حين جمعتني بك مائدة غداءٍ في مطعم فندقٍ دمشقيّ ، كنتُ للتوّ قد عرفتُ شيئاً عنك ، من رفيقٍ سابقٍ لك ، حزبيٍّ شيوعيٍّ " سابق " ، صديق طفولةٍ لي ، " سابق أيضاً " ، وكان معظم ما قدمه لي سلبياً ، حتّى لا أقول أكثر من ذلك !! تحامليّاً مثلاً .... يشي بالموقف الشخصيّ ، وكنمطيّة عادة معظم ــ " مناضلينا الآنويين المأزومين السابقين والآنيين والمستقبليين اللاحقين ، وإلى ما شاء الله " ــ ، بشخصنة كلّ خلاف سياسيّ ، والخلط الممنهج اللاعقلانيّ بين الخلاف المعلَّل وموجباته ، والإختلاف الحتميّ ومنطقيّة تمظهراته ، بين الذاتيّ والموضوعيّ ، بين الحقيقة برأسها المنتصب وجبهتها للشمس وبين ليّ عنقها لحشرها في رغبويّة امتلاكٍ جنونيٍّ عظمويّ التعبير ، كلّ ذلك كان في الإطار لصورتك المقدّمة لي ، دون دفعي لأخذ موقفٍ مسبق من شخصك
وزاد في الطّين بلّةً تنوُّع المتحلّقين على مائدة الغداء تلك ، بين استراتيجيّ الرأيّ قاطعه ، ومدّعٍ تمليه الظروف ، بين متكلّمٍ للكلام ، وصامتٍ يجمّع معطياته للخروج بحكمٍ يدّعي الموضوعيّة ، وأزعم أنني كنتُ من الصنف الأخير الصامت خلافاً لعادتي ، فبكل الإنتباه أصغيتُ إليكَ ، وأنتَ المتخصص بالإقتصاد ، ولكن دارسه في جدلية الإقتصاد والسياسة ، بنائَين تحتيّ وفوقيّ ، متلازميّ الديناميّة والجدل ، نعم أصغيتُ إليك وأنت ترسم بوضوحٍ ، وتربط بمنطق الإيمان القاطع جيوـ استراتيجيّة القيادة السياسيّة للإتحاد الروسيّ ، وخاصّة ما يخصُّ منها الموقع الجيوـ استراتيجيّ الإقليميّ لسورية ، في قطعيّة جازمة ، وكأنّك كنت تتحدّث بلغة حنين إلى الإتحاد السوفيتيّ السابق واستراتيجيّات الحرب الباردة وساحات صراعها ، مما زاد في تشوّش صورتك في ذهني ، وجعل عدم تبنّي حكماً مسبقاً بحقّك فضيلة أغبط النفس عليها ، وتمر الأيام ، سنتان ونيّف ، ويأتي البرهان مُصدّقاً ماقلتَه أيّها الوطنيّ في ( الفيتو ) الروسي ، يدعمه ويصلّبه مثيله الصينيّ ، في جلسة مجلس الأمن الملغومة ، المنعقدة بدعوة " ملائكة السلام الدموي النيتوي " لإدانة سورية الضّحيّة ، وشرعنة التدخليّة في شؤونها ، لا لمساعدتها في ضروريّة ومشروعيّة الحراك المجتمعيّ لشعبها ، بل لركوب موجة المطالب الجماهيريّة المحقّة ، والسير بسوريّة التاريخ والوطنيّة إلى التنازلات ــ العروض وأوراق الخيانة الوطنيّة والقومية ــ الإعتماد في بازارالمهزلة ( الغليونيّة) وبائس أضرابها ، من المعارضات ــ التعارضات ، في داخل الساحة السوريّة قبل خارجها .
نعم أيها المعارض الوطني النظيف ، وإنْ لا يمكنني إلاّ الإصرار على اختلافنا الموقفيّ السياسيّ ، المتضائل طرداً مع اشتداد شراسة الهجمة على وطننا سورية ، فإنّه لايسعني إلاّ الإعتراف لك بصائب نظرتك في الشأن الروسي ، فمن رضع مع الحليب رفض الإمبرياليّة وعدوانيّة سياساتها ، لايمكنه ــ سوفيتيّاً كان أو روسيّاً بعد سوفيتيّاً ــ إلاّ أنْ يرفض تغوّلها وتوحّشها وإجرامها ، فصدقت في تحليك وقراءتك السياسيّة ، على مائدة ذلك الغداء الدّمشقيّ ، وسعيد ـ أنا ـ بذلك التعارف ، وتلك المعرفة اللاعابرة بدليل كتابتي اليوم إليك ، لا كرسالة شخصيّة أبداً ، ولكنْ إضاءة على موقف وطنيٍّ شريفٍ ، يستحقّ حتى ـ بأضعف ورقيق الإيمان ـ الإشادة به ، لا التنويه به فقط ، في عالم أقلام السمّ وأصوات الردّة والنشاز ، ممن يصح في بعضهم القول : ( نكبتنا الأخيرة ) لا آخر النكبات ، فلستُ متفائلاً كثيراً برغم وجود أمثالك الوطنيين ، ولستُ ، بالمقابل ، رأس المتشائمين من نعيق الغربان الكثر ، وجوقات الساقطين بامتحان الوطنيّة ، وبدرجة قحّة الأرزقيّة وامتياز الخسّة الزنيم .
أمثالك أيها الوطنيّ الواضح يستحقون الإعجاب ، بل الثناء والعرفان أيضاً بخصائص يملكون .
وزاد في الطّين بلّةً تنوُّع المتحلّقين على مائدة الغداء تلك ، بين استراتيجيّ الرأيّ قاطعه ، ومدّعٍ تمليه الظروف ، بين متكلّمٍ للكلام ، وصامتٍ يجمّع معطياته للخروج بحكمٍ يدّعي الموضوعيّة ، وأزعم أنني كنتُ من الصنف الأخير الصامت خلافاً لعادتي ، فبكل الإنتباه أصغيتُ إليكَ ، وأنتَ المتخصص بالإقتصاد ، ولكن دارسه في جدلية الإقتصاد والسياسة ، بنائَين تحتيّ وفوقيّ ، متلازميّ الديناميّة والجدل ، نعم أصغيتُ إليك وأنت ترسم بوضوحٍ ، وتربط بمنطق الإيمان القاطع جيوـ استراتيجيّة القيادة السياسيّة للإتحاد الروسيّ ، وخاصّة ما يخصُّ منها الموقع الجيوـ استراتيجيّ الإقليميّ لسورية ، في قطعيّة جازمة ، وكأنّك كنت تتحدّث بلغة حنين إلى الإتحاد السوفيتيّ السابق واستراتيجيّات الحرب الباردة وساحات صراعها ، مما زاد في تشوّش صورتك في ذهني ، وجعل عدم تبنّي حكماً مسبقاً بحقّك فضيلة أغبط النفس عليها ، وتمر الأيام ، سنتان ونيّف ، ويأتي البرهان مُصدّقاً ماقلتَه أيّها الوطنيّ في ( الفيتو ) الروسي ، يدعمه ويصلّبه مثيله الصينيّ ، في جلسة مجلس الأمن الملغومة ، المنعقدة بدعوة " ملائكة السلام الدموي النيتوي " لإدانة سورية الضّحيّة ، وشرعنة التدخليّة في شؤونها ، لا لمساعدتها في ضروريّة ومشروعيّة الحراك المجتمعيّ لشعبها ، بل لركوب موجة المطالب الجماهيريّة المحقّة ، والسير بسوريّة التاريخ والوطنيّة إلى التنازلات ــ العروض وأوراق الخيانة الوطنيّة والقومية ــ الإعتماد في بازارالمهزلة ( الغليونيّة) وبائس أضرابها ، من المعارضات ــ التعارضات ، في داخل الساحة السوريّة قبل خارجها .
نعم أيها المعارض الوطني النظيف ، وإنْ لا يمكنني إلاّ الإصرار على اختلافنا الموقفيّ السياسيّ ، المتضائل طرداً مع اشتداد شراسة الهجمة على وطننا سورية ، فإنّه لايسعني إلاّ الإعتراف لك بصائب نظرتك في الشأن الروسي ، فمن رضع مع الحليب رفض الإمبرياليّة وعدوانيّة سياساتها ، لايمكنه ــ سوفيتيّاً كان أو روسيّاً بعد سوفيتيّاً ــ إلاّ أنْ يرفض تغوّلها وتوحّشها وإجرامها ، فصدقت في تحليك وقراءتك السياسيّة ، على مائدة ذلك الغداء الدّمشقيّ ، وسعيد ـ أنا ـ بذلك التعارف ، وتلك المعرفة اللاعابرة بدليل كتابتي اليوم إليك ، لا كرسالة شخصيّة أبداً ، ولكنْ إضاءة على موقف وطنيٍّ شريفٍ ، يستحقّ حتى ـ بأضعف ورقيق الإيمان ـ الإشادة به ، لا التنويه به فقط ، في عالم أقلام السمّ وأصوات الردّة والنشاز ، ممن يصح في بعضهم القول : ( نكبتنا الأخيرة ) لا آخر النكبات ، فلستُ متفائلاً كثيراً برغم وجود أمثالك الوطنيين ، ولستُ ، بالمقابل ، رأس المتشائمين من نعيق الغربان الكثر ، وجوقات الساقطين بامتحان الوطنيّة ، وبدرجة قحّة الأرزقيّة وامتياز الخسّة الزنيم .
أمثالك أيها الوطنيّ الواضح يستحقون الإعجاب ، بل الثناء والعرفان أيضاً بخصائص يملكون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق