لا يفاجئُ مهتمّاً، دورُ منظمة (هيومن رايتس ووتش ) الأمريكية ، وانتقائيّة تقاريرها ، إنّها نموذج لاختراعات المشروع الأمريكي فوق ـ الإمبريالي في مخطط إراد ته الهمايونيّة للسيطرة على مصير البشريّة ، وتوظيف شعوبها وأممها،وبالجملة،في قطاعات يُحدّدها لها ،في نقلة متقدمة ، لمفهوم (العبودية الأمريكي) وأدواته ، من بعده الفردي ـ المنزلي ـ الزراعي ـ الإقطاعي ـ اللوني الأسود ، الذي وسم تاريخ العلاقة العنصريّة بين(السيد الأبيض المتفوق ) و(العبد الأسود المنحطّ القيمة والقيم ، والخطر على الحضارة ، بالطبع حضارة الرجل " الأبيض" ، دون حتى المرأة "البيضاء" التي تمثّل شكلا ً من أشكال الملكيّة ،خاصة في بعدها الجنسي ـ الإنجابيّ، وموقع ضعفٍ ،وفق الايديولوجية العنصرية الدعويّة ، فربما سقطت إلى أحضان عبد تستلطفه في مزارع سيّدها ، بحكم " ضعفها الأنثوي ، وعواطفيتها ، قشريّة العقلنة ، وفي ذلك عدوان وخطر على الحضارة ،وقيمها ،وممثلها : السيّد " الأبيض البشرة المهيمِن"!!!) ، مفهوم رافق البدايات ،والنشأة الأولى ، والطور المتوسط للمشروع الأمريكي ، الذي اصطاد الأفريقي في قارته السمراء،واقتاده " أداة إنتاج" إلى مشروعه الزراعي أولاً ، وفق مفهوم تشييء الإنسان الأسود ، وتأكيد دونيّته ،وبالتالي اختزاله ،في مشروع غزوٍ توسعي ، مازلنا نشهد فصوله في منطقتنا ، حيث " الذهب الأسود" = "الإنسان الأسوَد" =" أداة إنتاج" ، والرجل الأسود ،بالتعريف المفاهيمي ـ الإيديولوجي ـ الكولونيالي التاريخاني : هو كلّ من لا ينتمي إلى أصول الأبيض الأوروبيّ حصريّاً ، إلاّ أنَّ تطورالمشروع الأمريكي ، خاصة في بعده الصناعي ـ الإقتصادي،فرض تغييراً في الأدوات ،وتوظيفها ،دون الإضطرار للتخلي عن مفاهيمه الإيديولوجية،المحكومة بالغائيّة ،لابالمفاهيم الماركسيّة و"حتميّاتها المسكينة"، وبوصوله إلى ماوصل إليه ، لم يعد يكتفي بإعلان بحار العالم ومحيطاته ، ثرواته وقاراته ،أجوائه وفضائه ،مجالات حيويّة له وضرورات استراتيجيّة ، بل أراد إعطاء أبعاد هيمنته الكونية، وسياساته التدخليّة ـ العدوانية ، بعداً: ارساليّاً ـ ثقافوياً ـ ايدْ يولوُجَويّاً ـ وخاصةً قانونويّاً لا قانونياً ، وكانت الخطوات الأولى، بسياسة الدعوة لإقامة الأحلاف، والإتفاقيّات الثنائيّة والإقليمية ،بالثورات "الملغومة" والإنقلابات "المبرمجة " في معظمها ، منذ إعداد الأرضيّة ،إلى البيان رقم (1) الأشهر، و بالدعوة والمساهمة النشطة في إنشاء المنظمات الدولية ، وحتّى المتخصصة منها ،وخاصّة محاكمها (ويا للعجب : التي يُستثنى السيّد اليانكي من عدالتها ،فاختصاصها :ملاحقة "العبيد العصاة" المتمردّين الفعليّين أو المحتملين ،على الأمر السّامي للإدارات الأمريكية المتعاقبة ،لا فرق ،"ديمقراطية" أتتْ أو "جمهوريّة" وتدّتْ )،وصناديقها المالية، والتمويلية، والدراسيّة ، وبالإستيلاء على الموجود منها ، وتجيير نشاطها لخدمة المخطط ـ الأمريكي ـ المشروع ( بكلّ المعاني) ، فبالإضافة إلى الصريح من القوائم التصنيفية السنوية (الوقحة ببجاحة ووصائية فجّة) لوزارة الخارجيّة الأمريكية :( القائمة السنوية للدول الرّاعية للإرهاب)! ، وبطريق غير مباشر: (الدول الأكثر فساداً في العالم ) ، يطالعنا الساحر الأمريكي ،بمنظمته الأهليّة :(هيومن رايتس ووتش ) ، النزيهة جداً !! ،والموضوعيّة جداً !! ،لدرجة وصولها إلى نقد مبدعها الأمريكي ، في مسرحيّة توزيع أدوارٍ سخيفة ،مكشوفة وساذجة ، فكل ما ترصده في سلوك الإدارة ،الأمريكية ،في جرائمها الموصوفة ،من جرائم الحرب والإبادة ، إلى السلوكيات الشاذّة لعسكرها الغازي،إلى انتهاك اتفاقيات "جنيف "الناظمة لمعاملة أسرى الحرب "،إلى انتهاكات حقوق الإنسان في سجن (أبوغريب) ،وفي المعسكر ـ المعتقَل ـ ("المنتجع" وفق الضيافة الأمريكيّة!!): (غوانتانامو )" الشّاذ واللاقانوني "، وفي كلّ شيء ،حتى في وجوده على الأرض الكوبية، ،دون نسيان السجون الطائرة ، وتلك التي بالوكالة ،كلام في الهواء ، لايُبنى عليه أيّ مقتضىً قانوني ، أو زجريٌ عقابي ،وعلى الأكثر، وعود بفتح تحقيقات ، وتلفيقات نتائج إجرائها ،ذرٌّ للرّماد في العيون ،لإكمال ديكورات مسرحية (العدالة العوراء،لا العمياء كما تُفتَرض ،والشوهاء لا الجميلة القوام) ، فالسيّد يتكرم بالردّ ولا يُلْزَمُ به ، فضلاً عن تجاهلها(هيومن رايتس ووتش ) شبه الكامل لجرائم الكيان العنصري الصهيوني ، ولها مندوبة ـ مفوضة لمنطقتنا ( سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط )، فلا الحصار لغزة ،ولا قتل الأبرياء المدنيين، خاصة من الأطفال والعجزة والمسنين والنساء ، ولا موت المرضى الإسعافيين ، ولا ولادات الحوامل المهينة ،تحت الأنظار الوقحة للمحتل ،على الممرات ـ الحواجز ، المغلقة في عقاب جماعي ٍ نازيٍّ ، بل أدهى ، ولا إطلاق النّارعن قربٍ على المقيّد الفلسطيني الأعزل من بندقيّة العسكريّ الصهيوني المجرم ، ولاسقوطه أمام أعين العالم ، وعرضه على شاشة الجزيرة ، التي لا يُحتجّ بمحليتها ، ولا بمحدويّة لغة نطقها ( العربيّة) ، وحين يريدون الأخذ عنها ، لاعائق يجدون فيها، ولا من يحزنون ، لكنّها ذات الرقصة ، وذات اللحن ، وذات المسرحية ، للمؤلف السيناريست ـ القطب الأوحد ،والمايسترو ـ النشاز ،الباقي على مسرح الهيمنة ، في منطقه المغرِض ، الإنتقائي ، العنصري بامتياز ، اللا أخلاقي بوقاحةٍ فجّة ، خاصةً حين تطالب منظمة :(هيومن رايتس ووتش ) بفتح التحقيقات ، وإيضاح الحوادث ، ومنها الأمنية بامتياز الإمتياز،والتي هي شأنٌ داخليّ ،وطنيّ سيادي ،وواجب سلطة مسؤولة عن حماية أمن المواطن ،والسلم الأهلي ،والتجانس المجتمعي ؛ ولكنْ متى كان لوسائل السياسة التدخليّة الإستعلائيّة ، ونزعاتها العدوانيّة ، من حدود ؟ ! إلاّ ما فُرض عليها ، بمجابهتها ودفع الأثمان بالتضحيات ، في مواقف استبسال المقاوم ، وزكي دم الشهيد ، خاصة حين تجدُ قطعان السُّذَّج ، وطوابير ضعاف النفوس ، و رخيص الأقلام ،تردد معها ،و تهتفُ في جوقة دعاوى نفاقها ، لحقٍّ نسبيٍّ ، يُرادُ به الباطل المطلق ، وتبرير وسائل شرور شياطينه الكامنة في منعرجات المصالح ، التي لم يعد إخفاؤها متيسِّراً ، حتى عن إدراك طفل ! ، وخاصّة في منطقتنا ،وفقط ،باستثناءٍ لا أخلاقيٍّ ،ومتفهّمٍ متواطئٍ ،مع كلِّ ما يرتكبه الكيان الصهيوني " المدلَّل" ، ربيب صاحب دكّانها ، السيّد الأمريكي : العادل جِدّاً !!، وحكماً !!، وحتماً !!، ألا سُحْقاً لـ ( هيومن رايتس ووتش )... ولتزوير العدالة ... وأدوات هيمنة الطغاة ، ولعالمٍ يثير الغثيان ، خاصة حين ترتفع فيه عقيرة وأبواق "مثقفي" المارينز والتدخل السريع ، والأقلام النفطو ـ دولاريّة بروائح مدادها الخانق .
تعليقات حول الموضوع
لن أزيد
06:09:50 , 2008/07/26 متابع لقلمك يا دكتور منير
_(هيومن رايتس ووتش ) ، النزيهة جداً !! ،والموضوعيّة جداً !! _تجاهل(هيومن رايتس ووتش ) شبه الكامل لجرائم الكيان العنصري الصهيوني خاصة حين تجدُ قطعان السُّذَّج ، وطوابير ضعاف النفوس ، و رخيص الأقلام ،تردد معها ،و تهتفُ في جوقة دعاوى نفاقها ، لحقٍّ نسبيٍّ ، يُرادُ به الباطل المطلق ، وتبرير وسائل شرور شياطينه الكامنة في منعرجات المصالح ، التي لم يعد إخفاؤها متيسِّراً ، حتى عن إدراك طفل _السيّد الأمريكي : العادل جِدّاً !!، وحكماً !!، وحتماً !!،
رائع يا ابن أمّنا سورية :
05:38:24 , 2008/07/26 جورج ماضي
لا جفَّ قلمك، يا منير يا قوي يا خطير،ولا فضَّ فوك ،فمتى سيأتي دور محاكم الإفتراء الدوليّة ؟
ردٌّ على الوصاية والعنجهية:
05:56:55 , 2008/07/26 مغترب يحب سورية
هؤلاء الذين يظنوننا سذّجاً ، مخطئون هم ،فكلّنا ،في سورية العرب ،وفي ديار الإغتراب ،صفّ واحد ،خلف وطننا ،وقائدنا ،رمز عنفوان أمّة العرب ،في زمنٍ عزَّ فيه الرجال ، وندرت فيه الرموز ، شكراً يا دكتور منيرالقوي، الناطق بلساني ،وشكراً شامبريس .
بلدي بخير
11:38:11 , 2008/07/26 قارئة مهتمة
اشكر لشام برس مواكبتها الحثيثة لكل المواضيع التي تهم القارئ العربي عمومًا والسوري خاصةًً، وا قول ان بلدي سوريا بخير طالما ماتزال هناك اقلام واعية ونيرة وجريئة كقلم الدكتور منير الذي اتتبع مقالاته بشغف واهتمام شديدين ،شكراً دكتور منير ونحن بانتظار مقالاتك الرائعة دوماً
لك جزيل الشكر
14:08:56 , 2008/07/26 مواطن سوري
شكرا لك د. منير ...و ان لكلامك يلامس الحقيقة و يفرج القلب ... و ان مقالاتك و مواضيعك تنم عن ثقافة واسعة و ادراكك اللامحدود لجميع القضايا و قدرة لغوية خطيرة ...و لكن أحب أن أنوه أنه من الممكن أن تستخدم اسلوب صياغي أبسط و أسلس حتى يستطيع جميع القراء الاستفادة من فكرك الفذ و أن في البساطة قرب للقلب و العقل ....و شكرا
شو هل ماركه
21:03:17 , 2008/07/26 لادقاني وسبيح والله
عيوني شو هاي هيومن رايتس ووتيش ؟ سلم لي عالطاراموي
تعليقات حول الموضوع
لن أزيد
06:09:50 , 2008/07/26 متابع لقلمك يا دكتور منير
_(هيومن رايتس ووتش ) ، النزيهة جداً !! ،والموضوعيّة جداً !! _تجاهل(هيومن رايتس ووتش ) شبه الكامل لجرائم الكيان العنصري الصهيوني خاصة حين تجدُ قطعان السُّذَّج ، وطوابير ضعاف النفوس ، و رخيص الأقلام ،تردد معها ،و تهتفُ في جوقة دعاوى نفاقها ، لحقٍّ نسبيٍّ ، يُرادُ به الباطل المطلق ، وتبرير وسائل شرور شياطينه الكامنة في منعرجات المصالح ، التي لم يعد إخفاؤها متيسِّراً ، حتى عن إدراك طفل _السيّد الأمريكي : العادل جِدّاً !!، وحكماً !!، وحتماً !!،
رائع يا ابن أمّنا سورية :
05:38:24 , 2008/07/26 جورج ماضي
لا جفَّ قلمك، يا منير يا قوي يا خطير،ولا فضَّ فوك ،فمتى سيأتي دور محاكم الإفتراء الدوليّة ؟
ردٌّ على الوصاية والعنجهية:
05:56:55 , 2008/07/26 مغترب يحب سورية
هؤلاء الذين يظنوننا سذّجاً ، مخطئون هم ،فكلّنا ،في سورية العرب ،وفي ديار الإغتراب ،صفّ واحد ،خلف وطننا ،وقائدنا ،رمز عنفوان أمّة العرب ،في زمنٍ عزَّ فيه الرجال ، وندرت فيه الرموز ، شكراً يا دكتور منيرالقوي، الناطق بلساني ،وشكراً شامبريس .
بلدي بخير
11:38:11 , 2008/07/26 قارئة مهتمة
اشكر لشام برس مواكبتها الحثيثة لكل المواضيع التي تهم القارئ العربي عمومًا والسوري خاصةًً، وا قول ان بلدي سوريا بخير طالما ماتزال هناك اقلام واعية ونيرة وجريئة كقلم الدكتور منير الذي اتتبع مقالاته بشغف واهتمام شديدين ،شكراً دكتور منير ونحن بانتظار مقالاتك الرائعة دوماً
لك جزيل الشكر
14:08:56 , 2008/07/26 مواطن سوري
شكرا لك د. منير ...و ان لكلامك يلامس الحقيقة و يفرج القلب ... و ان مقالاتك و مواضيعك تنم عن ثقافة واسعة و ادراكك اللامحدود لجميع القضايا و قدرة لغوية خطيرة ...و لكن أحب أن أنوه أنه من الممكن أن تستخدم اسلوب صياغي أبسط و أسلس حتى يستطيع جميع القراء الاستفادة من فكرك الفذ و أن في البساطة قرب للقلب و العقل ....و شكرا
شو هل ماركه
21:03:17 , 2008/07/26 لادقاني وسبيح والله
عيوني شو هاي هيومن رايتس ووتيش ؟ سلم لي عالطاراموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق