من قلم : د. منير وسوف القوي :
في سلسلة مقالاتٍ سابقة ، في رصدٍ وتحليلٍ لتطوّرالعلاقات السورية ــ التركيّة ، بعنوان ( العلاقات السورية ـ التركية والأمن القومي العربي ) ، كان للتحذيرمن التوجهات المستحدثة لسياسات ( حزب العدالة والتنمية التركي ) ، اتجاه الجار السوري ، ـ والمنقلبة على مسارها أولاً ـ ، شديد التنبيه لخطورة نتائج تدخليتها ،والقدح المعلّى في التشديد على مغامريّتها ولا عقلانيّة حساباتها ، وبالتحديد منذ بدايات الأزمة السوريّة في 18 آذار ـ مارس 2011 ، نعم لقد فعلها ( آردوغان ) ومكمليّ ثلاثيّ مسرحه السياسي ( أحمد أوغلو وعبد الله غُل ) ، فعلوها "" بخطإ حسابات صاحب عقليّة لاعب البوكر حين يلعب الشطرنج "" ، لينبّه ويستفيق ــ لا لينتبه ــ ، للاعب الشطرنج المحترف مقابله ، بصوته الهادئ الواثق ، وعينه على رقعة الشطرنج ، يختتم الجولة ، بشهير الجملة : ( كشّ ملك ، أو شاه مات ) ، وتلك ـ موضوعيّاً ـ إحدى أوراق النظام السوريّ ، ولن أضع العبارة بين قوسين ، فلفظة " نظام " توصّف عقلانيّة حسابات لاعب الشطرنج ، وتستدعي الضدّ :
فهلويّة وفوضويّة عقليّة بوكريٍّ أمام الحركات المحسوبة للقطع المنقّلة بـ " نظامٍ " حديديٍّ محسوبٍ على مربّعات رقعة الشطرنج ـ الإمتحان !!!
وفعلاً : ( الضدّ يظهر حسنه الضدّ ) ، والعكس صحيح ، وهذا العكس ، هو بالضبط مافعله ثلاثيّ مسرح سياسات ـ لا سياسة واحدة ـ حزب العدالة والتنمية التركيّ ، فأخطؤوا وانقلب السحر على الساحر ، كما يقال ، فباستعراضٍ بسيطٍ للوحة المسرح السياسيّ التركيّ ، وحتى بلا جهد الإجتهاد والتحليل ، يخرج المرء بخلاصات عجاب في ضوء النتائج ـ الوقائع ، تجعل التساؤل مشروعاً :
أسياساتٌ تلك فعلاً ، يا ثلاثيّ حزب العدالة والتنمية، أم هي رهانات مراهقات سياسية ؟ !!!
لن أستعرض هنا السياسة الخارجيّة التركيّة ، فإفلاس سياسة ( تصفيرالمشاكل مع الجوار ) الداوود أوغليّة ، والتي أصبحت فعليّاً فعل " تصفير" ، ومفتوح العدد ، ولكنْ بتموضع الأصفار على يمين الرقم ( 1 ) ، وليست ( صفر عاليسار بالعاميّة الدارجة !!! ) ، فموضوع المقال لا يتضمنها ، ولكنّ الإشارة إليها تقتضيها أمانة شموليّة النظر إلى السياسة التركيّة ، بلا انتقائيّة ذاتويّة ولا انتقاص تكامليّة موضوعيّة ، بلا بترٍ ولا ابتسارٍ ولا رؤية باعورار .
ففي المشهد السياسي الدّاخليّ التركيّ ، تقف المعارضة الحزبيّة المنظّمة ، والبرلمانيّة منها خاصّة ، من السياسة المستجدّة لثلاثيّ حزب العدالة والتنمية ، اتجاه الجار السوري ، لا موقف المعارضة العاديّة ، بل تذهب إلى التنديد والإتهام بالإرتهان والتبعيّة ، ومسخ الحضور التركيّ إلى قامة أداة ذيليّة التنفيذ لأجندات أطلسية ، بتوجهاتها التدخليّة المستجدّة في الشأن السوريّ ، بعد أن كانت العلاقات السوريّة ـ التركيّة ، ولقرابة العقد من سنوات عمرها المتأخّر ، شهادة نجاحٍ إقليميّ لساسة حزب العدالة والتنمية ، ونجاعة خيارٍ جيوـ استراتيجيّ واقعيٍّ ، ردّاً على الشروط المهينة ، والصدّ المتعالي لتركيّا على أبواب الإتحاد الأوروبيّ .
أفلا يصبح مفهوماً ومبرراً ، وبمنتهى درجات الواقعيّة السياسيّة ، ونقاء الوطنيّة الحقّة ، موقف زعيم الحزب الثاني وزناً في البرلمان التركيّ الحالي ، ( حزب الشعب الجمهوري التركي ) المعارض ، السيّد ( كمال كيليتش دار أوغلو ) ، الهجومي على سياسة ( حزب العدالة والتنمية التركيّ ) حيال الأزمة السوريّة ، حين يؤكّد متّهِماً بالذيليّة ، والأداتيّة المسيَّرة ، بمرارة وازدراء : ( أنّ حكومة رجب طيب اردوغان لعبة بيد الدول ذات السيادة العالمية يتحكمون بها ويقودونها حسب مصالحهم، وأنّ مثل هذا الانقياد لا يليق بتركيا ) ، مضيفاً ـ في نقده الصريح ـ حكمه الجازم ، الواصف باللا حصافة واللاحكمة : ( سياسة الحكومة التركية إزاء الأحداث في سوريا بغيرالحكيمة ولاسيما بعد تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين قبل أن تعلن تركيا موقفها السلبي مما يجري في سوريا ) ?!!
وقبله كان ( جورسل تيكين ) نائب رئيس الحزب ( حزب الشعب الجمهوري التركيّ) قد هاجم حكومة ( حزب العدالة والتنمية الحاكم ) مشككاً بديمقراطيّتها وعقليّة أركانها ، في تصريح ناريٍّ قال فيه : ( إنّ الحزب " حزب العدالة والتنمية " تهيمن عليه فكرة إن لم تكن معي فأنت عدوّي وان عقلية الحزب مستبدّة متسلطة ليس من السهل أن تدرك معنى الديمقراطية ) .
واليوم يشن ( دولت باهتشلي ) ، زعيم ( حزب الحركة القومية ) ، الحزب الثالث في البرلمان التركيّ ، هجوماً عنيفاً على سياسات رئيس الحكومة التركية ( رجب طيب اردوغان ) حيال سورية ، معتبراً أن أنقرة تُستخدَم كأداة لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير" !!! وتُستخدَم فـي مخطـط الغـرب لاحتـلال سـوريا ، بل وأكثر من ذلك يتهم السياسة التركيّة الحاليّة باللامسؤوليّة وقصرالنظر ، وتعريض الأمن القوميّ التركيّ للخطر ، وبالجهل التاريخي بالغرب ومخططاته ، وبما يُرسَم للمنطقة من خرائط ، ويحاك من مؤامرات ، قائلاً :
( يخططون لكردستان الكبرى الموزعة على تركيا وسوريا والعراق وإيران في إطار المسألة الشرقية। وهذا المخطط يتقدّم خطوة خطوة، والهدف الأول بعد بغداد ودمشق هو التحول نحو أنقرة وطهران ) ، ماضياً في نقدٍ مباشرٍ للتدخليّة الأردوغانيّة في الشأن السوريّ الدّاخليّ ، سائلاً باستهجان : ( ما الذي سيكون عليه موقف الحكومة التركية إذا ما طبق الآخرون السياسة نفسها تجاه بلدنا ؟ !! ) ، مضيفاً بمنطقيّ الإستنتاج المسؤول :
( إن تركيا تقع وسط حزام من نار، حيث الأزمة الاقتصادية في أوروبا والاحتجاجات في العالم العربي، وتركيا هي في مواجهة تهديدات غير مسبوقة ، وبذلك فإنّ الحكومة التركية في ظل غياب رؤية لديها تعرّض تركيا لتكون في دائرة الأزمات والفوضى ) ، متابعاً بلغة رجل السياسة المسؤول :
( إننا نتابع بقلق كيف أن تركيا وسوريا قد وصلتا إلى حافة الحرب ، والعقوبات الاقتصادية المتبادلة ، والتوترات على الحدود نتيجة لتلك السياسة " التدخليّة في الشأن الدّاخليّ للجار السوري ") !!! .
فإذا أُضيف لمشهد المواقف السياسيّة المندّدة المستنكرة ـ أعلاه ـ وقائع على الأرض منذرة بمستطير الشرّ ، وتهديد المنطقة كلّها بالزلزال الكبير ، والتي يترجمها :
1 ــ تحويل الجنوب التركيّ لساحة تصدير الإضطراب إلى الساحة السوريّة بتحويلها إلى ملجإٍ للفارين من وجه العدالة في بلدهم ( سورية ) ، ومقرٍّ لعصابات المجرمين والمهربين ، وقاعدة متقدّمة رسميّة ، لوجستيّة وإعلاميّة ، لنشاطات " المدعوّ ـ الألعوبة " ( الجيش السوريّ الحرّ ) ، ومنطلقٍ لما يشاع من تجمعات مقاتلين اسلامويين ، من مجانين الدم وحملة الثارات .
2 ــ فتح الساحة التركيّة لنشاطات ومؤتمرات المعارضات السوريّة الخارجيّة والملتحقين بها من مستعجليّ بعض الداخليّة ، بدعاوى الديمقراطيّة وحريّة التعبير !!! وكأن سوريّة ولاية للباب العالي تشكّل ساحتها بعضاً عضويّاً ـ لا امتداداً حتى !! ـ من الساحة التركيّة ، بل والإمعان في الصّلف والجفاصة والجلافة ، بالمساهمة والشراكة المادية الفعليّة في تشكيل المجالس والهياكل التمثيلويّة لتلك المعارضات العرجاء ، الوظيفية ـ المصطّنعةِ أغلبها ، وبالأمر الأمريكي دوراً مرسوماً ، والتمويل النفطوي الخليجيّ فعلاً تنفيذيّاً ، وبتوفير المنابرالميديويّة لها ، والمتابعة ـ حتى المخابراتيّة المعلنة ـ في تنسيق وتوجيه ورعاية تحولات مطالباتها المندرجة بوقاً كاشفاً لحقيقة أهداف سياسات الهيمنة على المنطقة والإقليم ، ومنها :
آ ــ الآنيّ التكتيكيّ :
ــ لتغطية الإنسحاب الأمريكيّ من العراق قبل نهاية العام
ــ والدّخانيّ التغطوي على العودة التركيّة إلى الإندماج في صلب السياسات الأطلسيّة المشبوهة ( نشر الدرع الصاروخيّة الأمريكيّة في " ملاطيّة " من هضبة الأناضول ) .
ب ــ البعيد الإستراتيجي :
ــ السياسات الطاقويّة الأمريكيّة المصرّة على الهيمنة على مصادرالطّاقة النفطيّة والغازيّة ـ وخاصّة الغازيّة ـ ، بتنافس محموم مع تروست غازبروم الروسيّ وشريكه الألماني ، وخصوصاً بعد اكتشاف المخزون الغازي الواعد بأهميّته ، في حوض المتوسط الشرقيّ ، وفي الأرض السوريّة ، ويا لغرابة المصادفة ، قرب ( حمص بالتحديد ) !!!
ــ المراهنة على إحياء مشروع خط ( نابوكو ) المتعثّر ، لنقل غاز آسيا الوسطى وبحر قزوين إلى شواطئ المتوسط وأوروبا ، بالمقارنة مع شبه إنجاز وتدشين خطيّ الغاز الروسي إلى أوروبا ( سيل الشمال وسيل الجنوب ) .
ــ إعاقة ، ومنع ـ إنْ أمكن ـ تنفيذ مشروع خط نقل الغاز الإيراني عبر العراق وسورية إلى شاطئ المتوسط ، في حسابات بعيدة ، لإجبار ضم الغاز الإيراني كرافدٍ إلى خط ( نابوكو ) المتعثّر بأمل إنعاشه . ــ قطع الطريق على الإستئناف الفعّال لنقل النفط العراقي عبر سورية إلى شواطئ المتوسط السوريّة ـ اللبنانيّة ، واستمرار احتكار خط نقل " النكايّة السياسيّة الصدّاميّة لسورية " لنفط العراق إلى ميناء الإسكندرونة .
ــ التمهيد لتنفيذ الأمر الأمريكيّ باستئناف العمل بالإتفاق الإستراتيجي التركيّ ــ الصهيونيّ ، لأهميّة فعاليّته في الإستراتيجية الأمريكيّة ، التي لاتعنيها كثيراً الكرامة التركيّة ولا الصراخ الشعبوي الأردوغاني وشروطه الشكليّة الفارغة ، وربّما بوعد أمريكيّ بمساندة أنقرة في مشكلتها المزمنة القبرصيّة ، المتجددة اليوم بالخلاف على حقل الغاز المكتشف بين شواطئ قبرص الشرقيّة والشواطئ االشّاميّة للبحر المتوسط ، وما المانع أنْ تلعب السياسة الأمريكيّة دور العرّاب لإرساء تعاونٍ صهيونيٍّ ــ تركيّ في السطوّ على حصّة الجانب العربيّ ( الفلسطينيّ ـ اللبنانيّ ـ السوريّ ) من الثروة الغازيّة المكتشفة ؟ !!!
أمّا الحصّة القبرصيّة فمصانة لقبرص ببديل حصة الجانب العربي ، أوليست تلك استعادة لسيناريوالتبرّع الفرنسيّ الترضوي لتركيّا بـ ( لواء الإسكندرون السليب ) ؟!! وربّما أكثر من ذلك !! ، بوعدٍ لتركيّا بالشمال السوريّ حتى مدينة ( حلب ) ، أولم تطالب تركيّا الأتاتوركيّة في ثلاثينات القرن الماضي بذلك من سلطة الإنتداب الفرنسيّ ؟ !!! । يستطاع الذهاب بعيداً ومطوّلاً في التحليل لمعطيات ودوافع السياسة الرسميّة التركيّة حيال الجار السوريّ ، لكنه مقال لا أطروحة ، ومع ذلك فلا يمكن القفز فوق المعاناة اليوميّة على امتداد الحدود السوريّة ــ التركيّة ، فبعد الحضور المستهجَن لوزير الخارجيّة التركيّ السيّد ( داوود أوغلو ) لاجتماعات مجلس ( جامعة الدول العربيّة ) المستنفرة من سباتها !! في الرباط ، وانضمام تركيّا لقرارات الحصار ، والمقاطعات ، والعقوبات ، والإنذارات ، بل والتهديدات ، والتي اتخذتها الجامعة المستأسدة بحق سوريّة ، ما هو المشهد على الأرض ؟ !! :
ــ التوقف شبه الكامل لحركة " الترانزيت " على بوّابات العبور المقفلة بين البلدين ، وأرتال الناقلات والشاحنات تمتد مئات الكيلومترات ، ليصل شلل ازدحام الشاحنات التركيّة إلى الأردن ولبنان على الحدود السوريّة ، ولاملامة على القرار السوري المعامِل بالمثل للقرار التركيّ الإستفزازيّ المبادر .
ــ كمّ من المشاريع السياحيّة والخدميّة والإنتاجيّة الواعدة على جانبيّ الحدود تجد نفسها في ساحة وغىً وقعقعة سلاح مستفر ، وسكان آمنون ، وأقرباء ، كان انتقالهم عبر الحدود المنظّفة من الألغام حرّاً ، بعد العمل باتفاقيّة إلغاء التأشيرات المتبادل ، يجدون أنفسهم على الحواجز الثابتة والمتنقلة ، وتحت رحمة مسلحين غرباء !!
والألعن ذلك الإستجداء الرخيص " للاجئين " ومخيماتهم المعدّة على عجل لاستثمارها في التوظيف الدعاوي ، والمتاجرة السياسيّة بها ، ولأشياء أخرى .... !!!
ــ انخفاض مردويّة القطاع السياحي عامّة ، وفي بعض المناطق إلى سويّة شبه صفريّة "" تعميماً لبركات نظريّة أوغلو الصفريّة بامتياز """ .
يستطاع المضيّ في اسعتراض أضرار القطاعات البنكيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياحيّة بمطولات ، ولكنّه حجم المقال ، ومع ذلك فسؤال افتراضيّ بشعبٍ ثلاثة يفرض نفسه :
ــ ماذا لوكان لتركيّا طبيعة الموقف العراقي ، وكيف كانت الصورة ستكون ؟ !!
ــ لماذا لم يكن لتركيّا موقفاً مجاريّاً أو مشابهاً للموقف الأردني ، على كلّ عيوبه وتردده ؟ !!!
ــ لماذا ماثلث تركيّا في موقفها موقف فريق 14 آذار اللبناني ، الذي يحاول جعل الجوار اللبنانيّ ــ السوريّ ، ملجأ فارين سوريين ، ومأوى مجرمين ومهربين ، وقاعدة انطلاق لمرتزقة وقتلة متعصّبين ، ومعبر سلاح قتلٍ وقاتلين إلى الداخل السوري ، كل ذلك بمغافلة القرار الرسمي اللبناني ، المصّر بالحدّ الأدنى على انسحاب سلبيّ من الشأن السوري ؟!!!
ــ ولماذا يستنسخ التركيّ ذات لخطاب السياسيّ التحريضي التدخليّ الحاقد والثأري لفريق 14 آذار اللبناني ، وخاصة تميّزه بمفهومٍ كاريكاتوريٍّ للسيادة الوطنية باتجاهٍ واحد ، فكلاهما سيّد وويل للسوري لوفكر حتى بالحقّ المشروع بالدفاع عن النفس ، أما السيادة السوريّة فطفلة وغريرة وكلاهما لها الحاضن والوصيّ ؟ !!!
حقيقة لقد هزلت وفعلها ثلاثيّ ( حزب العدالة والتنمية التركي ) ، بخطإٍ سياسيٍّ ــ خطيئة في اقترابهم من الحالة السوريّة الحاضرة ، وأسفوا بقيمة تركيّا ومركزها في جيوـ استرايجيّة الإقليم ، حتى لم يعد من فرقٍ بين ثقل سياسة الدولة التركيّة ، وتلك التي لمراهقي سياسة فريق 14 آذار اللبناني ، لكنه اصطفاف البيادق بحضور السيّد الأمريكيّ ، وأمره النافذ الذي لا يعترف لها ولا يرى فيها إلاّ دوراً تسقط معه فروقات الوزن ، واختلافات الحجوم ، وقد أصبت يا سيّد ( كمال كيليتش دار أوغلو ) :
( أنّ مثل هذا الانقياد لا يليق بتركيا ) ، واقع يبعث على الأسى نعم ولكنه ـ وللأسف ـ واقع الحال الأليم
في سلسلة مقالاتٍ سابقة ، في رصدٍ وتحليلٍ لتطوّرالعلاقات السورية ــ التركيّة ، بعنوان ( العلاقات السورية ـ التركية والأمن القومي العربي ) ، كان للتحذيرمن التوجهات المستحدثة لسياسات ( حزب العدالة والتنمية التركي ) ، اتجاه الجار السوري ، ـ والمنقلبة على مسارها أولاً ـ ، شديد التنبيه لخطورة نتائج تدخليتها ،والقدح المعلّى في التشديد على مغامريّتها ولا عقلانيّة حساباتها ، وبالتحديد منذ بدايات الأزمة السوريّة في 18 آذار ـ مارس 2011 ، نعم لقد فعلها ( آردوغان ) ومكمليّ ثلاثيّ مسرحه السياسي ( أحمد أوغلو وعبد الله غُل ) ، فعلوها "" بخطإ حسابات صاحب عقليّة لاعب البوكر حين يلعب الشطرنج "" ، لينبّه ويستفيق ــ لا لينتبه ــ ، للاعب الشطرنج المحترف مقابله ، بصوته الهادئ الواثق ، وعينه على رقعة الشطرنج ، يختتم الجولة ، بشهير الجملة : ( كشّ ملك ، أو شاه مات ) ، وتلك ـ موضوعيّاً ـ إحدى أوراق النظام السوريّ ، ولن أضع العبارة بين قوسين ، فلفظة " نظام " توصّف عقلانيّة حسابات لاعب الشطرنج ، وتستدعي الضدّ :
فهلويّة وفوضويّة عقليّة بوكريٍّ أمام الحركات المحسوبة للقطع المنقّلة بـ " نظامٍ " حديديٍّ محسوبٍ على مربّعات رقعة الشطرنج ـ الإمتحان !!!
وفعلاً : ( الضدّ يظهر حسنه الضدّ ) ، والعكس صحيح ، وهذا العكس ، هو بالضبط مافعله ثلاثيّ مسرح سياسات ـ لا سياسة واحدة ـ حزب العدالة والتنمية التركيّ ، فأخطؤوا وانقلب السحر على الساحر ، كما يقال ، فباستعراضٍ بسيطٍ للوحة المسرح السياسيّ التركيّ ، وحتى بلا جهد الإجتهاد والتحليل ، يخرج المرء بخلاصات عجاب في ضوء النتائج ـ الوقائع ، تجعل التساؤل مشروعاً :
أسياساتٌ تلك فعلاً ، يا ثلاثيّ حزب العدالة والتنمية، أم هي رهانات مراهقات سياسية ؟ !!!
لن أستعرض هنا السياسة الخارجيّة التركيّة ، فإفلاس سياسة ( تصفيرالمشاكل مع الجوار ) الداوود أوغليّة ، والتي أصبحت فعليّاً فعل " تصفير" ، ومفتوح العدد ، ولكنْ بتموضع الأصفار على يمين الرقم ( 1 ) ، وليست ( صفر عاليسار بالعاميّة الدارجة !!! ) ، فموضوع المقال لا يتضمنها ، ولكنّ الإشارة إليها تقتضيها أمانة شموليّة النظر إلى السياسة التركيّة ، بلا انتقائيّة ذاتويّة ولا انتقاص تكامليّة موضوعيّة ، بلا بترٍ ولا ابتسارٍ ولا رؤية باعورار .
ففي المشهد السياسي الدّاخليّ التركيّ ، تقف المعارضة الحزبيّة المنظّمة ، والبرلمانيّة منها خاصّة ، من السياسة المستجدّة لثلاثيّ حزب العدالة والتنمية ، اتجاه الجار السوري ، لا موقف المعارضة العاديّة ، بل تذهب إلى التنديد والإتهام بالإرتهان والتبعيّة ، ومسخ الحضور التركيّ إلى قامة أداة ذيليّة التنفيذ لأجندات أطلسية ، بتوجهاتها التدخليّة المستجدّة في الشأن السوريّ ، بعد أن كانت العلاقات السوريّة ـ التركيّة ، ولقرابة العقد من سنوات عمرها المتأخّر ، شهادة نجاحٍ إقليميّ لساسة حزب العدالة والتنمية ، ونجاعة خيارٍ جيوـ استراتيجيّ واقعيٍّ ، ردّاً على الشروط المهينة ، والصدّ المتعالي لتركيّا على أبواب الإتحاد الأوروبيّ .
أفلا يصبح مفهوماً ومبرراً ، وبمنتهى درجات الواقعيّة السياسيّة ، ونقاء الوطنيّة الحقّة ، موقف زعيم الحزب الثاني وزناً في البرلمان التركيّ الحالي ، ( حزب الشعب الجمهوري التركي ) المعارض ، السيّد ( كمال كيليتش دار أوغلو ) ، الهجومي على سياسة ( حزب العدالة والتنمية التركيّ ) حيال الأزمة السوريّة ، حين يؤكّد متّهِماً بالذيليّة ، والأداتيّة المسيَّرة ، بمرارة وازدراء : ( أنّ حكومة رجب طيب اردوغان لعبة بيد الدول ذات السيادة العالمية يتحكمون بها ويقودونها حسب مصالحهم، وأنّ مثل هذا الانقياد لا يليق بتركيا ) ، مضيفاً ـ في نقده الصريح ـ حكمه الجازم ، الواصف باللا حصافة واللاحكمة : ( سياسة الحكومة التركية إزاء الأحداث في سوريا بغيرالحكيمة ولاسيما بعد تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين قبل أن تعلن تركيا موقفها السلبي مما يجري في سوريا ) ?!!
وقبله كان ( جورسل تيكين ) نائب رئيس الحزب ( حزب الشعب الجمهوري التركيّ) قد هاجم حكومة ( حزب العدالة والتنمية الحاكم ) مشككاً بديمقراطيّتها وعقليّة أركانها ، في تصريح ناريٍّ قال فيه : ( إنّ الحزب " حزب العدالة والتنمية " تهيمن عليه فكرة إن لم تكن معي فأنت عدوّي وان عقلية الحزب مستبدّة متسلطة ليس من السهل أن تدرك معنى الديمقراطية ) .
واليوم يشن ( دولت باهتشلي ) ، زعيم ( حزب الحركة القومية ) ، الحزب الثالث في البرلمان التركيّ ، هجوماً عنيفاً على سياسات رئيس الحكومة التركية ( رجب طيب اردوغان ) حيال سورية ، معتبراً أن أنقرة تُستخدَم كأداة لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير" !!! وتُستخدَم فـي مخطـط الغـرب لاحتـلال سـوريا ، بل وأكثر من ذلك يتهم السياسة التركيّة الحاليّة باللامسؤوليّة وقصرالنظر ، وتعريض الأمن القوميّ التركيّ للخطر ، وبالجهل التاريخي بالغرب ومخططاته ، وبما يُرسَم للمنطقة من خرائط ، ويحاك من مؤامرات ، قائلاً :
( يخططون لكردستان الكبرى الموزعة على تركيا وسوريا والعراق وإيران في إطار المسألة الشرقية। وهذا المخطط يتقدّم خطوة خطوة، والهدف الأول بعد بغداد ودمشق هو التحول نحو أنقرة وطهران ) ، ماضياً في نقدٍ مباشرٍ للتدخليّة الأردوغانيّة في الشأن السوريّ الدّاخليّ ، سائلاً باستهجان : ( ما الذي سيكون عليه موقف الحكومة التركية إذا ما طبق الآخرون السياسة نفسها تجاه بلدنا ؟ !! ) ، مضيفاً بمنطقيّ الإستنتاج المسؤول :
( إن تركيا تقع وسط حزام من نار، حيث الأزمة الاقتصادية في أوروبا والاحتجاجات في العالم العربي، وتركيا هي في مواجهة تهديدات غير مسبوقة ، وبذلك فإنّ الحكومة التركية في ظل غياب رؤية لديها تعرّض تركيا لتكون في دائرة الأزمات والفوضى ) ، متابعاً بلغة رجل السياسة المسؤول :
( إننا نتابع بقلق كيف أن تركيا وسوريا قد وصلتا إلى حافة الحرب ، والعقوبات الاقتصادية المتبادلة ، والتوترات على الحدود نتيجة لتلك السياسة " التدخليّة في الشأن الدّاخليّ للجار السوري ") !!! .
فإذا أُضيف لمشهد المواقف السياسيّة المندّدة المستنكرة ـ أعلاه ـ وقائع على الأرض منذرة بمستطير الشرّ ، وتهديد المنطقة كلّها بالزلزال الكبير ، والتي يترجمها :
1 ــ تحويل الجنوب التركيّ لساحة تصدير الإضطراب إلى الساحة السوريّة بتحويلها إلى ملجإٍ للفارين من وجه العدالة في بلدهم ( سورية ) ، ومقرٍّ لعصابات المجرمين والمهربين ، وقاعدة متقدّمة رسميّة ، لوجستيّة وإعلاميّة ، لنشاطات " المدعوّ ـ الألعوبة " ( الجيش السوريّ الحرّ ) ، ومنطلقٍ لما يشاع من تجمعات مقاتلين اسلامويين ، من مجانين الدم وحملة الثارات .
2 ــ فتح الساحة التركيّة لنشاطات ومؤتمرات المعارضات السوريّة الخارجيّة والملتحقين بها من مستعجليّ بعض الداخليّة ، بدعاوى الديمقراطيّة وحريّة التعبير !!! وكأن سوريّة ولاية للباب العالي تشكّل ساحتها بعضاً عضويّاً ـ لا امتداداً حتى !! ـ من الساحة التركيّة ، بل والإمعان في الصّلف والجفاصة والجلافة ، بالمساهمة والشراكة المادية الفعليّة في تشكيل المجالس والهياكل التمثيلويّة لتلك المعارضات العرجاء ، الوظيفية ـ المصطّنعةِ أغلبها ، وبالأمر الأمريكي دوراً مرسوماً ، والتمويل النفطوي الخليجيّ فعلاً تنفيذيّاً ، وبتوفير المنابرالميديويّة لها ، والمتابعة ـ حتى المخابراتيّة المعلنة ـ في تنسيق وتوجيه ورعاية تحولات مطالباتها المندرجة بوقاً كاشفاً لحقيقة أهداف سياسات الهيمنة على المنطقة والإقليم ، ومنها :
آ ــ الآنيّ التكتيكيّ :
ــ لتغطية الإنسحاب الأمريكيّ من العراق قبل نهاية العام
ــ والدّخانيّ التغطوي على العودة التركيّة إلى الإندماج في صلب السياسات الأطلسيّة المشبوهة ( نشر الدرع الصاروخيّة الأمريكيّة في " ملاطيّة " من هضبة الأناضول ) .
ب ــ البعيد الإستراتيجي :
ــ السياسات الطاقويّة الأمريكيّة المصرّة على الهيمنة على مصادرالطّاقة النفطيّة والغازيّة ـ وخاصّة الغازيّة ـ ، بتنافس محموم مع تروست غازبروم الروسيّ وشريكه الألماني ، وخصوصاً بعد اكتشاف المخزون الغازي الواعد بأهميّته ، في حوض المتوسط الشرقيّ ، وفي الأرض السوريّة ، ويا لغرابة المصادفة ، قرب ( حمص بالتحديد ) !!!
ــ المراهنة على إحياء مشروع خط ( نابوكو ) المتعثّر ، لنقل غاز آسيا الوسطى وبحر قزوين إلى شواطئ المتوسط وأوروبا ، بالمقارنة مع شبه إنجاز وتدشين خطيّ الغاز الروسي إلى أوروبا ( سيل الشمال وسيل الجنوب ) .
ــ إعاقة ، ومنع ـ إنْ أمكن ـ تنفيذ مشروع خط نقل الغاز الإيراني عبر العراق وسورية إلى شاطئ المتوسط ، في حسابات بعيدة ، لإجبار ضم الغاز الإيراني كرافدٍ إلى خط ( نابوكو ) المتعثّر بأمل إنعاشه . ــ قطع الطريق على الإستئناف الفعّال لنقل النفط العراقي عبر سورية إلى شواطئ المتوسط السوريّة ـ اللبنانيّة ، واستمرار احتكار خط نقل " النكايّة السياسيّة الصدّاميّة لسورية " لنفط العراق إلى ميناء الإسكندرونة .
ــ التمهيد لتنفيذ الأمر الأمريكيّ باستئناف العمل بالإتفاق الإستراتيجي التركيّ ــ الصهيونيّ ، لأهميّة فعاليّته في الإستراتيجية الأمريكيّة ، التي لاتعنيها كثيراً الكرامة التركيّة ولا الصراخ الشعبوي الأردوغاني وشروطه الشكليّة الفارغة ، وربّما بوعد أمريكيّ بمساندة أنقرة في مشكلتها المزمنة القبرصيّة ، المتجددة اليوم بالخلاف على حقل الغاز المكتشف بين شواطئ قبرص الشرقيّة والشواطئ االشّاميّة للبحر المتوسط ، وما المانع أنْ تلعب السياسة الأمريكيّة دور العرّاب لإرساء تعاونٍ صهيونيٍّ ــ تركيّ في السطوّ على حصّة الجانب العربيّ ( الفلسطينيّ ـ اللبنانيّ ـ السوريّ ) من الثروة الغازيّة المكتشفة ؟ !!!
أمّا الحصّة القبرصيّة فمصانة لقبرص ببديل حصة الجانب العربي ، أوليست تلك استعادة لسيناريوالتبرّع الفرنسيّ الترضوي لتركيّا بـ ( لواء الإسكندرون السليب ) ؟!! وربّما أكثر من ذلك !! ، بوعدٍ لتركيّا بالشمال السوريّ حتى مدينة ( حلب ) ، أولم تطالب تركيّا الأتاتوركيّة في ثلاثينات القرن الماضي بذلك من سلطة الإنتداب الفرنسيّ ؟ !!! । يستطاع الذهاب بعيداً ومطوّلاً في التحليل لمعطيات ودوافع السياسة الرسميّة التركيّة حيال الجار السوريّ ، لكنه مقال لا أطروحة ، ومع ذلك فلا يمكن القفز فوق المعاناة اليوميّة على امتداد الحدود السوريّة ــ التركيّة ، فبعد الحضور المستهجَن لوزير الخارجيّة التركيّ السيّد ( داوود أوغلو ) لاجتماعات مجلس ( جامعة الدول العربيّة ) المستنفرة من سباتها !! في الرباط ، وانضمام تركيّا لقرارات الحصار ، والمقاطعات ، والعقوبات ، والإنذارات ، بل والتهديدات ، والتي اتخذتها الجامعة المستأسدة بحق سوريّة ، ما هو المشهد على الأرض ؟ !! :
ــ التوقف شبه الكامل لحركة " الترانزيت " على بوّابات العبور المقفلة بين البلدين ، وأرتال الناقلات والشاحنات تمتد مئات الكيلومترات ، ليصل شلل ازدحام الشاحنات التركيّة إلى الأردن ولبنان على الحدود السوريّة ، ولاملامة على القرار السوري المعامِل بالمثل للقرار التركيّ الإستفزازيّ المبادر .
ــ كمّ من المشاريع السياحيّة والخدميّة والإنتاجيّة الواعدة على جانبيّ الحدود تجد نفسها في ساحة وغىً وقعقعة سلاح مستفر ، وسكان آمنون ، وأقرباء ، كان انتقالهم عبر الحدود المنظّفة من الألغام حرّاً ، بعد العمل باتفاقيّة إلغاء التأشيرات المتبادل ، يجدون أنفسهم على الحواجز الثابتة والمتنقلة ، وتحت رحمة مسلحين غرباء !!
والألعن ذلك الإستجداء الرخيص " للاجئين " ومخيماتهم المعدّة على عجل لاستثمارها في التوظيف الدعاوي ، والمتاجرة السياسيّة بها ، ولأشياء أخرى .... !!!
ــ انخفاض مردويّة القطاع السياحي عامّة ، وفي بعض المناطق إلى سويّة شبه صفريّة "" تعميماً لبركات نظريّة أوغلو الصفريّة بامتياز """ .
يستطاع المضيّ في اسعتراض أضرار القطاعات البنكيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياحيّة بمطولات ، ولكنّه حجم المقال ، ومع ذلك فسؤال افتراضيّ بشعبٍ ثلاثة يفرض نفسه :
ــ ماذا لوكان لتركيّا طبيعة الموقف العراقي ، وكيف كانت الصورة ستكون ؟ !!
ــ لماذا لم يكن لتركيّا موقفاً مجاريّاً أو مشابهاً للموقف الأردني ، على كلّ عيوبه وتردده ؟ !!!
ــ لماذا ماثلث تركيّا في موقفها موقف فريق 14 آذار اللبناني ، الذي يحاول جعل الجوار اللبنانيّ ــ السوريّ ، ملجأ فارين سوريين ، ومأوى مجرمين ومهربين ، وقاعدة انطلاق لمرتزقة وقتلة متعصّبين ، ومعبر سلاح قتلٍ وقاتلين إلى الداخل السوري ، كل ذلك بمغافلة القرار الرسمي اللبناني ، المصّر بالحدّ الأدنى على انسحاب سلبيّ من الشأن السوري ؟!!!
ــ ولماذا يستنسخ التركيّ ذات لخطاب السياسيّ التحريضي التدخليّ الحاقد والثأري لفريق 14 آذار اللبناني ، وخاصة تميّزه بمفهومٍ كاريكاتوريٍّ للسيادة الوطنية باتجاهٍ واحد ، فكلاهما سيّد وويل للسوري لوفكر حتى بالحقّ المشروع بالدفاع عن النفس ، أما السيادة السوريّة فطفلة وغريرة وكلاهما لها الحاضن والوصيّ ؟ !!!
حقيقة لقد هزلت وفعلها ثلاثيّ ( حزب العدالة والتنمية التركي ) ، بخطإٍ سياسيٍّ ــ خطيئة في اقترابهم من الحالة السوريّة الحاضرة ، وأسفوا بقيمة تركيّا ومركزها في جيوـ استرايجيّة الإقليم ، حتى لم يعد من فرقٍ بين ثقل سياسة الدولة التركيّة ، وتلك التي لمراهقي سياسة فريق 14 آذار اللبناني ، لكنه اصطفاف البيادق بحضور السيّد الأمريكيّ ، وأمره النافذ الذي لا يعترف لها ولا يرى فيها إلاّ دوراً تسقط معه فروقات الوزن ، واختلافات الحجوم ، وقد أصبت يا سيّد ( كمال كيليتش دار أوغلو ) :
( أنّ مثل هذا الانقياد لا يليق بتركيا ) ، واقع يبعث على الأسى نعم ولكنه ـ وللأسف ـ واقع الحال الأليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق