السبت، 3 ديسمبر 2011

الفخ السوريّ المحكم والخطيئة التركيّة القاتلة : لعلاقات السورية ـ التركية والأمن القومي العربي ج ( 8 ) :

من قلم : د.منير وسوف القوي


في الحقيقة ، أوحت نهاية المقال لي بهذا العنوان ، فاعتمدته مع محافظتي على كامل المقال كجزءٍ في سلسلة مقالاتي المعنونة بـ : العلاقات السورية ـ التركية والأمن القومي العربي ج ( 8 ) :

كان السؤال ـ المدخل إلى الحلقة السابقة ــ ج ( 7 ) ــ : ( أيّتها السياسة التركيّة المستجدّة منذ بداية الأزمة في سوريّة ، لماذا تنكئين الجراح ؟ !! ) ، مع وعدٍ بالعودة إلى الجرح المقيم ، لا الملتئم على زَغَلٍ وصديد فقط ، جرح ( لواء الاسكندرون السليب ) وبعض إقليم ( كيليكيا ) ، وقد حال التسارع المتصاعد للحدث السوريّ المشتعِل ، وفي معظمه تصعيد متعمّد ــ كما أصبح واضحاً ــ ، بلعب كلّ الأوراق ، من قبل كلّ الأطراف ، داخليّة وخارجيّة ، لا تحت الطاولات كما هي الحالة عادةً في الغالب المعهود ، بل أصبح اللعب وبالأوراق المكشوفة ــ بلا حتى محاولة إخفاءٍ أو مداراةٍ ــ فوق الطّاولات المنكشفة السّترة ، بسقوط الستار وافتضاح المستور من الأمور ، في معظم جوانب الحدث المأساويّ ، الذي يجتازه المجتمع السوريّ وشارعه المضطرب ، بأسبابه وتفاعلاته ، بشكل واختلاف ــ بل وبتضادّاتٍ ــ في تطوّراته ، وإشكالات التدخليّة المتناقضة في سياقاته باتّساقٍ طرديٍّ مع تضارب مصالح الأطراف المتدخلة في مساراته ، مما لا يتسع المجال لاستعراضها وعرضها في متن مقالٍ ، تحكمه وتفرض ضغطها على قصديّته ملاحقة تطوّرات " الحدث ـ الموضوع " العلائقيّ السوريّ - التركي ، من وجهة نظرٍ راصدةٍ محلِّلةٍ للعلاقات السورية ـ التركية وانعكاسات التطورات في سياقاتها ـ إيجابيّاً أوسلبيّا ـ على الأمن القومي العربي بالخاصّة ، بدايةً ، وبالمجمل على أمن الإقليم وأمن المجتمع الإنسانيّ بالمحصلة النهائيّة ، مما يجعل السؤال ـ المدخل إلى المقال الحاليّ ينتقل بعفويّةٍ ، ويتطور من لغة العتب والمرارة ، في " السؤال ـ المدخل " السابق ــ مع شبه يقينيّة معرفة الجواب ، إلى لغة التشكّك والإتّهام الفارضة نفسها ، بقوّة منطق الواقع وتأزّم معطياته ، ليصبح صريحاً : أيّتها السياسة التركيّة المستجدّة ، منذ بداية الأزمة في سوريّة ، لماذا ، إلى أين ، ولمصلحة من تصعدين ؟ !!
أمّا لماذا :

فالجواب بسيط ، لعّل ( ما أحلى الرجوع إليه ) ـ مع عظيم الإعتذار من شاعرنا الكبير (الأستاذ نزار القبّاني ) ـ تختصره ببلاغةٍ شعريّةٍ رؤيويّةٍ ، صحيحةٍ في لغة السياسة ، بذات القدر من الصّحة في قصيدة العشق ولوعة الهيام ، أمّا الهاء ــ الضّمير المتّصل في إليه ــ فهي الدّورالسياسيّ التقليديّ التركيّ المزمن ، والمستعاد بعد فشل وانهيار سياسة ( صفر مشاكل ) مع بلدان الجوار التركيّ ، ويا لغرابة الفعل !!، ومنطق بطله الأكثرغرابة !!، أنّ البروفيسور ( أحمد داوود أوغلو ) ، وزير خارجيّة تركيا ، هو مهندس تلك السياسة ومنظرّها ، والفاشل بالمطلق ، لا في تطبيقها فقط ، بل إنّه الرجل المنفّذ لكلّ خطوةٍ في الإنقلاب عليها ، في كشفٍ لقصورها الشامل وخفّتها ، و" لِلا " واقعيّة طروحاتها ، وسطحيّة الفكر السياسيّ لصاحبها ، والأخطر بروز ذرائعيّة لا أخلاقيّة ـ وبامتياز ـ في السلوك السياسي لصاحبها ، تصل حدّ الفصاميّة السياسيّة في موقف السيّد ( أوغلو ) من الفشل المطلق لنظريّته الصفريّة ، لا بعدم الإنتصار لها والدّفاع عن إيمانه بصدقيّتها ، في واقع مأزقها المكرّس بسقوطها المدوّي فقط ، بل باستمراره وزير خارجيّةٍ لسياسةٍ خارجيّةٍ فاشلة ، فلم يستقل احتراماً للذات وثباتاً للمبدإ ، ودفاعاً عن الرؤية ــ إذا حصل ووُجد شيء من كلّ ذلك ــ ، بل جعل التبريريّة والتلفيقيّة عنوانيّة منطقه المتهافت ، بشرحه المستجدّ البائس أنّ نظريّته ( صفر مشاكل ) هي مع " شعوب الجوار" لا أنظمتها ، في انتهازيّة سياسيّة مدانّة أخلاقيّاً ، تستدعي السؤال المباشر :

وماذا تقول ردّاً على واسع الشارع السوريّ المنتفض رفضاً للتّدخل الأجنبيّ في بلده ؟ !!

أم أنّ في نظريّتك ـ الإختراع !! ــ ( صفر مشاكل ) ــ فصلاً أوفصولاً ، بعناوين مخبأةٍ لطبعتها الجديدة المنقّحة ، من مثل : ( صفر جماهير ) ، ( صفر استقلال وسيادة دول ) ، ( صفر تاريخ ) ...إلخ ... من أصفار ، ليس آخرها ( صفر أخلاق ) وخاصّة خلّة الصدق ، ومع الذّات بالدرجة الأولى ، كما تكرّسه بتلفيقيّة ماكيافيلليّة مواقف السيّد ( أوغلو ) من نظريّته ومدوّي سقوطها ، لا في الجوار السوريّ فقط ، بل في الجوار التركيّ المؤثِّر ، جميعه بلا استثناء !!! .

فهل هي العثمانيّة الجديدة ؟ !!

أم تخبّط السياسة في خضمِّ الإيديولوجيا ، والعمه الأشهر عند الساسة المؤدلَجين ــ في واقع متغيّر يزكّي أوهام التوسع وجنون أبطال مريديه ، في البحث ـ المستحيل ـ عن بعث حضورٍ ، أو استحضار دورٍ دارسٍ لـ ( سلطنةٍ عثمانيّة ) أسقطها التطوّر ودفنها التاريخ ؟ !!

وأمّا إلى أين :

فبعد اعتبار السيّد ( آردوغان ) ، رئيس الوزراء التركيّ ، أنّ ما يشهده " الدّاخل السوريّ " شأناً " داخليّاً تركيّاً " باندفاعة ينقصها التعقّل ، وبعنجهيّةٍ تحيي صورة المستعمرين الأتراك المستبدّين ، اللامتحضرة المستقبحة ، والمكروهةً في المخيال الشعبيّ السوريّ ، صورة ( أجلاف الترك ) وممارساتها ، والتي كرستها اللغة الشتائميّة السوقيّة للسيّد رئيس الوزراء التركيّ ، بحق الرئيس السوريّ ، السيّد ( بشّار الأسد ) ، بجهالة تبوح بالتعالي الفجّ ، وتشي بجهل السيّد ( آردوغان ) بطبيعة الإنسان العربيّ ، وبخاصّةٍ المواطن السوريّ ، بكاسح غالبيّته ، الذي لايقبل ـ بحالٍ ـ التطاول على استقلال وطنه وسيادته ، على كرامته وعزّته ، بتناول أحد رموزها كما فعل رئيس الوزراء التركيّ ، أيّاً كان المسوّغ وذريعته ، وخاصّة بلغةٍ سوقيّةٍ على لسان من يُفترَض أنّه رجل دولةٍ ، لا صبيّ أزقّة ، تركه ظالم الُيتم لمتاح قيَم تربياتها المنحطّة ،

وبعد التّدخل بإيواء الفّارين وتبنيهم ( الجيش السوريّ الحرّ !! ) ، فضلاً عن تنظيم مؤتمرات " معارضات الخارج " والمشاركة في مستور تمويلها ،

واستدراج بعض معارضات الدّاخل لتدعيمها ، أو للعمل على تعدد منابرها ( السيّد هيثم المالح ) ، لتوسيع هامش مناوراتها ، ولإضعاف معارضات الداخل أو تهميشها ، لإضفاء صفة " الشرعيّة " والمعارضة " الفعليّة " على المعارضات الخارجية المرتهنة لتحالف قوىً إقليميّة ـ دوليّة ، معروفة الأهداف ، والتي أصبح نكران رتباط " معارضات الخارج " بها ، واندماجها في سياياتها ، كنكران ضياء النّهار بلا علّة العمى ، وإنْ كان العمى لايبرر للأعمى أكثر من جهل معذورٍ بعدم القدرة على التحقق من تعاقب الليل والنّهار ، لا إنكارهما ،

وبعد التلويح بالتدخّل الذي لا يستبعد وسيلة !! ، بما فيها المسلّح ، وإنْ مشروطاً تارةً بقرارالشرعيّة الدّوليّة ، وطوراً باسم الإنتصار للقيم الإنسانيّة ، أوبخصوصيّة الجوار القلق من مضاعفات الحريق وانتقالاته ، دون العمل على محاولة إطفائه بعقلنة الممارسات المسؤولة ، بل لقد أصبح الدوّر التركيّ ــ يا للأسف ــ مثل ومثال كلّ ما يؤجج استعاره الكريه !!
وأخيراً وصل ذلك الدّور إلى مبارزة بقوائم العقوبات الإقتصاديّة مع تلك التي فرضتها ( جامعة الدول العربية ) ضدّ سوريّة
، وبمساهمةٍ لا تخفى من لدن المهندس التركيّ ( أوغلو ) ، بحضوره المستهجن ، ودعوته الممشبوهة ، اللذين لايمكن إخفاء الهدف من تناسقهما وارتباطهما بالخطط " الجيوـ استراتيجيّة " الموضوعة للمنطقة والإقليم ، والدرس الليبيّ أكثر من إيضاح ، بل إنَّ بلاغة شهادته تُنطق الأبكم بصادم وقاحتها استنكاراً ، وتُسمع الأصمّ بصاعق صوتها فجوراً ، تُفاجئ اليقظ رغم حذره ، وتوقظ الغافل من استكانته ، أما قرارات تجميد وتعليق الإتفاقيات التركيّة ــ السوريّة فتحصيل حاصلٍ ، وإعلان موت ميتٍ بين قومٍ عارفين بالنبأِ الحزين منذ أشهر ، فماذا في جعبة سياسات حزب العدالة والتنمية التركيّ ولم يشهر بعد ، ضدّ السوريّ الجار والأخ إلى قريب الأمس ؟ !!

أيصدق عاقل تلك ( البعبعات ) والتهويشات المملّة من استعدادٍ تركيٍّ لإقامة " مناطق حمايةٍ " و" أشرطةٍ عازلةٍ " ضمن الأراضي السوريّة ؟ !!
إنّها الحرب إذاً !! ، وحماقة اتخاذ قرارها بقراءةٍ عبطاء غبيّة ، جهلاء ومغرورةٍ ، لاتفقه شيئاً في قوانين موازين القوة وحساباتها ، لا الصريحة ولا المضمرة ، ليس فقط في الساحة الثنائيّة التركيّة ـ السوريّة المتواجهة راهناً ، ولكن بقراءةٍ مبتسرةٍ ، وتسطيحيّة سطحيّة لكليّات جوانبها ، بالعجز عن ربطٍ علائقيٍّ ديناميٍّ ، وإدراك ترابطٍ مصالحيٍّ مصيريٍّ بموازين القوى الإقليميّة والدوليّة ، بتنوّع إمكاناتها ، ومراحليّة تطبيق استراتيجيّاتها ، وفي تمظهر آثار ومفاعيل توظيفاتها ، وخاصّة في الإستهتاربالعواقب المأساويّة لنتائجها ، ورغم كلّ ذلك ، ــ وربّما هنا تكمن المأساة ــ ، فقرارات الحروب العدوانيّة تؤخذ على يد أمثال هؤلاء ، ليصبح وقودها شعوب مغرر بها ؛ مزوَّر وعيّها ، وأخرى ضحيّتها تشكّل حقل حصيدها الدامي وميدان إجرامها ، ولعّل الذاكرة لم يطلها بالأعم الأغلب صدأ النسيان ، فالنازيّة الهتلريّة ، وفاشيّة موسوليني ، ما زال حضورهما شيطانيّ حيّ ، زاد في استحضارهما ، ونفض الغبار عن أسود صفحات تاريخهما ، مجرموا حروب ، لم يشرِّف عصرنا ، بل يخزيه تبووُّأهم المناصب والقيادات في دوله ، ليس أولهم الديكتاتور ( بينوشيه ) وليس آخرهم طغمة الإجرام في الكيان الغاصب ، وكلّهم ( شارون ) ولا إدارة ( بوش وتشيني) ، إلى آخر ناتويّ فاشيٍّ داعية حروب .
فهل وصلت سياسة قادة ( حزب العدالة والتنمية ) في التعاطي مع الجار السوريّ إلى دائرة الخطر الدّاهم ، بمثل قراءة رعناء ، كتلك أعلاه ؟ !!

لايوجد عقل يستوعب ، ولا عاقل يتصوّر ، فضلاً عن أنْ يقبل بمثل تلك الحماقة المرعبة ، مما يفتح المجال للسؤال المشروع : لمصلحة من يا سياسة قادة ( حزب العدالة والتنمية ) تصعدين ؟ !!

فلا مصلحة ــ بالمطلق ــ للشعبين السّوري والتركيّ بالحرب وويلات دمارها ، فقد كفى الشعبان تاريخ لايشرّف الجانب التركيّ استحضارها ، فالمجازر والمشانق والخوازيق ، أدوات برابرة مجرمين ، لا إخوة عقيدة ولا وسائل متحضرين ، لا وليست من الأخلاق الحميدة للجار الطيّب الخلوق ، وأمّا النفيّ و( سفربرلك ) و نظام السخرة فأساليب همجٍ طغاة لا أشقةٍ محبّين ، ثم هل يخطر ببال صاحب نظريّة ( صفر مشاكل ) أنّ الحروب من تطبيقاتها ؟ !! ربّما ، فالقراءات المقلوبة توصل بفهم القارئ إلى النقيض !!!
وهذا التلويح التركيّ الأخرق باستخدام البوابة العراقية بديلاً للبوابة السوريّة ، في التواصل والوصول إلى العمق العربيّ ، تنقصه الحصافة المنطقيّة ، والوسيلة الواقعيّة العمليّاتيّة ، فضلاً عن الإنتهازيّة السياسيّة الظرفيّة المكشوفة
، فعبورالترانزيت التركيّ لأراضي العراق ليس عبوراً لفاصلٍ جغرافيٍّ أجرد خالٍ ، بل لإقليم مضطربٍ مسكونٍ بالعقبات والمشاكل ـ المعضلات ، ليس أقلها تصارع السياسات الفئويّة الإثنيّة والطائفيّة ، والكيانيّات الإداريّة المتناقضة الوسائل والأهداف والولاءآت ، من منتجات الإحتلال الأمريكي للعراق ، فضلاً عما تتطلبه مبادلات الترانزيت وتجارتها من بنية تحتيّة ، وتأمينٍ لوجستيٍّ لطرقٍ لا غنى عنها ، لايتيسّر إنجازها وجاهزيّتها في أسابيع أوشهور ، بل مشاريع تحتاج لتسويات وسنوات .
والواقعيّة السياسيّة ، مع الأخذ بحسبانها ما قد يلحق بالشعبين السوري والتركيّ من دمار الحرب وويلاتها ، إلّا أنّ الطلقة التركيّة الأولى لها ستكون إعلان انهيار وتفتت كيان الدولة التركيّة الحاليّة ، إلى كيانات إثنيّة ، قوميّة ، ودينيّة طائفيّة الطابع ، فسوريّة ( القاريّة ) ليست جزيرة ( قبرص ) المحاطة بالبحر ، ولم نعد في زمن السبعينات من القرن الماضي ، فموازين القوة ونوعيّتها تغيّرتا ، والجيوـ استراتيجيات السياسيّة ، الإقليميّة والدوليّة ، في مرتكزاتها وامتداداتها وتحالفاتها ، تعقدت وتشابكت في في ديناميّة تغيّراتٍ لاهثةٍ ،بحثاً عن توازنات مستقرّة تخرج أطرافها من خنادق الحذر المتشكك وأوضاع القلق المريب ، فهل ستوفّر تناقضات الداخل التركيّ التي ليست من نوعيّة النار تحت الرّماد ، بل ظاهرة البروز مشتعلة الأوار ، وهل ستقترف سياسات ثلاثيّ ( حزب العدالة والتنمية ) المتهورة حماقة الحرب والعدوان على سوريّة ، لتكون البداية في تدشين خريطة ( الشرق الجديد ) من تمزيق تركيا بالذات إلى كيانات طورانيّة وكرديّة وعلويّة ، والتحاقٍ أو ضمٍّ للمناطق الأرمنيّة من تركيا اليوم إلى الوطن الأرمني وجمهوريّته ، التي لم تطوِ مطالبتها ، ومعها كلّ الأرمن في العالم ، بالحقوق الأرمنيّة ، لافي الإعتراف التركيّ بالمجازر التاريخيّة التي ارتكبها العثمانيّ بحق الأرمن فقط ، بل وبتحرير كل التراب الأرمني والشعب الأرمني ، من الهيمنة المستمرّة من قبل طورانيي الجمهوريّة الأتاتوركيّة ، وريثة العثمانيّ بالباقي من السلطنة ، تركيّا الحاليّة ، وبالقطع لن يجد الطورانيون الجدد بطلهم التاريخي المنقذ ( مصطفى كمال آتاتورك ) عشرينيّات القرن المنصرم ، فالزمن تغيّر ، وكل إمكانياته وأدواته تبدّلت ، فكما أنّ الماء لايمرّ في النهر مرتيّن ، كذلك التاريخ لا يتكرر وإنْ أصرّ أغبياء الإيديولوجيا المعاندون ، والعناد ملازم للتركيّ في الموروث الشعبيّ السّوري ، فهل سيضاف إلى التنميط المتداول في المخيال الشعبيّ صفة الغباء بما تكرّسه رعونة سياسات ( حزب العدالة والتنمية ) في ما يتعلق بالشأن السوري الطارئ ؟ !!!
ويبقى المستفيد الوحيد ، وبلا منازع ، الكيان الصهيوني ، وعلى كلّ المستويات ، الجيوـ استراتيجيّة الإقليميّة ، والإستناد إلى وقائع النتائج الكارثيّة المتوقَعة برهاناً على واقعيّة سياساته العنصريّة الأساطيريّة ، بتعميم تعصّب نموذجه على الكيانات ـ الشظايا الخارجة من رحم السيناريو الأسود للحرب الحمقاء ...

فهل للعقلانيّة من مكان ؟!! وقبل ذلك هل غُيِّب العقل النقديّ المتبصر خلف حجب الأيديولوجيا ، واندفاعات جنون عميانها ؟!!

أسئلة يتولّى مستقبل الأيام الإجابة عليها ، فلننتظر إذاً..... ، وهل نملك غير الإنتظار ؟ !!!

ليست هناك تعليقات: