من قلم : د منير وسوف
من يتذكّر فيذكر تلك المرأة الحمصيّة ( هالة الفيصل ) وهي تمشي عارية في أمريكا احتجاجاً على لا شرعيّة الإحتلال الأمريكيّ للعراق ( وكأنّ هناك احتلال شرعيّ في تاريخ العالم !!!) ؟
لم تكن تحتجّ وتستنكر جريمة العدوان الأمريكي واحتلاله لبلدٍ عربيٍّ (العراق) فقط ، فهذا جانب من صورة العري العربيّ الذي رمّزته باحتجاجها عارية في شوارع أمريكا ،ولكن وفوق ذلك ، فقد كان إعلاناً عن زيف دثار شرف "النظام العربي الرسميّ" اللاشرعيّ ، بل والذيلي الرثّ ،الذي تواطأ وتآمر وساهم ،فدبّر تيسير ممارسة زنى الإحتلال الأمريكي ،لا في العراق فقط ، بل في كلّ شبر من وطن العرب .
تلك المرأة السوريّة ،العاريّة ،المحتجّة لم تهتبلها مناسبة لاستعراض أنوثتها في عرض " ستربتيز" شوارعيٍّ ، في بلادٍ لا يشكل العريّ فيها جريمة ولا جنحة ، بل ولا عمل طائش خارق للعادة ، إنّما أرادتها ، وبالدرجة الأولى رسالة لكل عربيٍّ ، ولكل حرٍّ في هذا العالم ، تفضح درجة الهمجيّة " الراقية " للرأسماليّة المتوحشة ، وتعريتها وأدواتها ، بما فيها "النظام العربي الرسميّ" بكل أصحاب الجلالة والفخامة والسموّ فيه ، من كلّ رمز شرف ،حتى من ورقة التوت .
وأمّا اليوم ، فاحتجاجها العاري لم يعد فقط كل ما ذكر سابقاً ، وليس هو لوحة حيّة ،وباللحم العربي العاري المستباح ، لفنانةٍ رسّامة " بورتيه " أبداً ، بل يرقى لمستوى نبوءة إنسان معذَّب ينتمي للعدالة المفقودة في عالم جائرٍ ، مُزيَّف ومُزيِّف ، كلّ مافي سياساته وممارسته بضاعات أسواقٍ رخيصة ، مغشوشة ومزيَّفة ، فهل يصدّق عاقل في كلّ العصور ، لا في عصرنا فقط ، ومشاربه ، فانضم إلى قافلة أعدائه المنادين بإزالته ، ومكتشفاً ظلمه وطغيانه وجنونه وعدأنّ قاتل ( غيفارا ) غيلةً ، يرفع راية عدالة ثورته ، ويصدح بإعلاء شعاراتها ؟ فيصبح مجرموا الـ ( ناتو ) أبطال تحرير الشعوب المنتهكة حقوقها ، وخاصة في أرجاء ( بلاد العرب أوطاني ) ؟ !! ويصبح (جيفري فيلتمان) بطلاً " ثوريّاً ميدانيّاً " وقائد عمليات إنجازات ثوريّة ، وتنبري السيّدة ( هيلاري كلنتون ) لتضم إلى حقيبة مهامها وظيفة آمر فصيلة تنفيذ " فتوى القتل القرضاوية " بحق ( القذافي ) ؟ بغض النظر عن استحقاق القذافي القتل عن أفعاله ، أم واجب العقلاء وحقه ، في علاجٍ من أمراضه التي يصدح بتعدادها ، من انقلب على أمس خدمته أو صداقته ، ولكلٍ غاياته م صلاحه وعائلته للحكم ، وكل ذلك صحيح ، ولكن توقيت الإكتشاف ـ المعجزة يثير التساؤل !!، خاصة بعد سنوات حكمه المديد لأربعة عقود ونيّف، من الغرائبية المنفّرة والإستبداد الكريه .
إنّها جوقة الستربتيز السياسي بكل عناصر تمامها ، وقد اعتلت بصوت عالٍ مسرح ما يسمى المجتمع الدولي ( البراغماتي الأمريكي حقيقة ) ، والأكثر كاريكاتورياً وقبحاً وفجاجةً فيه، بعض الابطال الدمى والثوّار الكومبارس الذين لم يعد لهم من نشيدٍ وطني إلاّ الإيديولوجيّة الجلبيّة ( من نسبتها الثابتة لـ " أحمد الجلبي " الأشهر) المتوسلة التدخل الناتيوي بكل السبل وبأيّ ثمن ، حتى لو بمصير " العراق ـ العبرة " بلا اعتبار ، أو بالمسار الليبي التدميري الدامي بلا حساب ، إلاّ حسابات سانّي الأسنان على ثروة ليبيا ومستقبلها ، أو ولوغ أصحاب الثارات والأحقاد وعقد النقص المزمنة في دم الإخوة باسم لأهداف السامية لثورة الحريّة على الديكتاتورية ، بعد أن كان معظمهم ، وإلى الأمس القريب ، وبالإسم ، من أعمدة نظام القذافي ، قبل انقلابهم عليه في أوضح ( انقلاب ) بمعونة من كان الجميع يسمّيهم ( القوى الإمبرياليّة الخالقة والراعيّة للأنظمة الديكتاتورية القمعيّة ومنها نظام معمّر القذافي ) ، فهل تلك القوى الإمبريالية ، عينها، أصبحت وبلمسة سحر " معجزةٍ ثوريّة "، راعيةً لثورات " الربيع العربي " ؟
وأمّا اليوم ، فاحتجاجها العاري لم يعد فقط كل ما ذكر سابقاً ، وليس هو لوحة حيّة ،وباللحم العربي العاري المستباح ، لفنانةٍ رسّامة " بورتيه " أبداً ، بل يرقى لمستوى نبوءة إنسان معذَّب ينتمي للعدالة المفقودة في عالم جائرٍ ، مُزيَّف ومُزيِّف ، كلّ مافي سياساته وممارسته بضاعات أسواقٍ رخيصة ، مغشوشة ومزيَّفة ، فهل يصدّق عاقل في كلّ العصور ، لا في عصرنا فقط ، ومشاربه ، فانضم إلى قافلة أعدائه المنادين بإزالته ، ومكتشفاً ظلمه وطغيانه وجنونه وعدأنّ قاتل ( غيفارا ) غيلةً ، يرفع راية عدالة ثورته ، ويصدح بإعلاء شعاراتها ؟ فيصبح مجرموا الـ ( ناتو ) أبطال تحرير الشعوب المنتهكة حقوقها ، وخاصة في أرجاء ( بلاد العرب أوطاني ) ؟ !! ويصبح (جيفري فيلتمان) بطلاً " ثوريّاً ميدانيّاً " وقائد عمليات إنجازات ثوريّة ، وتنبري السيّدة ( هيلاري كلنتون ) لتضم إلى حقيبة مهامها وظيفة آمر فصيلة تنفيذ " فتوى القتل القرضاوية " بحق ( القذافي ) ؟ بغض النظر عن استحقاق القذافي القتل عن أفعاله ، أم واجب العقلاء وحقه ، في علاجٍ من أمراضه التي يصدح بتعدادها ، من انقلب على أمس خدمته أو صداقته ، ولكلٍ غاياته م صلاحه وعائلته للحكم ، وكل ذلك صحيح ، ولكن توقيت الإكتشاف ـ المعجزة يثير التساؤل !!، خاصة بعد سنوات حكمه المديد لأربعة عقود ونيّف، من الغرائبية المنفّرة والإستبداد الكريه .
إنّها جوقة الستربتيز السياسي بكل عناصر تمامها ، وقد اعتلت بصوت عالٍ مسرح ما يسمى المجتمع الدولي ( البراغماتي الأمريكي حقيقة ) ، والأكثر كاريكاتورياً وقبحاً وفجاجةً فيه، بعض الابطال الدمى والثوّار الكومبارس الذين لم يعد لهم من نشيدٍ وطني إلاّ الإيديولوجيّة الجلبيّة ( من نسبتها الثابتة لـ " أحمد الجلبي " الأشهر) المتوسلة التدخل الناتيوي بكل السبل وبأيّ ثمن ، حتى لو بمصير " العراق ـ العبرة " بلا اعتبار ، أو بالمسار الليبي التدميري الدامي بلا حساب ، إلاّ حسابات سانّي الأسنان على ثروة ليبيا ومستقبلها ، أو ولوغ أصحاب الثارات والأحقاد وعقد النقص المزمنة في دم الإخوة باسم لأهداف السامية لثورة الحريّة على الديكتاتورية ، بعد أن كان معظمهم ، وإلى الأمس القريب ، وبالإسم ، من أعمدة نظام القذافي ، قبل انقلابهم عليه في أوضح ( انقلاب ) بمعونة من كان الجميع يسمّيهم ( القوى الإمبرياليّة الخالقة والراعيّة للأنظمة الديكتاتورية القمعيّة ومنها نظام معمّر القذافي ) ، فهل تلك القوى الإمبريالية ، عينها، أصبحت وبلمسة سحر " معجزةٍ ثوريّة "، راعيةً لثورات " الربيع العربي " ؟
وهل أصبح يطلق اسم " ثورة " بغوغائيّة وارتجال على كل ما هبّ ودبّ من حركات ؟
حتى ولو كانت انقلاباً صُراحاً من أطرافٍ في نظامٍ تتصارع مع أخرى ، راكبةً المطالب المحقّة لجماهير الشعوب المحرومة المهمّشَة ؟!! نعم : الكرامة عمود الإنسانيّة الفقري ، لا جلدها ولا كساءها فقط ، وبالمقابل فالمهانة والذّل والعبوديّة للحاجة ، هو السحق الهمجيّ للإنسانيّة وتمزيق جلدها ، وهتك ستر عفافها فضلاً عن إلقاء ثوبها إلى نار الظلم والإستبداد .
نعم : العدالة ، بكل قواميس تعريفاتها ، وصادق أشكال تطبيقاتها ، شرط الإنسانية اللازم ، في إبراز حقيقة تمظهراتها ، وبالمقابل فالفساد والمحسوبيّة والسلوك المافيوي والتسلقيّة والأرزقيّة ، هي من بعض السلوكيات المرضيّة الشّاذة المشوِّهة لسفر العدالة ، والمجهِضة حتى للجنين من أسس مفهومها ، فضلاً عن تجسّدها ، والتمتع بسواء يناعها .
نعم : العدالة ، بكل قواميس تعريفاتها ، وصادق أشكال تطبيقاتها ، شرط الإنسانية اللازم ، في إبراز حقيقة تمظهراتها ، وبالمقابل فالفساد والمحسوبيّة والسلوك المافيوي والتسلقيّة والأرزقيّة ، هي من بعض السلوكيات المرضيّة الشّاذة المشوِّهة لسفر العدالة ، والمجهِضة حتى للجنين من أسس مفهومها ، فضلاً عن تجسّدها ، والتمتع بسواء يناعها .
نعم : الحريّة أسّ شروط الوجود الإنساني ، والهواء الذي لا غنى لحياةٍ عن ضرورته ، وبالمقابل فالقمع والكبت والإرهاب ، الفرديّ والفئوي والدّولتي والإمبريالي، وبكلّ أشكاله ، الجسدي ، والفكري الايديولوجي المقدّس أو الوضعي ، والمتخلف الشعبوي ( وهو الأخطر في مجتمعات التخلف وبقايا البنى والمفاهيم القروسطيّة ، المستمرّة برعايةٍ دؤوبةٍ ومبرمجةٍ ، في ظهرانينا ) هو القاتل والخانق والوائد لكل حريّة ، حتى حريّة البكاء التى تصبح مكبوتة ومراقبة ، بل مشروطة ومُجنّسة ( من جنس ) ، فالبكاء للنساء لا للرجال !!! مع كل ما يلحق من ملاحق التنميط الثقافوي المتخلف الذي أزاح ثقافة التنوير الحقّة ، محتلّاً ، وبصيغ الوباء ، معظم منظومة الذهنية العربيّة القائمة ، في نكوصٍ صاخبٍ ، عن العصر الحديث والعصرنة الحداثيّة وعليهما ، إلى سالف عصور انحطاط عُرفت في تاريخنا ، ووسمت بسوادها ، لا مرحلتها فقط وما تمخضته من رزايا مشوِّهاتها ، بل مازالت قصّة مرضنا المزمن المقيم وجوهره ، وواقع الحال شاهد نطوق .
نعم نؤمن بالجماهير ، بحراكها ، بحقوقها وعدالة مطالبها وخياراتها ، وخاصةً بحقّها في "الكفر" بوجود " الجلّاد العادل !!" والأنظمة الأبوية المتصلبة المتسلطة ، وبحقّها في الوصول إلى سنّ نضجها وممارستها مسؤوليتها ، عن نفسها وأوطانها ، فكلنا من تلك الجماهير التي تشعر بحقّها المهضوم ووجودها المهان ، ليس اليوم فقط ، وليس ممن يُسمَّون بحكامها فقط ، وهم ولاة ودمى ، ما خلا استثناءآت اغتيلت أو في طريقها ، ولكن منذ أصبحت ( سايكس ـ بيكو ) خريطة طريق العرب إلى ما رُسم لمستقبلهم اللازاهر الذي نعيشه ، لكنْ أن تصبح الجماهير العربيّة ومطالبها المحقّة مطيّة لكل راكب ، وبئراً لكل صاحب دلو ، حتى لدلاء أمثال ( الفرنسي ـ الإسرائيلي ب.ه.ل : برنار هنري لوفي ) الغني عن التعريف ، فضلاً عن اصطفافٍ لا ينتهي من أصحاب التنظيرات النيوليبراليّة الجديدة ، الذين استفاقوا على " العربي الثائر " ، وساحاته وميادينه ، وبانتقائيّة مقصودة ،فتركوا لحبرهم العنان تنظيراً وتأطيراً ، استشراقيّاً في قصوره المعرفي بالحدّ الأدنى ، وصولاً إلى مداه المتشفي ، بالتحريض واستدعاء الثارات من مرحلة نهوضٍ قوميّ عربيٍّ ، بشيطنتها ، وربط كل موبقات الواقع الذي صنعه وكرسه التحالف اللامقدّس ( الغربي ـ الصهيوني ـ الإقليمي العربي ) بها ، ونسبته غالباً للمرحلة الناصرية بعينها ، ( حتى أنّ " ونيس المبروك " اللّيبي ، وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، لم يفكر في حديثه بعد مصرع " القذافي " على " قناة الجزيرة " مع المذيع " محمد كريشان " إلاّ بتغيير إسم شارع " جمال عبد الناصر " في " بنغازي " !!! مما أثار استهجان حتى المذيع ، وعلى الهواء مباشرة ) ، مع التبشير الشامت بنهاية المشروع النهضويّ العربي ، وسقوطه تحت سنابك غزو الإسلام السياسي القادم منتشياً بنصره على صهوات " ناتويّة " مجاهدة !! ـــ اللهم ثبّت علينا نعمة العقل فلا نُجنّ ، وصحيح الإيمان فلا نضلّ .
أوليس ذلك هو العهر السياسي العاري بلا أقنعةٍ أو رتوش ؟
نعم نؤمن بالجماهير ، بحراكها ، بحقوقها وعدالة مطالبها وخياراتها ، وخاصةً بحقّها في "الكفر" بوجود " الجلّاد العادل !!" والأنظمة الأبوية المتصلبة المتسلطة ، وبحقّها في الوصول إلى سنّ نضجها وممارستها مسؤوليتها ، عن نفسها وأوطانها ، فكلنا من تلك الجماهير التي تشعر بحقّها المهضوم ووجودها المهان ، ليس اليوم فقط ، وليس ممن يُسمَّون بحكامها فقط ، وهم ولاة ودمى ، ما خلا استثناءآت اغتيلت أو في طريقها ، ولكن منذ أصبحت ( سايكس ـ بيكو ) خريطة طريق العرب إلى ما رُسم لمستقبلهم اللازاهر الذي نعيشه ، لكنْ أن تصبح الجماهير العربيّة ومطالبها المحقّة مطيّة لكل راكب ، وبئراً لكل صاحب دلو ، حتى لدلاء أمثال ( الفرنسي ـ الإسرائيلي ب.ه.ل : برنار هنري لوفي ) الغني عن التعريف ، فضلاً عن اصطفافٍ لا ينتهي من أصحاب التنظيرات النيوليبراليّة الجديدة ، الذين استفاقوا على " العربي الثائر " ، وساحاته وميادينه ، وبانتقائيّة مقصودة ،فتركوا لحبرهم العنان تنظيراً وتأطيراً ، استشراقيّاً في قصوره المعرفي بالحدّ الأدنى ، وصولاً إلى مداه المتشفي ، بالتحريض واستدعاء الثارات من مرحلة نهوضٍ قوميّ عربيٍّ ، بشيطنتها ، وربط كل موبقات الواقع الذي صنعه وكرسه التحالف اللامقدّس ( الغربي ـ الصهيوني ـ الإقليمي العربي ) بها ، ونسبته غالباً للمرحلة الناصرية بعينها ، ( حتى أنّ " ونيس المبروك " اللّيبي ، وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، لم يفكر في حديثه بعد مصرع " القذافي " على " قناة الجزيرة " مع المذيع " محمد كريشان " إلاّ بتغيير إسم شارع " جمال عبد الناصر " في " بنغازي " !!! مما أثار استهجان حتى المذيع ، وعلى الهواء مباشرة ) ، مع التبشير الشامت بنهاية المشروع النهضويّ العربي ، وسقوطه تحت سنابك غزو الإسلام السياسي القادم منتشياً بنصره على صهوات " ناتويّة " مجاهدة !! ـــ اللهم ثبّت علينا نعمة العقل فلا نُجنّ ، وصحيح الإيمان فلا نضلّ .
أوليس ذلك هو العهر السياسي العاري بلا أقنعةٍ أو رتوش ؟
أوليس ذلك هو قيادة العطاش إلى السراب الخادع عوضاً عن الماء القراح ؟
فكيف إذا أصرّ البعض ممن وجد نفسه فجأة قائداً بلا أهليّة ولا مؤهَّل ؟ وثائراً عبر شاشات لها أجنداتها وولاة أمرها !!، بلا ماضٍ نضاليٍّ معروفٍ له ، هذا إنْ وُجد ، ويتكلم باسم البيت الأبيض الأمريكي وموظفي وزارة الخارجيّة الأمريكيّة ومتحدثينها ، وينصت إلى نصائحها ـــ التوجيهات ، خصوصاً بعدم الإستجابة لنداءآت ( النظام السوري ) والحوار معه ، ورفض حتى المهل المقدمة من وزارة الداخلية السوريّة للمسلحين !! الذين لم يعد ينكر وجودهم أحد ، لتسليم السلاح بمقابل طيّ الصفحة وعدم التعقب والعقاب ، في سابقةٍ معبِّرة وخطيرة ، وأصبح له في الـ ( كي دورسيه ـ وزارة الخارجيّة الفرنسيّة ) عضداً ، وفي وزارة الخارجيّة البريطانية ناطقاً ، وفي اسطمبول ""حاضرة سلطنة بني عثمان "" مقرّاً وحاضناً ، ومن مجلس انقلاب ليبيا الناتوي ( المجلس الوطني الإنتقالي الليبي) صنواً وقدوة ومعترِفاً ، ومن ملوك وأمراء النفط ، الثوّار الغيارى ، ممولاً ( ومرشداً أعلى ) لديمقراطيّة مثاليّة بعراقة ممارستها ، يطبقونها في مجتمعاتهم ، خاصةً في ( البحرين ) !!! إنّ فجور هؤلاء البعض من قنّاصي فرص تعبير الجماهير عن عذاباتها ، ومطالبتها المشروعة بالإصلاح والتغيير ، يرقى إلى سويّة خيانة قضايا تلك الجماهير ، بل وتعهير مشروعيتها ، حين تُدقُّ الأسافين والشروخ بين حريّة الشعوب وحريّة أوطانها ، بطلب الأجنبي المستعمِر ( والدم العراقي والليبي مازال يهرق على يديه ويد صنائعه ) في تنازلٍ مخزٍ عن السيادة والإستقلال ، الذي طالما كان هدفاً ونشيداً صدحت به حناجر نفس ذات الجماهير الهادرة .
إنّه الـ "" الستربتيز الثورجيّ "" الذي يمارسه بعض قراصنة المعارضات وقنّاصي فرص الفراغ السياسي وتصحراته في قاحل حياتنا السياسيّة العربيّة ، ليس في الحارة وبين الأهل فقط ، بل وعلى أرصفة العالم ، فرفقاً بالشعوب وعذاباتها ، ولن يترفق بها أحد إنْ لم تبادر هي للرفق بحالها ، فهل ستبادر تلك الجماهير لأخذ زمام أمورها بيدها ؟
أم سيستمر كيل الضربات على رؤوسها حتى يستمر دوخانها وفقدانها القدرة على التوجه بعد كلّ العبث المتعمّد ، والتشويش المتواصل على صحيح الإتجاه ؟ !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق