بقلم دكـتـور منـير القــوي :
إنّها ساعة الإستحقاق ،وصل (أوباما) المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكيّة ،إلى محطّة حجّ المرشحين للرئاسة الأمريكية في السنين الأخيرة ، إلى الكيان الصهيوني، لتقديم لائحة الإلتزامات المألوفة ، بل عنونها منذ اعتماده مرشحاً ديمقراطياً للرئاسة ، بالتزامه للّوبي الصهيوني " الـ (ايـبـاك)" أنّه لن يسمح بتقسيم ( القدس ) ،عاصمة الكيان الصهيوني المعلنة ، خلافاً ،ومخالفة لكل قرارات الشرعية الدوليّة ،وأعرافها ، وعلى رأسها : عدم جواز ضمّ أراض الغيربالقوة ،وعدم جواز تغيير وضعها القانوني من قبل سلطة المحتل ، وبالطبع كلّ ذلك خارج الفهم والتقليد الصهيوني ، الكيان الغاصب اللاشرعي ، والدّولة التوسعيّة بلا حدود مُعلنة ، بل المتغيّرة،المتنقّلة ،والمرتبط رسمها بالمواقع التي تبلغها "بساطير" جنودها ، من حيث "المبدأ" التوراتي بين النهرين ( الفرات والنيل ) ، تلك مسلّمة في العقل الصهيوني ، وإنْ تلاعبت لغة السياسة بالكلمات التسويقيّة ،والمواقف الممكنة البراغماتيّة ، لكنَّ الحقيقة تبقى حيّة في مبادئ أحزاب اليمين الصهيوني ، وسلوكيّات مستوطنيه العنصريّة ، وفي النواة من الايديولوجيا التوراتيّة ـ التلموديّة للرّواد الدّعاة ،لإعادة إعمار الهيكل المُدّعى ،وبعث أمجاد ( جبل صهيون) .............. هذا الكيان الذي عرف ، ومنذ جنينيّة مشروع إنشائه ، كيف يصطّف مصلحيّاً ، ووظيفيّاً في نسق المشاريع المهيمنة ....لا في حقبتنا المعاصرة فقط ،ولا في منطقتنا فقط ،حيث تكرّس "كياناً ودولة" ،بل يرجع في سلوكيّاته ،إلى بدايات صعود القوى الأوروبيّة ،وظهورها على المسرح الدولي ،قوى فتوحات واستعمار، متَّفقة أو متصارعة ، ولقد وجد القيّمون على الرأسمال " اليهودي " ،وبيوته الماليّة ، وأنشطته الربويّة ( نواة بنوكهم)،مجال استثمارٍ في المشروعات الإستعماريّة، و الغربيّة منها بالخاصة ،فانتظموا في مساراتها ،الإقتصاديّة منها على وجه الخصوص ،قوى دعمٍ لوجستيّة وتوظيفات بنكيّة ،وتسللوا إلى دوائر المستشارين والدّارسين ،بل وإلى البعد التجسسي ،بحكم روابطهم المتعددة ،وانتشارهم عبر البلدان الأوروبيّة ، وفي حاضرة الدولة العثمانيّة ، ومؤسسات جيوشها ،ودوائر الحركات السياسيّة التي تسللت إلى مؤسساتها ( حزب تركيا الفتاة خاصة) ،التي نعرف جميعاً مسؤوليتها وأدوارها ،في السنوات الأخيرة من أيام السلطنة ، منذ العهد الحميدي ،الذي ساومته الصهيونيّة على (فلسطين)،وإلى الدّور المميّز للجنرالات الأتراك في إنهاء الخلافة الإسلاميّة في (اسطمبول)،بما أُطلقَ عليه : الإنقلاب العلماني ،أوالثورة الأتاتوركيّة ،مستفيدين، بلا شكٍّ ،من تجربة الدرس التاريخي لسقوط الحكم العربي في الأندلس ،والثمن الذي ترتّب عليه ، ونالهم بعض غرمه أمام (محاكم "تفتيش" ايـزابيـلا وفرديـناندو)،فكانت ظاهرة " اليهودي السفارديم " ،الذي وجد أنّه لم يكنْ دقيق الحسابات ، وليس صحيحاً ما يحاول البعض، إيجاد أرضيّة تاريخيّة مشتركة للعرب المسلمين وهؤلاء في "الحقبة الأندلُسيّة "، فهو توهمٌ، أو وهم ،أو ايهام مقصود، للبناء عليه .إنّ تكرر الظهور للنفوذ اليهودي ـ الصهيوني : في الأندلس المسلمة ، في صعود ( نابليون) وفتوحاته ، بل وفي هزيمته وانكساراته، مع الإمبراطورية البريطانية بين مشرق الأرض ومغربها ( دزرائيلي ... بلفور ... علاقات البارون روتشيلد المالية.....إلخ)،وصولاً إلى " وعد بلفور ـ المشروع " ،المثال الأكمل لتلاقي مصلحة مستعمر امبريالي، بتلك التي لأداة من أدوات التنفيذ المثاليّة لمشروع الهيمنة ،والذي قد وصل في "الحقبة الأمريكيّة "من مشروع هيمنة حضارة "الرجل الأبيض" ،وفي نسختها الغربيّة على وجه الخصوصيّة ، إلى درجة من التّماهي ،وامّحاء الفوارق والتّباينات، بين مصلحة الكيان الصهيوني ـ الوظيفي ( الأداة ) ،وبين مصلحة المشروع الأمريكي ـ الإستمرار ( الغاية ) إلى درجة من التشابك ،والترابط ، يصعبُ معها تمييز حدود مصلحة الكيان ـ الوظيفة // الأداة// عن تلك التي للمشروع الإستراتيجي //الهدف// من هنا يمكن فهم تصريح الرئيس ( بوش الإبن ،الرئيس الحالي ) : أنَّ اسرائيل 307 مليون نسمة ، لا سبعة ملايين ، حقيقة سياسيّة ، وواقع بالممارسة ،شهدناه في عدوان تموز الصهيوني على لبنان عام 2006 ، حقيقة يجب أخذها بالحسبان ، وعقلانياً ، في التعامل مع الكيان الصهيوني ،إنْ حرباً ، وإنْ سلماً ، وإنْ بينَ بين !! فالإندراج العضوي ،يتوالى فصولاً،ويتأصلُ حصولاً، ومرحليّته لا تنتقص من أهميّته وخطورته ، وأمّا القول بأدوار أنظمة في منطقتنا ،منافسة للدور الوظيفي الصهيوني ،أو بديلة له في استراتيجية المشروع الأمريكي ،فقول هُراء ،وتضليل مبرمج ، وفي أحسن حالات سلامة النوايا: نوع من التفكير الرغبوي ،وسطحيّة الرؤية ،وقصورالفهم ،وعجزالتحليل ،لأن كل تلك الأنظمة ـ الأدوات ،وثرواتها ،وبكل مسميّاتها ـ التعّاريف (أنظمة :عرب التطبيع ، عرب الإعتدال ،حلفاء السياسة الأمريكيّة ،عرب التطرّف والرّاديكاليّة ،عرب الإرهاب.... إلخ من التسميات الموسميّة ،المتغيّرة، تبعاً لمسافة اقترابها ،أو ابتعادها من، وعن، مصلحة الكيان الصهيوني وسياساته ) ،لنْ تكون إلاّ مواقع خدميّة للقوة الضّاربة الأمريكية ،ونقاط ارتكازٍ لوجستية فحسب ، وبالتالي فالمقاربات، والمقارنات ، منطق متهافت لقيامه على اختلافٍ استشرافيٍّ، مستقبليٍّ و رغبويٍّ، وعلى خطلٍ بنيوي مفاهيمي ،(فلا مقارنة على اختلاف)،ولا نتائج صحيحة مع مقدّمات متغايرة ،فكيف إذا بلغ التغايُرُ حدود الإختلاف حتى درجة التناقض الكليّ ، في أجلى صورةٍ للخلاف الغائي :(البديل)،ولو (الوظيفي)؟ !! فجولة (أوباما) المرشح الرئاسي ،كانت جولة استطلاعٍ وتعرّف، واجبٌ لايُقبل فيه اعتذار ،من أو، لمرشّح لكرسي صاحب الأطيان ،الذي يجب عليه الإحاطة بأسرار إدارة ممتلكاته ،والتأكّد من ولاء (مَوَاليه) ، والآيلة إليه في حال انتخابه ، ولمنصب قائد الغزو لأرض فتوحاته ( أفغانستان والعراق) ،وأمّا المحطة الصهيونية فشيء آخر ، ورأيٌ آخر ،وسلوك مختلف ، إنّها واسطة العقد، في منظومة النظام السياسي الإقليمي ـ اللاعربي ـ الصهيوني في المنطقة ،ونفيس الأدوات وأقربها ، ليس للمصالح الحيوية المعلنة للولايات المتحدة الأمريكية فحسب ، ولكنْ لصوت الناخب اليهودي الأمريكي ، ولتوجهات ( لوبيه) الإنتخابيّة ،وقوى الميديا والمال ،المملوكة لهُ ،أو الموالية والسائرة في ركابه ، وهكذا رأينا ( أوباما) مُهتماً ، منفعلاً ، ومتفاعلاً ،منشغلاً مهموماً بحرصه على أمن المستوطنين ( المساكين !!) ،مبرراً همجي سلوكهم العنصري ، ودموية كيانهم المدافع عن ( أمنهم ) المهَدَّد من ( الإرهابي اللاجئ ) ، راجماً الأخير ،المعزول كجائحة الوباء في غزّة ،بحصيات رجم ابليس ، والذي ،ورغم بعض أصوله المسلمة ، لم يميّز أنّ (الفلسطيني) ليس (ابليس) ، وأنّ (غزة) ليست في شعاب الديار المقدّسة ، وأنّ ( سديروت وأشدود وكل المستوطنات) ليست للطواف ، ولا للعمرة ، وأنّ المستوطنين ليسوا حجاجاً متطهرين ، بل قوم من عتاة المعتدين ... مقدمة طالت ربّما ، ولكنّها ضروريّة ، وضرورتها تكمن في تبيان الثقل الصهيوني في الإنتخابات الرئاسيّة الأمريكية ، ولماذا تكون سياسات الإدارات الأمريكية في منطقتنا ،استمراريّة في الموقف اللاعادل، واللاأخلاقي، بانحيازٍ مطلقٍ للصهاينة ، وفي تجانسٍ كليّ في الرؤية المشتركة الأمريكيّة ـ الإسرائيليّة لقضايا منطقتنا والعالم، أياً كان شخص الرئيس ، وأيّاً كان حزبه ، فـ (إسرائيل) مصلحة حيويّة أمريكيّة، بأولويّة مطلقة، وإلى أمدٍ غيرمنظورـ بالمختصر المفيد ـ وبالإتجاهين : مصلحة أمريكية في الخارج ، ومصلحة انتخابية في الداخل الأمريكي ،وإذاً فالمشاهد الإحتفالية ، والسلوكيات الطقوسية ،لزيارة المرشّح (أوباما) ،تجد مكانها البراغماتي السياسي في برنامج ترشحه ، تماماً كغيره من الطامحين ، والطّامعين بكرسيّ المكتب البيضاوي ، مع خصوصيات في المرشح ( أوباما) ،واشكاليّة ترشحه ، والإعتماد الديمقراطي لترشيحه ، نُفَقِّرُها في فقرات تالية : ١ـ (أوباما) الشخصيّة المثقَّفة : المعجبة بـ ( مارتن لوثر كينغ ) ، بـ ( مانديلا) ،الناشطة في جمعيات العمل الإجتماعي ، وحلقات الدفاع عن حقوق الشعوب ، ومنها حقّ الشعب الفلسطيني ( الذي كان ""أوبـامـا الطّالب، والمحاميّ الشـّاب"" من روّاد اجتماعات تبيان ما لحق به من إجحاف وظلم ،قبل أنْ يصبح سيناتوراً) ، ( أوبـامـا) الذي لم يتردد في ملازمة أستاذ علم الإجتماع الأمريكي ، المتّهم باليساريّة ومناصرة أعداء الوطن الأمريكي ، والمحكوم ـ السّجين قبل تبوء كرسيّه الأكاديمي ، (أوبـامـا) المنحدر من أبٍ كيني ،وأمٍّ من الغرب الأمريكي ،الذي لم توفّره حملة منافِسَتِه :(المهزومة أمامه :هيلاري كلينتون)،فعلى أصوله الإثنية ،والثقافيّة ،والمعتقديّة ، سلّطت مدافع هجومها ، فلباسه التقليدي الكيني في صورة فوتوغرافيّة تذكاريّة ،لزيارةٍ لجدته لوالده الكينية ،أصبحت وثيقة إدانةٍ ''عرجاء'' لأمريكيته ، وبرهاناً على نقص الولاء والإنتماء للبلد (المتنطّع) لرئاسته ، وأمّا دين والده المسلم ، وزوج والدته الأندونيسي ،بعد طلاق الوالدين ،والمسلم أيضاً ، وقضائه بضعَ سنوات من طفولته في أندونيسيا ،فقد أصبحت لائحة إداناتٍ ،وعيوبٍ لمنافس السيّدة (كلينتون) ، وضعته على أرضيّة دفاعية ،حجّمت اندفاعته الهجوميّة الأولى، أضعفتهُ ،لتأتي أقلويته الكنسيه ( فهو ينتمي لطائفة المورمون)، وموقفها الرعوي ،في الدعاء على أمريكا ،على لسان رئيس كنيسته ،ضربةً أخرى ، ربّما مقصودة ، للمرشح الملون ،حتى التركيز على اسمه الثاني ( حُسـين ) ،في ربطٍ رمزيٍّ ـ كنيوي مع الرئيس العراقي السابق ( صدّام حُسـين) ،ذهب في ذات المنحى الإضعافي للمرشّح (أوباما) ،ولئن كان قد نجح في تجاوز الأفخاخ ـ العقبات أعلاه ،مع الناخب الحزبي الديمقراطي ، إلاّ أنَّها تبقى قائمة حتى انتخابات تشرين الثاني الرئاسيّة ، في ذهنيّة الكتلة النّاخبة الأمريكيّة ،وأخصُّ منها البيضاء، البروستانتية المتعصبة ، والتي لم تخفي معارضتها ، ورفضها له ، لأسباب تتراوح بين استهجان"صرعة" ترشحه ،وبين مواقف تستوحي تموضعها ،من ايديولوجيّة استعلائية كولونيالية ، ومفاهيم انتربيولوجيّة رجعيّة ، وعقدٍ ثنيويّة (تفوّقيّة ـ دونيّة)، في مجتمع مازال دون التجانس الوطني ، لم يخرج من عنصريّته ،حتى بعد ما يقرب من قرنٍ ونصف القرن على قوانين ( لنكولن ) المساواتية ،التي ألغت الرّق ،وحرّرت رسميّاً العبيد (عام 1862 ) .٢ ـ (أوبـامـا) السياسي : لم يُعرَف لسيناتور ( النوي) مواقف سياسية واضحة وحاسمة ، باستثناء موقفه الجازم والثابت ضد الحرب ـ الغزو على العراق ، وكل ما ترتّب عليها من نتائج كارثيّة ، إنسانية واقتصادية ، سياسية واجتماعية ، وهي الورقة الأقوى التي لعبها ضد المرشحة ( كلينتون) ، التي أيّدت الحرب ، وصوتت بحماس ،ربّما فاق حماس معسكر المحافظين الجدد ، على ميزانيّات تمويلها الفلكيّة ، والمتصاعدة"مجازاً" بسرعة شبه صاروخيّة ، وأمّا تصريحاته ومواقفه ، فيما يخصّ باقي مشكلات منطقتنا ،فلم تخرج عن النمطيّة المألوفة ، والإستمراريّة المؤكدة للتّبني الكامل للسياسات الصهيونيّة ومواقفها ، بل بشيءٍ من المرونة أكبر ، تغطية وانسحاباً من آراء ومواقف ( أوباما) المثقّف ، وشبه المناضل الإنسانوي .٣ ـ (أوبـامـا) المرشّح : في لحظّة قوة مفترضة لمرشحٍ اعتُمِد من حزبه المنافس على الفوز بالإدارة الأمريكية ، فاجأ المرشح المعتمد العالم، بتصريحٍ خصّ به وضع القدس التي لن يقبل بتقسيمها ، تصريح بدا مجّانيّاً ،والحقيقة غير ذلك ، فهو جزء من الصفقة الإجمالية المعقودة مع المرشحة المهزومة ( هيلاري كلينتون ) ، لتعلن تأييدها له ،مُجِيّرَةً له أصواتها ، بمقابل إعلانه الإلتزام بتعهداتها ،وعلى رأسها ما التزمته للـ ( ايباك) ، مع تعويض ماديّ معقول يساعدها على سداد بعض ديون حملتها الإنتخابيّة الماراتونيّة ،الطّويلة والمكلفة ، وهكذا تقدّم (أوبـامـا) المرشّح خطوة أخرى ، في إدراكه لحقائق تمركز قوة القرار في مواقع ، لاتترك حتى إمكانية الإستفادة المحسوبة ،حتى من جلدِ الحصان الخاسر ، ربّما كان درساً تدجينيّاً ، وربّما هي طريقة الحكم في (دولة فوق ـ امبراطوريّة) ،(دولة ـ شركة عابرة للأمم والقّارّات) ،وأمّا المرشح الرئاسي الديمقراطي المعتمد ،فلا استثناء في محطاتها ، ولا إضافات ،اللهم إلاّ بعض الليونة والواقعية فيما خصَّ القوّات الأمريكيّة في العراق ، وفوضى التصريحات ،والتوضيحات التي تخللتها وأعقبتها ،وبالطبع فالتزام الموقف الإسرائيلي من مواضيع : المقاومة وفصائلها ، والملف النووي الإيراني ، والمفاوضات ، وغيرها .... لم يكن موضع شبهة تساؤل، أو ضبابيّة جوابٍ على سؤال مطروحٍ ، أو مضمرٍ لم يطرح .٤ـ أُوبـامـا الـرّئيـس المـحتمـل : صحيح أنّ الإستقراء المستقبلي من أدوات التحليل ، لكنْ تبقى التوقعيّة والإحتماليّة سمتيه ، وبالتالي يسمح بالتأرجح بين حدّي التناقض التوقعي ، دون أنْ يعني ذلك إلغاء ترجيح وقوع توقع ، أو إلغاء استبعاد وقوعِ آخر ، قد يكون النقيض كلّياً ، وقد يكون المطابق ، أو منزلة بين المنزلتين ، انطلاقاً من مسلّمة ذلك، وباستنادٍ على ما تقدّم أعلاه ، فالرئيس (أوبـامـا) ، في حال انتخابه ، سيصلُ متعباً ، مضعفاً ، مقيداً بالإلتزامات والتعهدات ، وخاصة بتلك الإرادة المُنهِكة ،والمُستَنفِذة للجهد في تأكيدٍ ـ بلا نهاية ـ على أمريكيّة الرئيس ، ولا إسلامه ،بل نكرانه ماضيه ،وتجنبه الإشارة إلى أصوله الإثنية ، وحتى مواقفه ـ البدايات ،من قضايا كثيرة ، في سلوك هروبي ، كمن يخفي تهمه ، أو يخجل من إعاقة يخفيها ، رئيس كهذا يحتاج للكثير من الشجاعة والخبرة لقيادة التغيير : (شــعار حـملــته) ، فهل لديه الإرادة والمؤهلات ؟ !! أمْ سيبدأُ منْ حيث انتهى ( الرئيس نيكسـون) في سيرة حكمه مع وزير خارجيته (هـنـري كـيـسـنجـر) ؟ !! رئيـس ضعيف ، ووزير خارجية فوق العادة ... سيّما ومعظم المرشحين لإدارته ، من المبهورين بالألق الكيسنجري ، يطمحون للعب الدّور المميَّز في مناخات وفضاء اتٍ متغيِّرة ، ربّما منها ضعف محتمل في شخصيّة الرئيس ، وجراح لم تشفى من معركته مع ( هيلاري كلينتون) ،سيناتور نييويورك القوية ، والذي لم يكن تأييدها الأخير ، والمشروط ، له بلسم الشفاء ، لما كشف عنه من قضايا ، وأثيرمن اتهامات ، بعضها لامس حدود الفضائح ، وسوقيَّ التناول .... أمّا الواقع الحقيقي ، لا الإحتمالي ، فوحده ، مستقبل الأيّام من سيسطره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق