، تطبيق مفاهيم استشراقيتها ،خاصة الدورالذي لعبه المستشرق (ماسينيون)، زميل (لورنس العرب ،يا للمصادفة )،والضابط في (جيش الشرق الفرنسي)،وعالم الإسلاميات ، المتخصص في دراسة المتصوِّف (الحسين بن منصور الحلاّج ـ 244هـ ) ،بالإضافة لما يُروى من حقد (غورو) المتعصّب (؟!) ، وتعاون معظم أعضاء الحكم العربي الفيصلي ،الذين تركوا (الملك فيصل الأول) يهرب بحاشيته ،وينسحب إلى بغداد تنفيذاً لتعليمات الإنكليز الملتزمة بـ ( اتفاقية سايكس ـ بيكو)، هؤلاء الذين تركوا الشهيد (يوسف العظمة) ،يذهب إلى ميسلون ليستشهد في معركتها في 24 تموز 1920 ،والرعاية التي أولاها المندوب السامي (غورو) لمطالب البطريرك الماروني (الياس الحويك) ،حيث كانت أوّل الخطوات ، إعلان دولة ( لبنان الكبير) ،بضم الأقضية الثلاثة (حاصبيّا ،راشيّا، والبقاع )إلى المتصرفية ،الخطوة التي مازلنا نعاني مفاعيل نتائجها إلى يومنا هذا .إذاً بدأ الإنتداب الفرنسي بتمزيق الممزق ، ليكمله بإعلانه مجموعة دويلات(مستقلة ؟!) تنهي الحلم العربي السوري ،بالطبع انفجرت بوجه المستعمر الفرنسي قوى الأمّة العربية الحيّة ، رافضة غدر الوعود ، ونقض العهود ،وخاصة وثيقة ( اتفاقية سايكس ـ بيكو) ،وتشويه التاريخ العربي ، ومسخ المجتمع التاريخي الجامع لأمّة العرب ،إلى مجموعة من الكيانات الإثنية ، الدينية ـ الطائفية ، ودويلات المدن ، فكانت الإعتراضات المدنية ،والعرائض الإحتجاجية ، في طول سورية وعرضها ، لتصل إلى العصيان ، فالثورة المسلحة ،حيث تحركت الثورة في ،ومن كل أصقاع سوريا بقياده عدد من الابطال المجاهدين ، منهم :المجاهدون ( سلطان باشا الأطرش ، ابراهيم هنانو ، حسن الخراط ،الشيخ صالح العلي )واشترك فيها كافة فصائل الشعب وسُميَّ المجاهد (سلطان باشا الاطرش )عام 1925، قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى،والتي لم تتوقف ،رغم تعزيزات الجيوش الفرنسية ،لا بالفرنسيين فقط ، بل بأبناء المستعمرات ،حيث عرفت شوارع سوريا العسكري السنغالي ،والمدغشقري ،وحتى الجنوب شرق ـ آسيوي ،( من كلّ الألوان) ،ورغم جسيم التضحيات ،وموازين القوى اللامتكائة ،بما لا يقاس، لم تتوقف الثورة حتى تراجع المستعمر الفرنسي عن مخططات تقسيم سوريا، والدول الأربع المهزلة ،والقبول بالمفاوضات مع السوريين الوطنيين ،وإقامة المجالس التمثيلية، بإسقاط حكومات المندوبين ،ورؤساء الدولة المعينين المتعاونين ، وصولاً إلى إتفاقية عام 1936 مع الإنتداب الفرنسي ،وقيام الحكم البرلماني ،الذي دخل في نزاع مع سلطات الإنتداب بسبب سلخ لواء اسكندرون وتسليمه لتركيا عام 1936،وقد استغلّت سلطات الإنتداب قيام الحرب الأمبريالية الأوروبية الثانية ( المسماة :الحرب العالمية الثانية ) لتحل كل المؤسسات الشرعية المنتخبة ،وتضع سورية تحت الحكم العسكري الفرنسي المباشر ،ورغم الموقف السوري المؤيد لحركة فرنسا الحرّة بزعامة الكولونيل( شارل دوغول) الفار إلى لندن ، متمرداً على حكومة (فيشي) المتعاونة مع الألمان الذين احتلوا فرنسا ، معلناً المقاومة ، واستقباله في سورية ، قائداً لجيوش فرنسا الحرة ، فإنَّ الفرنسيين لم يتركوا سورية في 17نيسان عام 1945 إلاّ بحمام من الدم ،في هجومهم ـ العدوان على البرلمان السوري ،وتدخل الإنكليز ضد عدوانهم ، لا حباً انكليزياً بالإستقلال السوري ، ولكن استمرار تصفية حساب بين الأخوين ـ اللدودين ،انكلترا وفرنسا . على أنّه لابُدَّ من الوقوف عند بضعة نقاط ،أثبتتها حقبة ماسميت فترة الإنتداب الفرنسي في الواقع ،والنسيج المجتمعي السوري :١ـ اتباع سياسة تعليمية موجهة ،تنطلق من قاعدة ثقافيّة استشراقية ،ونشاط تبشيري لافت ،بالتركيزعلى التنوع الإثني والديني ،والتشكيلات المجتمعية الضيقة المنكفئة التي تطورت في مرحلة الإستعمار العثماني المديد ،وخاصة في مرحلته التتريكية الأخيرة ،التي تُوِّجت بمشانق أحرار العرب ،في السادس من ايار ،عام 1916 ،على يد (جمال باشا) ،المعروف بالسّفاح .٢ـ التركيز في العلائق النفعية على ربط لونٍ دينيٍّ بالذات ( العنصر العربي عيسويِّ الدين )،وبعض المذاهب الإسلاميّة التي عانت أكثر من غيرها ،ظلم التعصّب العثماني وزبانيته ، خاصة في جبل العرب ،وجبال الساحل ،ولبنان ،وتخوم الباددية .٣ـ التركيز على أبناء العائلات المدينية ،والزعامات الدينية والدنيوية، ذات الثقل الإجتماعي ،وزعماء العشائر ، ووجهاء الأرياف ،بتخصيصهم بالتعليم ،طبعاً المفرنِس ،كليّا أو جزئياً ،وبرقابة جزويتية غالباً ، في المدارس التبشيرية والمعاهد الإرسالية ،وحتى الجامعات / جامعة القديس يوسف / ،وعلمانية عابراً ،كمدارس اللاييك (العلمانية) ، وتفضيلهم في استلام الوظائف والإدارات .٣ـ إجراء تعدادٍ سكاني ،يركّز عوضاً عن عدد السكّان الصحيح، على أرقام غير دقيقة بل مزورة أحياناً،وعلى اعتماد معايير دون المواطنية ، تعتمد الأديان والطوائف والمذاهب ،وتسييسية عمادها التعاون مع سلطة الإنتداب ،وولاؤها لسلطاته .٤ـ نشر شبكة طرقات وجسور ،ومدارس منتقاة التموقع ،ترسّخ للوجود الفرنسيّ القدم ، وللمرتبطين به الرفعة الإجتماعية ، والهيمنة المؤسساتية ، ربّما برسم الآتي من الأيام (؟!!) .٥ـ التمكين للمتعاونين من تملك الأرض ، لا المشاع فقط ، بل والمشغولة توارثاً ،منذ أجيال لأسرٍ فلاحية ، فيما عُرف بتوثيق (الطابو التركي) وإنشاء دوائر السجل العقاري ،مما أورث سورية، شكل الإقطاع التركي الريعي وعلاقاته ، في خطوة هي معاكسة بل معادية لكل ما بشّر به الإنتداب من مبادئ التنوير ،وشعارات وأدبيّات الثورة الفرنسية ، لكنْ على ما يبدو هذا يعني إنسانهم ، هم ، لا بشر ،أو أشباه بشر المستعمرات،وفق مفاهيم التفوق والتحضر لديهم ، وربما التصنيف العنصري للبشر،الذي بمفاهيمه يتصرفون ،وبعكسه دعاوياً يعلنون ، فيكون (هتلر) ونازيته وعنصرييه ، أنظف وأشرف وأصدق أبناء الكلب ،كما يقال .على أنَّ فترة الإنتداب الفرنسي ،ورغم أهدافها الإستعمارية ،لم تكن صفحة سوداء بالمطلق ، رغم سواد الإستعمار،فقد تبلورت مفاهيم وبنى ،بتوجهات عصرية ،وحركية تقدميّة مجتمعية ،وسياسية ،وإدارية ، لا شكلية فقط ، بل بنيوية مؤسسة ،بحكم منطق الأمور،مؤيدها أو الرافض:١ـ على الصعيد الإجتماعي : ساعد الإنتداب بعدوانيته ومقاومتها ،على تنشيط فتح المجتمع السوري وانفتاحه على بعضه ، وكانت (الثورة السورية الكبرى )،أكبرتعبيرعن الحراك الإجتماعي الوطني ،لا السياسي فقط ، مما أتاح للوعي الوطني امتلاك وعائه ـ الأداة ،مجتمع الوطن ، لا العائلة ولا القبيلة ، ولا العشيرة ،أو الدين أو الطائفة ، وترسخ الشعار المؤسس سياسياً ( الدين لله ،والوطن للجميع). ٢ـ سياسة نشر التعليم،ولوالإنتقائي النخبوي ،لم تخرِّج للمنتدب كوادره فقط ،بل أنتجت عقولاً متفتحة ،بل معادية للإنتداب وسياساته ،فأبناء أجيال شهداء السادس من ايار، وشهيد ميسلون ، والثورة السورية الكبرى ، باحتكاكهم بأحرار فرنسا ومثقفيها ،المعادين للإستعمار والمستفيدين منه ،من عتاة الرأسمالية الأوروبية الدموية ، قد طوروا حركيتهم السياسية ،وأشكال التعبير عنها ،في أحزاب تعدت في أهدافها ،وحتى في أدواتها حدود الإنتداب ، لا الفرنسي فقط ،ولكنْ الإنكليزي أيضاً ، فكانت الأحزاب لا الوطنية فحسب ، بل القومية والأممية أيضاً .٣ـ الأنظمة الإدارية التي أدخلها الإنتداب لخدمة أهدافه بلا شك ، قد زرعت مفهوم الدولة والإنتماء إليها ، في تجاوز لمفاهيم الإنتماء للبنى قبل ـ دولة ، وبالتالي مفهوم المواطنية بحقوق وواجبات الإنتماء ، ومنها مفهوم الإنتخابات وآلياتها ،الجديدة كلياً على ذهنية مجتمعات الرعيّة ومبايعة وجهائها .٣ـ تبلورالشعور القومي العربي ،في صراعه مع المستعمِر المنتدَب ، بمفاهيم محددة متمايزة في الموقف القومي من قضايا : تقسيم الوطن العربي ، وسلخ لواء اسكندرون ، ومن ثورات عرب فلسطين الرافضين بالثورات المتتالية للتواطؤ البريطاني وقلّة من باعة الضمير التُّبَّع ،في إقليم بلاد الشام ،مع الوكالة اليهودية في هدفها الإستيلائي على التراب الفلسطيني ، واستجلاب كل يهود الأرض ، إذا أمكنها ، إليها ،بل وصل العرب القوميون في سوريا ،ومثقفيهم إلى تبني مطالب الشعب العربي في الجزائر ،والتضامن معه في معركته ضد الوحشية الإستعمارية الفرنسية ،قبل عقدين تقريباً ،من انطلاقة الثورة الجزائرية ، التي تُوجَت بالإستقلال .بجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية في 17 نيسان 1946 ،تدخل العلاقات السورية ـ الفرنسية طور علاقات الدول السياديّة ، يطبعها مدٌّ وجزر ، والأخير هو الغالب ،خاصة بعد دخول الولايات المتحدة بنفوذها إلى سياسات المنطقة ،ودخول المصالح البترولية ، شركات وإنتاج ،وخطوط نقل ،وصراع الإستعمارين القديم والجديد على النفوذ ووراثته ،وبروز الإتحاد السوفيتي ،أحد قطبي السياسة الدولية ، وخاصة بعد قيام الكيان السياسي الصهيوني (اسرائيل) في فلسطين ،والنكبة العربية ، وهزائم أنظمة النظام الإقليمي عام 1948 ، والتزام الغرب والشرق ، لا فرنسا فقط ،بأمن الكيان المغتصِب ، لكن كان لفرنسا خصوصية موقف ، معادي للعرب والعروبة ، لا لسورية فقط ،نابع من سياساتها الإستعمارية في الشمال الإفريقي العربي ،وخاصة في الجزائر،ومن العداء لحركة التحرر العربية ،في مرحلة المد والصعود القومي العربي في المرحلة الناصرية ، وتصدر الجماهير العربية وأحزابها القومية العربية في الساحة السورية لحمل لوائها ،وقد تجلى الموقف الفرنسي الإستعماري ،عملياً بما يلي :١ـ المشاركة الفرنسيّة في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 .٢ـ تبني الكيان الصهيوني استراتيجيا نووياً ، فمفاعل ( ديمونا) النووي ،فرنسي النشأة ،حتى قبل أنْ تنتج فرنسا قنبلتها النووية الخاصة بها !!٣ـ الطائرات التي اعتدت بها ( اسرائيل) على العرب عام 1967 (ميراج) فرنسية ،من إنتاج مصانع (داسو) الفرنسية .ولئن كان موقف الرئيس الفرنسي ،أنذاك ، الجنرال( دوغول) ،قد أخذ جانب الحق العربي ،إلاّ أنَّ ذلك لم يدم ، باستقالة الجنرال بعد ما عُرف بـ ( ثورة الطلاب ) عام 1968، لتأتي فرنسا الجيسكاردية ، الأمريكية الهوى ،فتقلب الصفحة ،وبوصول الرئيس الفرنسي الإشتراكي ( متران) ،تدخل السياسة الفرنسية ( الشرق ـ أوسطية ) رمادي اللون ،مع تفضيل لـ ( إسرائيل ) ،خاصة حين يحكمها حزب العمّال وحلفائه ، ثم وبوصول الرئيس الفرنسي ( جاك شيراك ) إلى الأليزيه ، تتوطد في البداية العلاقة السورية ـ الفرنسية ، في رئاسته الأولى ، لتصبح السياسة الفرنسية معادية لسوريا ، على خلفية اتهامات ودعاوى ، وأنانية وحقد شخصي ،أوصل معها العلاقات السورية ـ الفرنسية حدّ القطيعة ،ووضع الجمود ، ميراث حاول الرئيس الحالي سـاركوزي تحريكه ، فعاني عقبات موروثة ، وحبكات شيراكية مدروسة ،لكنه ببراغماتيته ،وبإرادويته ، وبالموقف العربي السوري المبدئي ، الواضح والصريح ، وصلت السورية ـ الفرنسية ، إلى تبادل الزيارات الرئاسية ، وفتح أبواب التعاون المسترشدة بالمصالح المشتركة ،وعلاقات الإحترام ، المناقضة كلياً للصفحة الشيراكية في رئاستها الثانية .




تعليقات حول الموضوع
فلاش
01:20:19 , 2008/08/21 سيناريست بريختي
قرأت المقال ، من دراستي وخبرتي ، إنّ تكثيف قرنٍ من التاريخ في كلمات معدودة لمقال ،هذا الـ (فلاش) موهبة أدعوك لاستثمارها ،فقد طغت سيناريوهات الفانتازيا التاريخية على مسلسلاتنا في السنين الأخيرة ، أدعوك ثانية للكتابة في هذا المجال ، فكِّر بالأمر ربّما شاركتني الرأي ، شكراً لك دكتور منير وكل التقدير ، شكراً شام بريس لنوعية الأداء .
سفير
01:30:01 , 2008/08/21 وطني
أعرف أنها أمنية ،وأنّه رأي شخصي ، لكن أراك سفير لبلدي حيث أنت ، ليتني أراك سفير ، وإنك لكذلك ،ككل مثقفي بلدي المغتربين ، تربية الكبير الخالد الرئيس حافظ الأسد ، ورعاية رئيسنا الشجاع الدكتور بشــّار الأســد ،سدد المولى خطاه .
استعراض عضلات
02:02:28 , 2008/08/21 أبوعرب
ياعمي نيالو منير القوي ،شو كل واحد بينفتح الو ميدان متل شامبريس تيستعرض عضلاتو ؟ بالطبع لا ، لإنو مو كل العالم اسمن منير القوي ، مع انو اسمو بسجلات مديرية صحة طرطوس منير وسوف ، وبيخبي اسمو الحقيقي ، عجايب !!
حيّاك الله
01:05:09 , 2008/08/21 ابن البلد
أصبح انتظارك على موقع شامبريس ،'سوسة' بحث يومي وانتظار ، فحتى في الإنتداب تقول رأيك بلا خوف ، ولا ترى فقط نصف الكأس الفاضي ، حيّاك الله ، يامن لم تكن إلاّ ( أنت) ،حسب أحدهم ، وقد صدق ، شكراً شام بريس 'عهصّبحيِّة ' .
العروبة هي الأصل
02:29:21 , 2008/08/21 حنّا ماضي
لم يتعلم المستعمر الفرنسي الدرس ، فغساسنة بلاد الشام النصارى انضموا لسيوف الإسلام المحمدية ضدّ امبراطورية بيزنطا المدعيّة المسيحية ،لأنّ عرب لاقت عرب في وحدة مستقبل ومصير ،فهل يتعلم غربان اليوم ؟ أم أنّ الشيخ بطرس البستاني ،ودائرة معارفه ، هبطا من المريخ ?
الـ 14شباطيون
02:53:24 , 2008/08/21 لبناني علماني
ندر الـ ( الهرّي مرّي) مؤخراً للـ 14شباطيين إلى عاصمة ماما ،هل فهموا الرسالة ؟ با با أو عمو شيراك ( بَحْ) ،بس الـ (واوا) الشباطي ، أبو ' السيادة والحئيئة والإستئلال ما ( صَحْ) ، هيك عمتندب ملكة جمال مجلس النواب ، اللبنانية الإولى السابقة مع وقف التنفيذ النائبة ـ بكل معانيها ـ ))ليلى معوض(( أم ميشولة ،يقبر أمّو ،عن قريب ،بلكي بينفطم ؟ العمى شو هَنُمَرْ وْلُوْ !!
الأمانة التاريخيّة
03:06:38 , 2008/08/21 جورج
شكراً دكتور منير ،كل يوم يزداد اقتناعي بموضوعية قلمك، هكذا تجب قراءة التاريخ بموضوعية ، بلا ايديويولوجيا الشعارات والشتم والتعصب الشوفيني الدعويّة والدعائية التي لا يعيرها بالاً أحد، هكذا نجد مكاننا في التاريخ ،بمسؤوليةٍ وبلا مشاعر الإضطهاد، نرى أنفسنا والآخر ،كما نحن وكما هو ،في كل الحالات ،خلافها والإتفاق ، صراعها ،عداواتها ،صداقاتها ،بلا تهويل ،أو ذوبان هيام ،شكراً ثانية دكتور منير القوي وشكراً جزيلاً شامبريس
تعليق وطلب
03:42:33 , 2008/08/21 صيدلانية
إنّ ماأقرؤه لك يؤكد أنك مع أهلك ومعاناتهم ، حتى في تعليقاتكَ التي أصبحت نادرة ، لماذا هل هو الوقت وزحمة الحياة في البلد الغريب ،كما تقول المطربة شادية ؟ أشكرك لسؤالك المباشر للسيّد محمد كتكوت في تعليقك على تصريحه لشام بريس ، لسؤالك له الذي ننتظر ردّه عليه ، إذا امتلك شجاعة الرد ؟ كما فعلت بالتصريح عن اسمك ،الدكتور منير وسوف ، لكنْ هذا" أنتْ "كما قال أحد المعلقين ،أعرف جهرك بالحق ، وأمّا الطلب ، فهلاّ نشرتَ اميلك ،سؤال ليس مني فقط بل من عدد من الأصدقاء ،وأرجو أن لا أكون طلبت شيئاً محرج ، شكراً لك ،وكبير الشكر لشام بريس
الشهيد المغدور يوسف العظمة
04:52:51 , 2008/08/21 نابش التاريخ و صادقه
أمّا أنّه شهيد فتشهد ميسلون أنّه شهيد الشرف الوطني ،سطّر صفحة شهادة من تاريخ استشهاد مبدئيٍّ كربلائي ،فكان الحق الذي انتصر على البغيّ بعد حين ، وأمّا المغدور فوزير الحربية في حكومة هاشم الأتاسي الفيصلية الأولى ،وقبل خروجه الذي يعرف نتيجته ،مشَجَّعاً من الوزارة والملك ،كان هؤلاء قد عقدوا الصفقة في بيروت مع الجنرال الفرنسي غورو ، وفي القدس مع الجنرال البريطاني اللِّنبي ، ومكتب التنسيق الإنكليزي ـ الفرنسي بالثنائي لورنس العرب ـ ماسينيون ، ففي حين تحرك الشهيد نداءً للواجب ،شجعه المتعاملون للتخلص منه ، إنّه موقف يستعيد من الذاكرة موقف أهل العراق من السبط الشهيد الإمام الحسين (ع) وخذلانهم له ، ونكثهم الوعد والبيعة ، والبحث عن رضا حاكم دمشق (يزيد) ، وفي موقف الحكم الفيصلي ،الذي كتب البعض ولا زال القلة يبجّلونه، تكررالمشهد ،حتى بلا تغيير، في الغدر بالشهيد، وحجز الغنيمة على مائدة الحاكم الجديد غورو ،لا نبشاً للتاريخ ولكنْ ليكف أدعياء الشرف عن توزيع شهاداته المزورة ، فشهادة الشرف للشهيد المقاوم ولداعم الشهيد ، للمقاومة البطلة ولسوريا الأسد ، فلا نامت أعين الجبناء . شكراً شكراً د. منير القوي ،شكراً شام بريس على أمانة الشجعان الصادقين .
السّر المكشوف والتنجيم المألوف
05:51:38 , 2008/08/21 دكتورمنير وسوف أودكتور منير القوي
شكراً لصاحب مفردات بطولات الجمال الجسماني السيّد ( أبوعرب) لتعليقه اللطيف (استعراض عضلات ) ،وأكثر من ذلك اكتشافه المرجعي: سجلات مديرية صحة طرطوس ، فأولاً: أنا لا أخفي اسمي يا أبا عرب ، وقد أجبتُ سابقاً ، وأكرر :إنَّ منير القوي ،وفاء ابن لأبيه ، الذي مات ،ودفن ، ومنير في غربة أُكره عليها لظرف عائلي ، وثانياً : معظمنا يحمل تسمية أعطيت له من محيطه ،ساعة مولده ، أمّا المرحوم والدي فأخذ تسميته ـ اللقب ( القوي ) اكتساباً لسجايا امتلكها ،أعتزُّ بها ، وتقصر قامتي عن بلوغ سموّها . تبقى أمنية : ألاّ يكون الزميل الكريم مدير الصحة ،هو صاحب التعليق ،أو الموحي به لأحد المعاونين الخلّص ، فعضلاتي "لا" الجسدية يعرفونها جيداً ، وتعرفها مديرية الصحة ـ المرجع ،كما يبدو، وتعرفها نقابة الأطباء ، من فرعها الطرطوسي ،لأصلها الدمشقي ، ولو عادت الأيام والظروف لعدت ، معتداً بكل مواقفي ، مصدقاً عليها ومزيد ، مقتنعاً بصوابها ، وأنها كل الحق من وجهة نظري . أمّا تصفية الحساب تحت جنح الظلام ، فليست من شيمي ، وهي شهادة لي ، وشهادة عليهم ، والذي يعمل في الظلام يحدد فصيل انتمائه ، أعرفته يا أبا عرب ؟ لاتتعب عضلاتك : إنه فصيل الوطاويط ، ورحم الله الذي قال : عيّروا الورد فما وجدوا إلاّ تعييره : يا أحمر الخدّ ، أو الخدّين كما يحلو لك يا أبا عرب ، بالمناسبة : نداؤك يفترض مستوىً أرقى ، ولستُ أدري :أوفقتُ فغنمت ، أم أخفقتُ فخسرت ؟ لكنني هذا أنا ، منير وسوف أو منير القوي بكل تواضع وإقرار بالعيوب ، وقد يكون ردّي أحدها ؟!!
فخور بسوريتي و أرفض
08:10:34 , 2008/08/21 ناقد
كيف تستطيع ،وتسمح لنفسك يا دكتور منير القوي أنْ تساوي بين الأقطار العربية وإسرائيل ؟ وهي ليست المرة الأولى ،فهذا تقوله دائماً ، والغريب أنّ الجميع ينشر رأيك ، فهل فعلاً أوطاننا سجون؟ إنك تبالغ وتتجني ، صلح نفسك ، فهذا مرفوض ، خذ كلامي نصيحة فقط ، أنا فخور بسوريتي ، عجبك ولا ماعجبك .
هؤلاء الأمريكان
10:59:54 , 2008/08/21 محمد
من الرئيس الخامس إلى الرئيس الثامن والعشرين ،ومن هذا الأخير إلى ابن بوش ؟! هل هو وفاء الوريث ؟ أم استمرار المشروع ؟ أم متانة المؤسسة ؟ أم مجموعة المصالح التي تجدد نفسها مع كل جيل ؟ هؤلاء الأمريكان ،مافيا تُتوارث ، ولا مانع أنْ يُزال عن مسرحها ممثلون لم يفهموا ، أو لم يتقنوا ، أو لم يلتزموا الدور المرسوم كعائلة كينيدي ، هل هو فهم مقبول ؟، ولكنه التفسير الذي وجدته ، شكراً شامبريس ، وللدكتور منير القوي عاطر التحية والإحترام .
قامة السلطان ومنطق الهِبلان
15:35:01 , 2008/08/21 زياد من باريس
لأنني في فرنسا بعيد عن الصغار الحشاشين القتلة ،عن أكرم شهيب وأبو فاعور ،أباً وإبن ،وأحزن على الوزير غازي العريضي ،وأتبرأ من وليد جنبلاط السفاح ،منذ قتل المناضل أنور الفطايري ،وغدر بكل رفاق كمال جنبلاط ،وارتكب المجازر ،وخطف مخالفيه الرأي ، أعتزّ بالسلطان ابن الشهيد ذوقان الأطرش ،الذي عرفت سوريا كيف تكرمه ،وكيف بقي الرجل الرجل ،صقر بني معروف ، وأسأل الهبلان في لبنان إلى أين ؟ أم أنَّ الذي استقبل الصهيوني بالأحضان ،يستسخف سؤالي ؟ ومع ذلك فبني معروف معروفون بالعزة العربية ،وحفظ المعروف ،ولن يسمحوا للهبلان أخذهم إلى منطق المدمنين الذين يهلوسون يقظين ، ويروبصون نائمين ، بما جنته أياديهم من جرائم وآثام ، المجرمون الخونة .
ساركوزي الجيورجي
11:03:35 , 2008/08/22 محلل محايد
ملاحظ أنّ الرئيس الفرنسي تصرّف بمبادرة ذاتية في الأزمة القوقازية ،إسراع كوندوليزا رايس إليه قبل ذهابها إلى القوقاز ،وإرسال المستشارة الألمانية إلى تبليسي ، في حين أنَّ الرئيس ساركوزي هو الرئيس الدوري الحالي للإتحاد الأوروبي ، فنظرياً قد تكلم باسم المانيا أيضاً ، والتوقيع المتعجل لإتفاقية الدرع المضادة للصواريخ مع بولونيا ، والأمنية مع المالكي ، كل ذلك هل يعني أنَّ الولايات المتحدة ، قد استعادت المبادرة ؟ وأحبطت مبادرة ساركوزي ؟ وهل التدخل ـ الدوبلة للمستشارة ميركل هوصفعة أمريكية للرئيس ساركوزي بإفهامه أنَّ أمريكا تستطيع شق الموقف الأوروبي متى تشاء ؟ هل هو بداية تمرّد بعض الأوروبيين على بيت الطاعة الأمريكي ؟ هذا الرئيس ساركوزي يستغل بذكاء الإرتباك الأمريكي بين رئاستين ، فإلى أين سيصل ؟ يبدو أنّ التصدع قد بدأ في الجدار الأطلسي .

ليست هناك تعليقات: