الحائز على جائزة "نوبل" للإقتصاد "جوزيف .ي . ستيغليتز"،مؤلّف كتاب ( الحرب التي ثمنها 3000 مليار دولار)،المستشار الإقتصادي السابق للرئيس "بيل كلينتون" ، في مقابلة مع الصحفيّة " فوستين فنسن " على صفحات يومية " 20 دقيقة " الفرنسية ،تاريخ2/05/2008، أوضح الطريقة المخادعة التي مارسها الرئيس "بوش"في تمويله العدوان الأمريكي على العراق ، والفوائد التي جناها نائبه " ديك تشيني " وشركائه ، مما لا يدع مجالاً لشكٍ بـ "لا أخلاقية " الإدارة الأمريكية الحالية ، وبزيف ادعاء محافظيها الجدد ،بل وتأكيد انتمائهم لمجموعة المصالح المتغولة ، والعابرة للقارات ، في تعطش نهم لسرقة ثروات الأمم والشعوب ،تحت غطاء ايديولوجية رجعية ، لن تغطيها التسميات المستحدثة ( الليبرالية الجديدة ) ، ولا شعارات الديمقراطية ، ولا بروبغاندات المخدوعين بها ، أو المستفيدين بانتهازية من مرحلتها السوداء ، فها هم يفضحون المستور ـ المفضوح ، بلا رتوش ، وبكل وضوح : // س1 : حسب رأيكم ، حرب العراق ستكلف 3000 مليار دولار حتى العام 2017 ، هل ذلك أكيد وحتمي ؟ ج1 : إذا تركنا العراق سريعاً ،من هنا إلى سنةٍ أو سنتين ، الثمن سيكون أقل ، حوالي 2017 مليار ، لكن البقاء أكثر سيجعل التكاليف ترتفع طرداً ، تبعاً لمدة بقاء القوات الأمريكية / /س2 : لكن كما يبدو فإنَّ الإنسحاب ( الأمريكي) السريع (من العراق ) غير متوقع ؟ ج2 : ذلك من غير المعلوم حتى الآن ، المعلوم أنَّ " باراك أُوباما " المرشح الديمقراطي أكثر ميلاً للإنسحاب من " جون مكْ كاين " المرشح الجمهوري // س3 : أنتم شديد النقد للطريقة التي موّل بها " جورج دبليو بوش" الحرب على (وفي) العراق ؟ ج3 : الرئيس حاول اقناع الأمريكيين أنّهُ يستطاعُ خوض الحرب مجاناً . لقد موّلها بشكلٍ مختلف عن كل الصراعات ، لا بأموال الضرائب ـ تضحية متقاسمة ـ لكنْ بالقروض المالية .هذه الحرب موّلتْ من حساب بطاقات الإقتراض . الأجيال المستقبليّة سيكون عليها تحمّل التكاليف ودفعها . بالواقع ، "بوش" أراد عدم تحميل الأمريكيين دافعي الضرائب ثمن الحرب .هكذا يمكنهم تأييدها لأنهم يظنون أنَّ ذلك لن يكلفهم شيء ، لكنْ هذا كذب (خطأ)، لا توجد حرب مجانيّة // س4 : ما هي أخطاء " بوش" حسب رأيكم ؟ ج4 : لقد تصرّف بطريقة لا مسؤولة . إنّه الرئيس الذي قسم الشعب (الأمريكي) ، بضراوة لم يسبقه إليها رئيس أميركي آخر. علاوة على ذلك ، الإدارة والكونغرس (جمهوري في بداية التّدخل الأمريكي في العراق ) قد فكّرا وحسبا أنَّ هذه الحرب تشكّل وسيلة لتعويض داعميهما الذين سيجنون منها المال . هذه كانت حال " هاليبورتون" ، والمجموعة البترولية لنائب الرئيس " ديك تشيني " // / س5 : هل كان الأمريكيون يعرفون تكلفة (سعر) الحرب قبل كتابك؟ ج5 : لا، لأنَّ إدارة "بوش" حاولت إخفاءها، بمراكمة وتعدد الميزانيات : بحيث يوجد لا أقل من 26 اختلاف في الفاتورة ـ التكلفة ، وقد أدخلنا أيضاً عدد الجرحى العائدين من العراق .عندما وضعتُ الكتاب ، 39 بالمئة منهم عاد مع عاهات .ويُخشى أنْ يكون الحال اليوم أشدّ سوء اً : واحد/اثنين ( خمسون بالمئة ،نسبة المعاقين بين الجنود الأمريكيين العائدين من العراق ) . فوق ذلك يجب دفع تعويض عجز لهؤلاء ، الذين استقبلوا لدى عودتهم، بطريقة مؤسفة ، وتدعو للرثاء ،من جهة أخرى . // س6 : أي رابط (علاقة) بين التباطؤ الإقتصادي في الولايات المتحدة (الأمريكية) ـ فقد وصفتَه بالتراجع (الجمود) الأسوأ منذ سنوات الثلاثينات من القرن الماضي ـ وبين الحرب على العراق ؟ ج6 : ساهمت الحرب في التهاب سعر البترول ولم تُفعّل الإقتصاد ، الذي وجد نفسه مُضْعَفاً مُوهَن ، الإحتياط الفدرالي ،" ف.ي.د "، توجَّبَ عليه ضخ العملة (المال) لإصلاح الخسائر والأضرار. النتيجة:كانت الناس تفكر وتحسب أنَّ الإقتصاد في تحسُّن ، برغم ارتفاع أسعار البترول . إذاً كان هنالك مشكلة : مع الـ "ف.ي.د" ، كان يُصرَف من المال المُقترض ، والآن ندفعه ، إنّه الثمن . انتهت المقابلة ....
الأحد، 14 سبتمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق