بعيداً عن ضجيج الإعلام الموجّه والمغْرض في وظيفية مباشرته ، وبقراءة متأنية لخلفيات دوافعه ، وباستنادٍ للتاريخ في تقرير حقائقه ، وللواقع المعاش في وقائعه ، ثمة حقيقة تفرض نفسها بلا التباس : ــ الميليشيا : سلاح المقاوم وصاحب القضية (بمعزل عن العدالة أو الحق في مقاصدها) . ـ والمنتصرة أبداً في مسيرتها ( وبمعزلٍ أيضاً عن القطاف النهائي لمنجزاتها ). فهي أداة حشد إمكانيات لا محدودة ، كامنة ، متجددة ،تترجم إرادة مجموعة بشرية في نسق اجتماعي ،قررت أخذ مصيرها بيدها ،وفق فهمٍ إيمانيٍّ عقائديٍّ، إرادوي إيديولوجي وخلاصي ، أصبح طريق حركية ديناميتها إلى ما تتصوره يقينياً، أو يُصَّوَر لها إقناعياً، أنه سبيلها إلى تحقيق ذاتها الوجودية ، وكينونتها الحضارية ـ الرسالية ، وغدها في العيش الكريم ، وإنجازها لبنيانٍ مجتمعي ،تسوده الكفاية ،والعدالة، والمساواة،والكرامة، وتكافؤ الفرص ، وبالمختصر : مجتمع الإنسان المزدهر السعيد، في لوحة مثالية تقترب من جنّات عدن ،إنْ لم تكن هي ذاتها في نسختها الأرضية ، تكريماً لخليفة الله في أرضه ،ثانيةً ، بعد تكريمه البدئي ـ الأزلي (إسلاميّاً ) بخلق الإنسان على صورة بارئه(كما يُقال)،وفي أحسن تقويم (فهل يستحق "بوش "وأشباهه وأزلامه ـ قديمهم والحديث ـ فعلاً ذلك ؟ )... ـ أمّا أنها سلاح المقاوم : فقد أثبتته ، وأمام أعتى الجيوش الإمبراطورية منذ دخولها القاموس السياسي ،في بدايات القرن المنصرم ، فدولٌ أزالتها(روسيا القيصرية ،مثال)، وأنظمة غيرتها(صعب إحصاؤها)، وقوى محتلة هزمتها ( المثل الفيتنامي أمام الإستعمار الفرنسي والغزو الأمريكي ، والمثل الجزائري المنتصر بالمليونين من شهدائه ،"لا" المليون شهيد فقط ، فقوافل الشهداء بدأت منذ عام 1830 ، وضحايا جرائم سياسات "الأرض المحروقة" هم أيضاً شهداء) ، ودول أنشأتها ( الإتحادان السابقان :السوفييتي ، واليوغوزلافي ،والمقيم حتى اللحظة : الولايات المتحدة الأمريكية، ثمرة الثورة الشعبية الأمريكية وهزيمة جيوش التاج البريطاني على يد ميليشيات تلك الثورة ،والتي حسمت المعركة ،فيما بعد ،لمصلحة الدولة ،بثورة مضادة ،عُرفت تاريخياً : "بالحرب الأهلية الأمريكية") ،حتى أنّه يمكن ردّ بعض دوافع الإرتكاس الغاضب والعدواني للسياسات الأمريكية تجاه المليشيات ، بالإضافة إلى الهزائم التي أوقعتها بها ـ تلك المليشيات ـ وتتابع إيقاعها بها ( المقاومة العراقية والأفغانية) ، أقول: يمكن ردّها إلى موروثات تلك الحقبة من التاريخ الأمريكي ،بكل ما أفرزه وأورثه ،من مصالح فئوية ، وثقافة خصوصية التكوين ،على ضفاف التناقض، وجبهات التصادم، بين حديّ الحرية والعبودية ،بين إنسانية "الأبيض " الحصرية ،وإنسانية "الإنسان " بالمطلق، بين انعزاليةٍٍ انكفائية وتمدد منفلت العقال ،بين الذين هزموا الإستعمار " بمليشياتهم" وبين الذين ورثوه بثورة مضادة ، وما زالوا تلاميذ روحيته ،وبسيكولوجيات نشأته، وعقده الهمايونية الإكراهية ، بل والتطيُّرية من "المليشيات " التي أجهزت على "المثال ـ الرمز" ،" الوالد ـ المستبطَن " ،"المستعمر البريطاني"،والتي تؤكد استمرارها في إكمال الإجهاز عليه ، في العراق ،في فلسطين ، في لبنان ، في الصومال ،في أفغانستان وفي كولومبيا وغيرها ، مستهدفة أحياناً الأداة وصاحبها ، ولربّما الأداة أولاً، من باب: ضرورة دفع الضررالداهم ،بتقليم الأظافر، واقتلاع الأنيابٍ السامة ؟ وهزيمة النازية والفاشية وصنائعما ، يعرفه التاريخ الحقيقي ،والمنصف من المؤرخين ، وليس مدونوا السلاطين من يحق لهم مسخ تضحيات الإنسانية وتقديم هزيمة الوحش النازي ـ الفاشي في معلبات النصر الأمريكي المبين عليه ،في تزويرٍ وسرقةٍ تاريخية ،تساوي في إجرامها جريمة النازي، وتزيد عليها بعداً "لا" أخلاقياً ونوعيّاً يقتل الضحية ثانيةً ،بإنكار قيمة تضحيتها ، وبالسطو على ميراثها الذي هو حصرياً من حقِّ الآتي من أجيالها ، التي يُقَدَّم لها ماتتمتع به من بعض الحرية والبحبوحة كعطاء ومكرمة من السيّد الأمريكي "" المُحَرِّر"" ؟ المحاكاة التاريخانية للكيانين الأمريكي ـ الإسرائيلي وخلفيات التموضع السياسي :.................................................................................... الثقافة : ايديولوجيا توراتية ، وأدبيات تفوُّق عنصري ، ودعاوى رسالاتية ، ومشاعر راسخة باصطفاء قوماوي مُدَّعى (شعب الله المختار)، نقلهم من موقع المؤمن بـ " الربّ " ووعده ، إلى المُستحوِذ على إرادة هذا الربّ ، بل وامتلاكه بوكالةٍ حصرية تمنحهم ترجمة ما يريد ، أو ما يريدون له من إرادة ، تصبُّ وبلا تردد ، في مصلحتهم ،التي هي إرادة الربّ النافذة بلا شكٍّ ، وتجسيدها الأخلاقي في أوساط أقوامٍ لم تشملها نعمة الربّ ، وبالتالي فاستثناؤها هو شاهد على دونيتها ، ومساواتها بالبهيمة ،بل أدنى " غوييم" ،الأمر الذي يسمح باستباحتها ، وإنكار حقوقها ، بل وحتى حقيقة وجودها المادي ،لافتقارها " جوهر الإنتماء" لشريعة " ربّ اسرائيل " ، وللحقوق في "وعده الحصري" بـ " أرض الميعاد " ،هكذا سمّى الغزاة الأوروبيين (أمريكا) حين نُكبت بوصولهم إليها ، وهكذا يُسمّي الصهاينة أرض "( فلسطين الكبرى )" ، كان السكان الأصليون هناك : متوحشون ،ولا آدميون ، ونوع دارويني بين القرد والإنسان ، وفوق ذلك، سيء وخطر على الحضارة ،وتهديد للإنسان ،" الأبيض حُكماً" ، إذاً ببساطة ،إبادته شرعية ،ومُنقِذة ،وتأكيدُ رؤية ـ وثيقة : إنّها أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض ، (وموعودٌ بها من ربّ إسرائيل ... )إنّها الصورة التي تبلغ حدّ التطابق المفهومي المعتقدي ،الإيديولوجي الأساطيري،السلوكي التبريري، البنيوي الجمعي ـ الأقوامي، البراغماتي ـ اللا إنساني لعصابات الكيان الغاصب في فلسطين العربية .إنَّ نظرة متأنية ـ حتى بلا فاحصة ـ تستطيع وبلا جهدٍ أنْ ترصد التشابه ، حتى التطابق النشأوي المليشياوي لكلا الكيانين ( مرّةً أخرى وللتذكير : دون الخلط بين الأداة ـ الميليشيا ومنطق الحق والعدالة في القضيّة ـ الموضوع ) ، سواء في البدايات المتمردة على واقع قائم ( الإمبراطورية البريطانية في الحالتين ) ، أو في استيلاء القوى المتقاربة المصالح مع قوى (الواقع القائم ،المؤذنة ساعته بالزّوال) على المحقق من النتائج على الأرض ،بثورة مضادة أفضت ( وبتعاون ظرفي مع عدوّ الأمس ـ الواقع المؤذَن بالزوال ـ وبرعايته ) إلى قيام الدولة ،أوانتصار منطقها ، تكريساً لهيمنة القوى صاحبة المصلحة ، والوريثة للسيّد الراحل ،أو في السلوك المفاهيمي الذهني ،والبنيوي المليشياوي الأثري، لكلا الكيانين : ـ في السلوك العسكري التعبوي في الكيان الصهيوني والذي يعبئُ كل من بلغ الثامنة عشرة ـ ذكراً أو أُنثى ـ في وحدات احتياطية ، فضلاً عن تسليح المستوطنين . ـ أو في لجوء الأمريكي إلى استخدام المرتزقة ، وشركات الأمن الخاصة في ميادين عدوانه وسياساته التدخليّة المعروفة من الجميع . ـ أو في الموقف المعادي للميليشيا، الملتبس ،والمنقلب على أساس منشأ كلا الكيانين ،في وقتنا الحاضر ،والمتأتي عن عوامل منها :1 ـ يقينية كليهما باستحالة هزيمتها ، والتاريخ قدّم البرهان ، وتاريخهما بالذات .2 ـ استحالة ضبط قواعدها المعبأة ( قواعد فتح :مثال) ، رغم بعض النجاح النسبي ، بل والمطلق أحياناً ، في جذب بعض القيادات إلى خانة التصالح ، وموائد المساومات ( مفاوضات "أُسلو" ومشابهاتها)، أو إقامة أنظمة ـ واجهات ( سلطة رام الله ) ، التي انتهت إلى مآلها ، معزولة ،مشلولة ، رغم جرعات الدعم ، ووصفات ( الفياغرا السياسية ) ،ومن أربع أصقاع الأرض .3 ـ استحالة التعايش بين الميليشيات العقائديّة ،النقيضة بالمطلق مع مشاريع الهيمنة ، وبمفعولٍ رجعي تصحيحي لجرائم تاريخية مرتكبة ،ويستمر ارتكابها ( الجريمة الصهيونية في قلب أمّة العرب ،احتلال العراق ومحاولات تمزيقه الإثني والطائفي،الإمعان في زعزعة الكيانين الصومالي والسوداني) ،وبين قوى الرفض الوجودي الحيّ ،لأمّة تقاوم العدوان المستمر على حقها في وجودٍ سيّدٍ محققٍ لكيانها الإنساني ، ومنذ قرون ،والذي يشكل العدوان الصهيوني المقيم، والغزو الأمريكي المجرم والوقح ، والمستمران إكمالاً واستكمالاً لمخططات تمزيقها ، الصفحة المُحَدَّثة في سفر عذابات ،واضطهادات ،ومحاولات إبادة أجيال أمّة العرب ، وسلبها الإرادة لتقبل قطيعية العبيد ، وكأنّه لا يكفيها قهراً شرذمتها إلى 22 حظيرة ، وسلبها هوية تعريفها العروبية ، وفرض بطاقات تعريف "السجناء" على إنسانها ، وبطاقة الكيان الصهيوني من جملتها ، في نظام إقليمي (لاعربي ) ـ سايكس بيكوي ـ بلفوري ـ صهيوني ـ كامب ديفيدي ـ أُسلوي ـ وادي عرباوي .... ومسك ختامه : أمريكي احتلالي ـ اثني وطائفي ... وحتى عشائري ...، في النسخة المنقحة ،المعدلة ، والمزيدة من( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) .4 ـ النزعة التدخليّة للإدارة الأمريكيّة ... دون اعتبارٍ لمعايير السيادة والمساواة ، والشرعيّة الدوليّة الناظمة ، خاصةً بعد انهيار الإتحاد السوفيتي في بداية التسعينات ، وانفراد الولايات المتحدة ...ولأكثر من عقد بالقرار الدولي ،في قطبيّة أحاديّة منفلتة ، خلخلت الإستقرار العالمي ،وأضعفتْ حتى الأنظمة التي تدور تقليديّاً في الفلك الأمريكي...وأحدثت بعولمة التجارة ( منظمة التجارة الحرّة ) ، وبالسياسات النقدية ( صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ... المُسَيطَر عليهما من وزارة الخزانة الأميركية) على الصعيد لعالمي هزّات اجتماعيّة ، وانقسامات أفقية وعمودية ، قادت إلى امّحاء معظم شرائح "الطبقات الوسطى" ، لحساب الكومبرادورية منها ،في ما اصطلح على تسميته بـ (العالم الثالث) ، ومن التحق به من دول المنظومة الإشتراكية السابقة ، أو انسلخ عنه من النمور الآسيوية أوالأمريكية اللاتينية ،مما انحطَّ بمستوى معيشة الغالبية الساحقة، من كتلة جماهيريّة واسعة،وعلى الصعيد العالمي ، إلى ما تحت خط الفقر المتفق على معاييره ( المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة )، في سياق نموٍّ لا متوازن (تابع ومحيطي أوريعي)، متباطئٍ أو سلبي ، وقوة شرائية مُتآكلة ، بحكم التضخم ،وانخفاض الدخل القومي ، والنمو المعاق بحكم تشوهاته البنيوية ، عوامل ساهمت في القذف بأجيال شابّة إلى نشاطات موازية ،منها غير المشروعة : زراعيّاً ( زراعة المخدّرات) ،تجاريّاً ( التهريب بأنواعه ) ، نقديّاً ( التزوير وتبييض المال ....) ، وأمّا القلة التي وضعت الإصبع على الجرح الوطني ، فقد انضوت في حركات سياسية ملتزِمة ومؤدلجة( النشاط المشروع والشرعي من وجهة نظرها )، بعضها اكتفى ببعدٍ ثقافي ، تبشيري تنويري ،رافضاً مبدأ العنف ، وبعضها الآخر لم يستبعد وسيلة ، بل كان في إقراره الكفاح المسلح رداً موضوعياً وعادلاًعلى القهر العنيف لإرادة الشعوب والأمم في حقها الطبيعي بالحرية والكرامة ، الذي أقرته شرعة الأمم المتحدة ،وبيان حقوق الإنسان . وفي ردٍّ على عجز الأنظمة (ومعظمها تبعي ) أمام الضغوط المبرمجة، وإذلالات الفرض ،والإدارات الفاسدة المرتبطة، وخاصّة عجزها المهين عن حماية " المواطن " ، وضمان حياته " حتى الجسدية " ، و ضمان مستقبله المهدد في كل لحظة ، تجد الشريحة الأكثر ديناميّة وطموح نفسها في الخندق المواجه لواقع الإفلاس المستسلم لواقعه ، مبتدعة وسائلها ، وغالباً مسلحةً بإيديولوجيتها الرافضة والمقاوِمة ، وبكل الوسائل ،حتى العنفيّة (ميليشيات مسلحة وعقائدية).... تلك حال الشعب العربي الفلسطيني الذي خذلته دول الأمر الواقع ( الأنظمة الإقليمية ) بل وتآمر بعضها عليه ،وكذا في لبنان ، والعراق ، والصومال ،والسودان ، وينطبق ذات الأمر على معظم شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا ، ولعلَّ المثل الأفغاني هوالأكثر وضوحاً ( طبعاً بعد الحال العربية الفريدة والعجائبية ) ،والتي تحاول آلة غسل الأدمغة الإعلاميّة الغربيّة وملحقاتها ( جميعها بلا استثناء )، اختزال مقاومته إلى طالبانيّة ـ قروسطيّة ... فحتى هذه وبوسائلها ، التي يُختلفُ في تقييمها ، لا تخرج عن الأسلوب "الميليشياوي" المقاوم لقوى الإحتلال، وسلطات التبعية لها، والمنصّبة من قبلها .إنَّ الإرهاب الفكري باستعمال (تهمة الإرهاب) وقوائمهاـ النزيهة جداً ـ ،والسياسي بتسخير منابرالمنظمة الدولية وقراراتها،وهيئاتها المتخصصة ،ودبلوماسية البوارج ، وحتى التهديد باستعمال السلاح ،ومحاولة حشر كلّ صوت مخالف لمنطق الهيمنة الأمريكية ،أومُنتَقد للممارسات العنصرية الصهيونية ( مجرد منتقد ،لا شاجب ولا مُدِين) في خانة الإرهاب ،ومعاداة السّاميّة، وتصنيف الدول في محاور خيرٍ وشرّ ، بمانوية مُقْحَمَة (طارئة ومستحدثةٍ) في مفهوم العلاقات الدولية ، كل ذلك أصبح بروفيلاً للوجه الـ " غوبلزي " في المخطط الاستراتيجي لما أعلنته صراحةً سياسات المحافظين " الجدد "في الإدارة الأمريكية الحاليّة من " حربها العالمية " على الإرهاب ( والحقيقة على عدم الطاعة العمياء لإملاء ات تلك الإدارة ) ،مستنفرةً ملحقات نفوذها ،ومعسكر الأتباع ، ليلتحق بها الكيان الصهيوني ،بعد فترة تردد وجسٍ لنبض المحيط ، من معسكر ( الإعتدال العربي) الذي بارك ، وسابق إلي المشاركة الإعلامية والدبلوماسية ، وبوضوح ووقاحة ، أثناء ومُنذُ العدوان الصهيوني على لبنان في تموز وآب 2006 ، حيث أصبح هؤلاء ( المعتدلون) والمباركون (بوشيّاً ـ تشنيّاً ـ رايسيّاً ) في الخندق الصهيوني بلا غطاء ، بعد أنْ أصبح الغطاء الأمريكي لا يستر صاحبته ( قابــلة الشـــرق الأوســـط الجـــديـد ) ، التي أعلنت ميلاده من بيروت، تحت القنابل الصهيونية على رؤوس أطفال لبنان ، لكنّهُ كان كابوس يقظة ، وإعلان تمنّي ، فإجهاض ٌ جاءت حربها (الأمريكية) بالوكالة الصريحة للكيان( الصهيوني ـ الشرق أوسطي ـ الوظيفي)،وبالإشراف العملياتي المباشر لحضور القابلة الفاتنة ( كــونـد ي ) ، وخرجت المقاومة ( أحد نماذج الميليشيات اللبنانية العقائدية) بنصرها " الإلهي" المؤيد بالعزم المؤمن ، والمؤكد لصادق الرؤية في (الوعد الصادق) ، لتعلن ميلاد "النموذج اللبناني في المقاومة " ، ومعه بداية انحسار التوسعيّة الصهيونية نحو مصيرها المحتوم .وبعد : يبقى سؤال ؛ هل استطعتُ إعطاء " ميليشيا" ما آمله من بعض حقّها ، تعريفاً، ونشأةً ،ودوراً،وجلاء حقيقة ، علّ هرم فهمها يستقر على قاعدته في زحمة الهجمات المبرمجة ، وغسيل الأدمغة المرعب ، لشيطنة وتشويه مفهوم كلمة نبيلة ( الميليشيا ) ،تنظيم" الممكن "لمن حُرموا امكانية العيش الكريم في كنف الدولة القوية العادلة ، فأخذوا بأيديهم قضية أمّتهم ،وقرروا ردّ العدوان ،بلا انتظارالإستعطاء على أعتاب الأقوياء ، أصل الدّاء لأمتنا ،ومصدر ما لحقها ويلحقها من بلاء .
الأحد، 14 سبتمبر 2008
مـيـليـشـــيا أمْ مـيـليـشــيات ؟ أيهّــن المســتـهــدفــة ؟
بعيداً عن ضجيج الإعلام الموجّه والمغْرض في وظيفية مباشرته ، وبقراءة متأنية لخلفيات دوافعه ، وباستنادٍ للتاريخ في تقرير حقائقه ، وللواقع المعاش في وقائعه ، ثمة حقيقة تفرض نفسها بلا التباس : ــ الميليشيا : سلاح المقاوم وصاحب القضية (بمعزل عن العدالة أو الحق في مقاصدها) . ـ والمنتصرة أبداً في مسيرتها ( وبمعزلٍ أيضاً عن القطاف النهائي لمنجزاتها ). فهي أداة حشد إمكانيات لا محدودة ، كامنة ، متجددة ،تترجم إرادة مجموعة بشرية في نسق اجتماعي ،قررت أخذ مصيرها بيدها ،وفق فهمٍ إيمانيٍّ عقائديٍّ، إرادوي إيديولوجي وخلاصي ، أصبح طريق حركية ديناميتها إلى ما تتصوره يقينياً، أو يُصَّوَر لها إقناعياً، أنه سبيلها إلى تحقيق ذاتها الوجودية ، وكينونتها الحضارية ـ الرسالية ، وغدها في العيش الكريم ، وإنجازها لبنيانٍ مجتمعي ،تسوده الكفاية ،والعدالة، والمساواة،والكرامة، وتكافؤ الفرص ، وبالمختصر : مجتمع الإنسان المزدهر السعيد، في لوحة مثالية تقترب من جنّات عدن ،إنْ لم تكن هي ذاتها في نسختها الأرضية ، تكريماً لخليفة الله في أرضه ،ثانيةً ، بعد تكريمه البدئي ـ الأزلي (إسلاميّاً ) بخلق الإنسان على صورة بارئه(كما يُقال)،وفي أحسن تقويم (فهل يستحق "بوش "وأشباهه وأزلامه ـ قديمهم والحديث ـ فعلاً ذلك ؟ )... ـ أمّا أنها سلاح المقاوم : فقد أثبتته ، وأمام أعتى الجيوش الإمبراطورية منذ دخولها القاموس السياسي ،في بدايات القرن المنصرم ، فدولٌ أزالتها(روسيا القيصرية ،مثال)، وأنظمة غيرتها(صعب إحصاؤها)، وقوى محتلة هزمتها ( المثل الفيتنامي أمام الإستعمار الفرنسي والغزو الأمريكي ، والمثل الجزائري المنتصر بالمليونين من شهدائه ،"لا" المليون شهيد فقط ، فقوافل الشهداء بدأت منذ عام 1830 ، وضحايا جرائم سياسات "الأرض المحروقة" هم أيضاً شهداء) ، ودول أنشأتها ( الإتحادان السابقان :السوفييتي ، واليوغوزلافي ،والمقيم حتى اللحظة : الولايات المتحدة الأمريكية، ثمرة الثورة الشعبية الأمريكية وهزيمة جيوش التاج البريطاني على يد ميليشيات تلك الثورة ،والتي حسمت المعركة ،فيما بعد ،لمصلحة الدولة ،بثورة مضادة ،عُرفت تاريخياً : "بالحرب الأهلية الأمريكية") ،حتى أنّه يمكن ردّ بعض دوافع الإرتكاس الغاضب والعدواني للسياسات الأمريكية تجاه المليشيات ، بالإضافة إلى الهزائم التي أوقعتها بها ـ تلك المليشيات ـ وتتابع إيقاعها بها ( المقاومة العراقية والأفغانية) ، أقول: يمكن ردّها إلى موروثات تلك الحقبة من التاريخ الأمريكي ،بكل ما أفرزه وأورثه ،من مصالح فئوية ، وثقافة خصوصية التكوين ،على ضفاف التناقض، وجبهات التصادم، بين حديّ الحرية والعبودية ،بين إنسانية "الأبيض " الحصرية ،وإنسانية "الإنسان " بالمطلق، بين انعزاليةٍٍ انكفائية وتمدد منفلت العقال ،بين الذين هزموا الإستعمار " بمليشياتهم" وبين الذين ورثوه بثورة مضادة ، وما زالوا تلاميذ روحيته ،وبسيكولوجيات نشأته، وعقده الهمايونية الإكراهية ، بل والتطيُّرية من "المليشيات " التي أجهزت على "المثال ـ الرمز" ،" الوالد ـ المستبطَن " ،"المستعمر البريطاني"،والتي تؤكد استمرارها في إكمال الإجهاز عليه ، في العراق ،في فلسطين ، في لبنان ، في الصومال ،في أفغانستان وفي كولومبيا وغيرها ، مستهدفة أحياناً الأداة وصاحبها ، ولربّما الأداة أولاً، من باب: ضرورة دفع الضررالداهم ،بتقليم الأظافر، واقتلاع الأنيابٍ السامة ؟ وهزيمة النازية والفاشية وصنائعما ، يعرفه التاريخ الحقيقي ،والمنصف من المؤرخين ، وليس مدونوا السلاطين من يحق لهم مسخ تضحيات الإنسانية وتقديم هزيمة الوحش النازي ـ الفاشي في معلبات النصر الأمريكي المبين عليه ،في تزويرٍ وسرقةٍ تاريخية ،تساوي في إجرامها جريمة النازي، وتزيد عليها بعداً "لا" أخلاقياً ونوعيّاً يقتل الضحية ثانيةً ،بإنكار قيمة تضحيتها ، وبالسطو على ميراثها الذي هو حصرياً من حقِّ الآتي من أجيالها ، التي يُقَدَّم لها ماتتمتع به من بعض الحرية والبحبوحة كعطاء ومكرمة من السيّد الأمريكي "" المُحَرِّر"" ؟ المحاكاة التاريخانية للكيانين الأمريكي ـ الإسرائيلي وخلفيات التموضع السياسي :.................................................................................... الثقافة : ايديولوجيا توراتية ، وأدبيات تفوُّق عنصري ، ودعاوى رسالاتية ، ومشاعر راسخة باصطفاء قوماوي مُدَّعى (شعب الله المختار)، نقلهم من موقع المؤمن بـ " الربّ " ووعده ، إلى المُستحوِذ على إرادة هذا الربّ ، بل وامتلاكه بوكالةٍ حصرية تمنحهم ترجمة ما يريد ، أو ما يريدون له من إرادة ، تصبُّ وبلا تردد ، في مصلحتهم ،التي هي إرادة الربّ النافذة بلا شكٍّ ، وتجسيدها الأخلاقي في أوساط أقوامٍ لم تشملها نعمة الربّ ، وبالتالي فاستثناؤها هو شاهد على دونيتها ، ومساواتها بالبهيمة ،بل أدنى " غوييم" ،الأمر الذي يسمح باستباحتها ، وإنكار حقوقها ، بل وحتى حقيقة وجودها المادي ،لافتقارها " جوهر الإنتماء" لشريعة " ربّ اسرائيل " ، وللحقوق في "وعده الحصري" بـ " أرض الميعاد " ،هكذا سمّى الغزاة الأوروبيين (أمريكا) حين نُكبت بوصولهم إليها ، وهكذا يُسمّي الصهاينة أرض "( فلسطين الكبرى )" ، كان السكان الأصليون هناك : متوحشون ،ولا آدميون ، ونوع دارويني بين القرد والإنسان ، وفوق ذلك، سيء وخطر على الحضارة ،وتهديد للإنسان ،" الأبيض حُكماً" ، إذاً ببساطة ،إبادته شرعية ،ومُنقِذة ،وتأكيدُ رؤية ـ وثيقة : إنّها أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض ، (وموعودٌ بها من ربّ إسرائيل ... )إنّها الصورة التي تبلغ حدّ التطابق المفهومي المعتقدي ،الإيديولوجي الأساطيري،السلوكي التبريري، البنيوي الجمعي ـ الأقوامي، البراغماتي ـ اللا إنساني لعصابات الكيان الغاصب في فلسطين العربية .إنَّ نظرة متأنية ـ حتى بلا فاحصة ـ تستطيع وبلا جهدٍ أنْ ترصد التشابه ، حتى التطابق النشأوي المليشياوي لكلا الكيانين ( مرّةً أخرى وللتذكير : دون الخلط بين الأداة ـ الميليشيا ومنطق الحق والعدالة في القضيّة ـ الموضوع ) ، سواء في البدايات المتمردة على واقع قائم ( الإمبراطورية البريطانية في الحالتين ) ، أو في استيلاء القوى المتقاربة المصالح مع قوى (الواقع القائم ،المؤذنة ساعته بالزّوال) على المحقق من النتائج على الأرض ،بثورة مضادة أفضت ( وبتعاون ظرفي مع عدوّ الأمس ـ الواقع المؤذَن بالزوال ـ وبرعايته ) إلى قيام الدولة ،أوانتصار منطقها ، تكريساً لهيمنة القوى صاحبة المصلحة ، والوريثة للسيّد الراحل ،أو في السلوك المفاهيمي الذهني ،والبنيوي المليشياوي الأثري، لكلا الكيانين : ـ في السلوك العسكري التعبوي في الكيان الصهيوني والذي يعبئُ كل من بلغ الثامنة عشرة ـ ذكراً أو أُنثى ـ في وحدات احتياطية ، فضلاً عن تسليح المستوطنين . ـ أو في لجوء الأمريكي إلى استخدام المرتزقة ، وشركات الأمن الخاصة في ميادين عدوانه وسياساته التدخليّة المعروفة من الجميع . ـ أو في الموقف المعادي للميليشيا، الملتبس ،والمنقلب على أساس منشأ كلا الكيانين ،في وقتنا الحاضر ،والمتأتي عن عوامل منها :1 ـ يقينية كليهما باستحالة هزيمتها ، والتاريخ قدّم البرهان ، وتاريخهما بالذات .2 ـ استحالة ضبط قواعدها المعبأة ( قواعد فتح :مثال) ، رغم بعض النجاح النسبي ، بل والمطلق أحياناً ، في جذب بعض القيادات إلى خانة التصالح ، وموائد المساومات ( مفاوضات "أُسلو" ومشابهاتها)، أو إقامة أنظمة ـ واجهات ( سلطة رام الله ) ، التي انتهت إلى مآلها ، معزولة ،مشلولة ، رغم جرعات الدعم ، ووصفات ( الفياغرا السياسية ) ،ومن أربع أصقاع الأرض .3 ـ استحالة التعايش بين الميليشيات العقائديّة ،النقيضة بالمطلق مع مشاريع الهيمنة ، وبمفعولٍ رجعي تصحيحي لجرائم تاريخية مرتكبة ،ويستمر ارتكابها ( الجريمة الصهيونية في قلب أمّة العرب ،احتلال العراق ومحاولات تمزيقه الإثني والطائفي،الإمعان في زعزعة الكيانين الصومالي والسوداني) ،وبين قوى الرفض الوجودي الحيّ ،لأمّة تقاوم العدوان المستمر على حقها في وجودٍ سيّدٍ محققٍ لكيانها الإنساني ، ومنذ قرون ،والذي يشكل العدوان الصهيوني المقيم، والغزو الأمريكي المجرم والوقح ، والمستمران إكمالاً واستكمالاً لمخططات تمزيقها ، الصفحة المُحَدَّثة في سفر عذابات ،واضطهادات ،ومحاولات إبادة أجيال أمّة العرب ، وسلبها الإرادة لتقبل قطيعية العبيد ، وكأنّه لا يكفيها قهراً شرذمتها إلى 22 حظيرة ، وسلبها هوية تعريفها العروبية ، وفرض بطاقات تعريف "السجناء" على إنسانها ، وبطاقة الكيان الصهيوني من جملتها ، في نظام إقليمي (لاعربي ) ـ سايكس بيكوي ـ بلفوري ـ صهيوني ـ كامب ديفيدي ـ أُسلوي ـ وادي عرباوي .... ومسك ختامه : أمريكي احتلالي ـ اثني وطائفي ... وحتى عشائري ...، في النسخة المنقحة ،المعدلة ، والمزيدة من( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) .4 ـ النزعة التدخليّة للإدارة الأمريكيّة ... دون اعتبارٍ لمعايير السيادة والمساواة ، والشرعيّة الدوليّة الناظمة ، خاصةً بعد انهيار الإتحاد السوفيتي في بداية التسعينات ، وانفراد الولايات المتحدة ...ولأكثر من عقد بالقرار الدولي ،في قطبيّة أحاديّة منفلتة ، خلخلت الإستقرار العالمي ،وأضعفتْ حتى الأنظمة التي تدور تقليديّاً في الفلك الأمريكي...وأحدثت بعولمة التجارة ( منظمة التجارة الحرّة ) ، وبالسياسات النقدية ( صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ... المُسَيطَر عليهما من وزارة الخزانة الأميركية) على الصعيد لعالمي هزّات اجتماعيّة ، وانقسامات أفقية وعمودية ، قادت إلى امّحاء معظم شرائح "الطبقات الوسطى" ، لحساب الكومبرادورية منها ،في ما اصطلح على تسميته بـ (العالم الثالث) ، ومن التحق به من دول المنظومة الإشتراكية السابقة ، أو انسلخ عنه من النمور الآسيوية أوالأمريكية اللاتينية ،مما انحطَّ بمستوى معيشة الغالبية الساحقة، من كتلة جماهيريّة واسعة،وعلى الصعيد العالمي ، إلى ما تحت خط الفقر المتفق على معاييره ( المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة )، في سياق نموٍّ لا متوازن (تابع ومحيطي أوريعي)، متباطئٍ أو سلبي ، وقوة شرائية مُتآكلة ، بحكم التضخم ،وانخفاض الدخل القومي ، والنمو المعاق بحكم تشوهاته البنيوية ، عوامل ساهمت في القذف بأجيال شابّة إلى نشاطات موازية ،منها غير المشروعة : زراعيّاً ( زراعة المخدّرات) ،تجاريّاً ( التهريب بأنواعه ) ، نقديّاً ( التزوير وتبييض المال ....) ، وأمّا القلة التي وضعت الإصبع على الجرح الوطني ، فقد انضوت في حركات سياسية ملتزِمة ومؤدلجة( النشاط المشروع والشرعي من وجهة نظرها )، بعضها اكتفى ببعدٍ ثقافي ، تبشيري تنويري ،رافضاً مبدأ العنف ، وبعضها الآخر لم يستبعد وسيلة ، بل كان في إقراره الكفاح المسلح رداً موضوعياً وعادلاًعلى القهر العنيف لإرادة الشعوب والأمم في حقها الطبيعي بالحرية والكرامة ، الذي أقرته شرعة الأمم المتحدة ،وبيان حقوق الإنسان . وفي ردٍّ على عجز الأنظمة (ومعظمها تبعي ) أمام الضغوط المبرمجة، وإذلالات الفرض ،والإدارات الفاسدة المرتبطة، وخاصّة عجزها المهين عن حماية " المواطن " ، وضمان حياته " حتى الجسدية " ، و ضمان مستقبله المهدد في كل لحظة ، تجد الشريحة الأكثر ديناميّة وطموح نفسها في الخندق المواجه لواقع الإفلاس المستسلم لواقعه ، مبتدعة وسائلها ، وغالباً مسلحةً بإيديولوجيتها الرافضة والمقاوِمة ، وبكل الوسائل ،حتى العنفيّة (ميليشيات مسلحة وعقائدية).... تلك حال الشعب العربي الفلسطيني الذي خذلته دول الأمر الواقع ( الأنظمة الإقليمية ) بل وتآمر بعضها عليه ،وكذا في لبنان ، والعراق ، والصومال ،والسودان ، وينطبق ذات الأمر على معظم شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا ، ولعلَّ المثل الأفغاني هوالأكثر وضوحاً ( طبعاً بعد الحال العربية الفريدة والعجائبية ) ،والتي تحاول آلة غسل الأدمغة الإعلاميّة الغربيّة وملحقاتها ( جميعها بلا استثناء )، اختزال مقاومته إلى طالبانيّة ـ قروسطيّة ... فحتى هذه وبوسائلها ، التي يُختلفُ في تقييمها ، لا تخرج عن الأسلوب "الميليشياوي" المقاوم لقوى الإحتلال، وسلطات التبعية لها، والمنصّبة من قبلها .إنَّ الإرهاب الفكري باستعمال (تهمة الإرهاب) وقوائمهاـ النزيهة جداً ـ ،والسياسي بتسخير منابرالمنظمة الدولية وقراراتها،وهيئاتها المتخصصة ،ودبلوماسية البوارج ، وحتى التهديد باستعمال السلاح ،ومحاولة حشر كلّ صوت مخالف لمنطق الهيمنة الأمريكية ،أومُنتَقد للممارسات العنصرية الصهيونية ( مجرد منتقد ،لا شاجب ولا مُدِين) في خانة الإرهاب ،ومعاداة السّاميّة، وتصنيف الدول في محاور خيرٍ وشرّ ، بمانوية مُقْحَمَة (طارئة ومستحدثةٍ) في مفهوم العلاقات الدولية ، كل ذلك أصبح بروفيلاً للوجه الـ " غوبلزي " في المخطط الاستراتيجي لما أعلنته صراحةً سياسات المحافظين " الجدد "في الإدارة الأمريكية الحاليّة من " حربها العالمية " على الإرهاب ( والحقيقة على عدم الطاعة العمياء لإملاء ات تلك الإدارة ) ،مستنفرةً ملحقات نفوذها ،ومعسكر الأتباع ، ليلتحق بها الكيان الصهيوني ،بعد فترة تردد وجسٍ لنبض المحيط ، من معسكر ( الإعتدال العربي) الذي بارك ، وسابق إلي المشاركة الإعلامية والدبلوماسية ، وبوضوح ووقاحة ، أثناء ومُنذُ العدوان الصهيوني على لبنان في تموز وآب 2006 ، حيث أصبح هؤلاء ( المعتدلون) والمباركون (بوشيّاً ـ تشنيّاً ـ رايسيّاً ) في الخندق الصهيوني بلا غطاء ، بعد أنْ أصبح الغطاء الأمريكي لا يستر صاحبته ( قابــلة الشـــرق الأوســـط الجـــديـد ) ، التي أعلنت ميلاده من بيروت، تحت القنابل الصهيونية على رؤوس أطفال لبنان ، لكنّهُ كان كابوس يقظة ، وإعلان تمنّي ، فإجهاض ٌ جاءت حربها (الأمريكية) بالوكالة الصريحة للكيان( الصهيوني ـ الشرق أوسطي ـ الوظيفي)،وبالإشراف العملياتي المباشر لحضور القابلة الفاتنة ( كــونـد ي ) ، وخرجت المقاومة ( أحد نماذج الميليشيات اللبنانية العقائدية) بنصرها " الإلهي" المؤيد بالعزم المؤمن ، والمؤكد لصادق الرؤية في (الوعد الصادق) ، لتعلن ميلاد "النموذج اللبناني في المقاومة " ، ومعه بداية انحسار التوسعيّة الصهيونية نحو مصيرها المحتوم .وبعد : يبقى سؤال ؛ هل استطعتُ إعطاء " ميليشيا" ما آمله من بعض حقّها ، تعريفاً، ونشأةً ،ودوراً،وجلاء حقيقة ، علّ هرم فهمها يستقر على قاعدته في زحمة الهجمات المبرمجة ، وغسيل الأدمغة المرعب ، لشيطنة وتشويه مفهوم كلمة نبيلة ( الميليشيا ) ،تنظيم" الممكن "لمن حُرموا امكانية العيش الكريم في كنف الدولة القوية العادلة ، فأخذوا بأيديهم قضية أمّتهم ،وقرروا ردّ العدوان ،بلا انتظارالإستعطاء على أعتاب الأقوياء ، أصل الدّاء لأمتنا ،ومصدر ما لحقها ويلحقها من بلاء .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق