مقال: الحزب الفرنسي "ضـدّ الصـهيونيّة"
- بقلم: د.منير القوي
في المقال الماضي بعنوان :(ديودونّيه...جاد المالح) ،والرؤية العوراء ،(تاريخ٢٣ /تمّوز/٢٠٠٩)،قلتُ :
في المقال القادم ،سيكون الموضوع حول ( ديودونّيه ) المناضل السياسي ،لا السياسي فقط ،وحول الحزب المعادي للصهيونيّة ،حزب "" ضـدّ الصـهيونيّة "" الذي ينشط من خلاله ،وفيه :لذلك واحتراماً للموضوعيّة في محاولة التعريف بالحراك السياسيّ على الساحة الفرنسيّة بعامّةٍ ، وبخاصّةٍ في سويّتها الشعبيّة العريضة "والفسيفسائيّة" ،وبعضها ""مُهمّشٌ ممنوعٌ ،تقريباً ،سماعَ صوته"" ،سيكون استعراض برنامج الحزب ضدّ الصهيونية (ب . ا . س)(.p.a.s) مدخلاً لمادة مقالنا الحالي ،والذي يحمل العنوان:
الحزب الفرنسي "" ضـدّ الصـهيونيّة "" ،حصراً للموضوع ،وتأكيداً لهُ وعليه ،وخاصّة لدور( ديودونّيه ) المناضل السياسي في منظمة سياسيّة هادفة ،و"الفنّان ـ الإنسان" ،الفرد المتميِّز،الملتزم بقضيّة الإنسانيّة الأولى ،قضيّة نبذ العنصريّة بكل أشكالها ،ومقاومة تعبيراتها ،السافرة والمقنّعة ،وخاصّة الحركة الصهيونيّة ،أعتى عتاولتها ،أخبثها ، وأقبح وجوهها ،الذي أظهره (تجسيد أيديولوجيتها ـ الكيان الصهيونيّ) ،منذ ميلاده ـ النكبة ،عام ١٩٤٨ ،على الأرض العربيّة في "" فلسطين "":ا
لمساعي والطموحات للـ (ب . ا . س ) في سبيل فرنسا :(.p.a.s) :
والذي يمكن ترجمة اجتماع اختصارتسميته بالأحرف الثلاثة الأولى من اسمه (.p.a.s) بكلمة "" لا "" الرافضة ،الغاضبة ،المتمرِّدة ،والمحتجّة ،لا المعارِضة فقط ،فبرنامج الحزب يندرج في خمسة عشر بنداً :
١ ـ العمل على إلغاء (اختفاءٍ ومنعٍ ) التدخُّل الصهيوني في الشؤون العامّة للأمّة ( الفرنسيّة).
٢ ـ شجب (واستنكار) جميع السياسيين المدافعين عن الصهيونيّة ومبررّينها ( فكراً وتطبيقاً) .
٣ـ استئصال كلّ أشكال الصهيونيّة من (أوساط) الأمّة ( الفرنسيّة .
٤ ـ منع المشاريع والمؤسسات (الفرنسيّة) من المساهمة بالمجهودات الحربيِّة لأمّةٍ أجنبيّة لاتحترم القانون الدّولي .
٥ ـ تحرير دولتنا (الفرنسيّة) ،وحكومتنا ومؤسساتنا (الفرنسيّة) من حالة السيطرة "بوضع اليد"وضغط المنظمات الصهيونيّة.
٦ ـ تحرير وسائل الإعلام " الميديا" ،بهدف تحقيق تعدُّد مصادر المعلومات ،وصولاً للإرتقاء إلى (ممارسة) حريّة التعبير.
٧ـ الإرتقاء إلى 'التعبير الحرّ' بسويّاته المختلفة : السياسيّة ، الثقافيّة ،الفلسفيّة والدّينيّة ،وتحريرها من (الهيمنة)الصهيونيّة .
٨ ـ إعادة السلطة لفرنسا وللفرنسيين وفق القواعد الجديدة ،الجيوـ سياسية والإقتصاديّة ،بخصوص المسائل والقضايا الكبرى التي تحتاج التزام الأمّة للوفاء بمسؤوليّاتها .
٩ ـ توقف مشاركة (التزام) فرنسا في الحروب الإستعماريّة ،وإعادة جيوشنا المرسَلة إلى أفريقيا ،أفغانستان ،وكل مكانٍ من العالم ،إلى الوطن.
١٠ ـ المطالبة ،وبإصرار، باستفتاء شعبيّ حيال كل التزام فرنسيٍّ جديد (عسكري) خارج فرنسا
١١-سنُّ مشروع قانون يحرّم على حامليّ الجنسيّة المزدوجة ( فرنسيّة وأُخرى) المشاركة في حروب دون تفويض( تكليف) واضح من الأمّة ( الفرنسيّة .
١٢ ـ منع كلّ " ميليشيا "أيّاً كان انتماؤها المعتقديّ الدينيّ .
١٣ ـ قيام حوار وطنيّ ،لتأسيس مشروع وعيٍّ مجتمعي ،يُقصي (ويستأصل) كلّ دفاع ،أوتحبيذ ،أوتبرير،أوتمجيد للصهيونيّة .
١٤ ـ اعتماد النسبيّة في الإقتراع والإنتخاب لتأمين "التمثيل ـ الحضور" لكل مكونات المجتمع (الفرنسي).
١٥ ـ النضال لإقامة مجتمع العدالة والتقدّم والتسامح (على الساحة الأوروبيّة).
ذلك هو برنامج الحزب :
بسيطٌ في طرحه ،واضحٌ في غايته ،شعبيٌّ في أداته ، ومع ذلك ،فثمة نقاط مهمّة من المفيد الإضاءة عليها ،ومن صُلب البرنامج :
ــ النقطة (١) : المقدارالضاغط للنفوذ الصهيوني المنظّم في مؤسسات المجتمع المدني ،الفرنسي بخاصّةٍ ،والأوروبي عامّةً
ــ النقطة (٢) : الدّورالهامّ والمؤثر ،الذي يلعبه (المتصهيّنون) ـ وهم أشدُّ تأثيراً من الصهاينة أنفسهم ـ من رجال السياسة والإقتصاد والإعلام ،في استمالة وتجنيد الرأيّ العام ،الفرنسي والأوروبيّ ،لمصلحة الصهيونية وأيديولوجيتها ،الأمر الذي يكشف عالميّة الأيديولوجية الصهيونية ،وتأكيد استمراريّة ديناميّة توجُّهاتها إلى مراكز القرار الدولي ،مما يعطي حركة سياسية مناضلة على الساحة الأوروبيّة ،كالحزب (ضدّ الصهيونيّة) ثقلاً نوعيّاً ،ينبغي ملاقاته في ديناميّة الحركة ،مادام الهدف واحداً "" مقارعة الصهيونيّة العنصريّة "".
ــ النقطة (٣) : التأكيد على ضرورة خروج فرنسا من ثوبها التاريخيّ الإستعماري بالإمتناع عن نزعات السياسة ""التدخليّة""،واتّباع المذاهب التوسعيّة ،الإمبرياليّة السافرة ،أو المقنّعة أيديولوجيّاً كالحالة الصهيونيّة ،ومذاهب مروِجيّ ومنفذي سياساتها القامعة لحريّة الرأيّ والتعبير،خاصةً في أجواء "عولمة" وسائل الإعلام ،والسيطرة ،شبه الكاملة ،لمراكز القرار الغربي على الـ " ميديا " الحديثة ،وثورتها ما بعد الحداثة .
ــ النقطة (٤) :إصرار برنامج الحزب (ضدّ الصهيونيّة) على إصدار التشريعات والقوانين الصريحة والصارمة ،التي تؤطِّر مشاركة المواطن الفرنسي في الحروب بين شعوب وأمم أخرى ،قطعاً للطريق على الجنوح ،بل الإجرام الإرتزاقي ( ظاهرة المرتزقة المجرمون ،كالمرتزق الفرنسي الأشهر: بوب دينار) ،أو ظاهرة المستوطن الصهيوني ،أسيرالمقاومة الفلسطينيّة في غـزّة (جلعاد شاليط) ،حامل الجنسيّة المزدوجة ،الفرنسيّة ـ الإسرائيليّة ،والذي جعلت منه الدّعاية الصهيونية وأبواقها (قضيّة رأيٍّ عام) في الغرب ،وهو ببساطةٍ : مستوطنٌ ـ مُغتصبٌ ـ وعسكريٌّ ،في جيشٍ عنصريٍّ مجرم ،قاتلَ مدنيين عُزَّل ،ومنهم أطفال !!! وبالتالي ،وبمنطق العدالة والقانون الدولي ،يجب أنْ يُقدَّمَ ،ورؤساؤه ،لمحكمة جرائم الحرب في " لاهاي " بتهمة ارتكاب (جرائم الحرب ،والإستئصال الإثني بالإبادة العرقيّة ) ،لا أنْ يصبح ،بغسل العقول الميديوي ،قضيّة إنسانيّة لـ ( ابن مختطف ينتظرعودته إلى دفء العائلة ،أبوان حزينان يذرفان على غيابه الدموع ..... أيُّ عهر ؟!! وأيّة وقاحة ؟!! بل أيّ عجرفةٍ عنصريّة وأيّ صلف ؟؟؟ !!!) .
ــ النقطة (٥) :المنع الصارم للظواهر المليشويّة ،خاصّة ذات الطابع الديني، في مجتمع علماني كالمجتمع الفرنسي ،بكل ما تمثله تلك الظواهر وممارساتها من تهديد للسلام الإجتماعي ،والتجانس المجتمعي ،ولسياسة الإندماج المتّبعة ،فضلاً عن المس بالـ (ثوابت الجمهوريّة) ،شبه المقدسة ،في المجتمع الفرنسي والدّولة الفرنسيّة ،ومن المعروف ،بلا حتى محاولة تمويهه ،أنّ المنظمات ( اليهودية ـ الصهيونيّة) لا تقيم كبير وزنٍ ،أو احترامٍ لتلك الـ ( ثوابت الجمهوريّة ) ،في ممارساتها ،تحت شتى الشعارات ـ الحجج : الشواه ـ الهولوكوست (المحرقة) ،رواسب النازيّة وبقايها ،معاداة الساميّة .... إلخ ....
ــ النقطة (٦) : والشديدة الأهميّة ،أنَّ المجتمعات الغربيّة ،رغم الديقراطيّات ،هي مجتمعات يعتور حركيّتها الكثير من مظاهر الإنحراف واللاعدالة ،بل والتمييّز بين مكوناتها على أسس : إثنيّة ،دينيّة ، ثقافيّة ،والأهم سياسية اقتصاديّة ،مما يعطي للنضال السياسي معناه ،ويجعل من الحراك السياسيِّ ضرورة للتقويم والتصويب ،بل وللتمرّد الفردي ،وللرفض المجتمعيّ ،بل وللثورة الغاضبة ، أسباب ومبررات انبثاقها .
بقيَ الإشارة أنَّ حزب (ضدّ الصهيونيّة) شارك في الإنتخابات الأوروبيّة الأخيرة (حزيران ٢٠٠٩) ،ونال مرشحه (ديودونّيه) ٣٦٠٠٠ صوت في المنطقة الباريسيّة وحدها ،صحيح لم يحصل على مقعده في البرلمان الأوروبي ،لكنّه أكّد حضوره في الأوساط الشعبيّة ،وأكثر من ذلك أثبت أنَّ (الهمّ الصهيوني) ليس همّاً فلسطيني ،أو قوميّ عربيّ ،بل فرنسيّ وأوروبيّ ووحتى إنسانيّ ،فالمنتسبون للحزب (ضدّ الصهيونيّة) إلى كلِّ المشارب في المجتمع الفرنسيّ ينتمون ،وفي كل التيّارات السياسيّة يتواجدون ،ومن كل الألوان الدينيّة ينحدرون ،وحتى "حاخامات" معادون للصهيونيّة في صفوفه يناضلون .
تعريفٌ بحزبٍ "لاعربيّ" ،وإضاءة عليه ،برسم إنسان منطقتنا العربيّة ،وخصوصاً برسم مثقفيها ومنظماتها المسيّسة الحاكمة ،والمعارِضة أو مدّعيتها ،للخروج من "مونولوج"الحديث إلى الذّات المازوشيّة المتلذذة باضطهادها .ففي العالم أحرار يطرحون قضايانا ،يلتزمونها قضايا نضال إنسانيّ ،ويضحون في سبيلها ،فهلاّ خرجنا من تظلُّمنا "القمقمي" ،إليهم ؟!!
أمْ أنّنا بالنحيب والتظلّم وجلد الذات ـ بسوط انكفاء العاجزوسياط الصهاينة ـ مكتفون ؟!!
حالة أغرب من الغرابة ،حقيقةً ،والأغربُ :""لشواذها !!،أنَّ في ظهرانينا :بعضٌ بها لامبالٍ ، وبعضٌ (أنظمة) ـ بلا خجلٍ ـ حليفٌ وموالٍ ،ومن البعض مدمنٌ لها بلا سؤال "" .
فعلاً إنّها لنازلة ، ولله في خلقه شؤون !!!!!!!!!
m.wassouf@hotmail.fr
داسك سيريا
الجمعة، 7 أغسطس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق