بقلم : د. مـنير القـوي
القسم الثاني :عن الصّين
بالتأكيد إنَّ استدعاء الدّور الذي لعبته أطرافٍ خارجية ،لمحض مصالح مغرضة (حسب سلطات الدولتين) ــ وهو دورٌ لايَخفى على العين المُلمّة ــ بتوظيف الإمكانيات عالية التقنيّة لوسائل الإتصال الحديثة في التَّدخل على ساحتي الإضطرابات والإحتجاجات في كلا الدّولتين ،والتَّقارب الزمني لوقوع تلك الإضطرابات والإحتجاجات (أسابيع) ،ووقوع كلتا الدّولتين في موقعٍ (جيوبوليتيكوـ استراتيجيك) ملتهب تتصارع فيه وعليه سياسات واستراتيجيّات ،بين إراداتٍ تؤسِّس وتضع أهدافهاعلى "ضوءِ فلسفة ومفهوم" الموقع أعلاه (الموقعٍ الجيوبوليتيكوـ استراتيجيك ) ،""كثابتٍ ـ حقيقة ـ أساس "" ،بكل ما يلحقه ،ويلتحق ،ويُلحَق به ،ويُبنى عليه ،وبين (عولمة شاملة وشمولية) تعتبرالفلسفة والمفهوم السابقان وأساسهما عائق في طريق أهدافها ،التي بدأتها اقتصادياً ويجب أنْ تصل إلى خواتمها السياسية لكي ينجح مشروع العولمة الشمولي والشامل .
وأمّا ما يحصل في الطريق من أزمات ماليّة ، اقتصادية ،اجتماعية ،ثقافية ،وحتى زعزعة المجتمعات بإثارة الحروب الأهلية ،وتحت كل الذرائع ،بل وشنّ الحروب واحتلال البلدان ،وتمزيق ما اصطلح على تسميته : ""خريطة العالم السياسية المُتَفق عليها بموجب توافقات المنتصرين في الحرب العالمية الثانية (الحرب الإمبريالية الثانية) ""،فكل ذلك تفصيلات ،إنْ لم تكن ضرورات لإيصال مشروع العولمة إلى مراسيه الغائيَّة المتصَوَّرة !!.
إذاً هو صراعٌ موضوعيّ وصريح ،في عميقه وتمظهراته ،بين أيديولوجيّات شمولية ثلاث ،تعايشها السلمي مستحيل ،وصراعها هو من صنف الحتميّة المتَّسقة مع تحصيل الحاصل لمنطق الأمور المنضبطة بأسس مقدِّماتها إلى غاياتها .
وإذا كانت أيديولوجيّة الثّورة الإسلاميّة في إيران قد حدّدت ميدانها في محيط عالم الإسلام ،والثّورة الصينيّة الشيوعيّة قد حُلَّتْ أزمةُ أُمميتِها منذ تبني "نموذج النظام الإشتراكيّ في بلد واحد"ــ رغم تحفُّظٍ هنا ورفضًّ هناك ــ فإنَّ الأيديولوجيّة العَوْلَميّة لاتسطيع بحكم وراثتها تطورالمراحل الإستعماريّة ــ والإمبرياليّة في الذروة من تلك المراحل ــ لاتسطيع إلاَّ أنْ تكونَ تدخليّة ،إقصائيّة ،وعدوانيّة الطبع والطبيعة ،وبالتالي فما أشارت إليه السلطات الإيرانيّة ،ومثيلتها الصينيّة ،من تدخلات خارجيّة غرضيّة المقاصد ،يتّفق واستقامة سليم المنطق ،فضلاً عن الوقائع الدّامغة بلا لَبسٍ ولا التِباس ،ومن منابرعالية الصوت ،في جميع عواصم بلدان معسكر العولمة ،وملحقاته المتنوعة المشارب .
فهل هو استمرار للحرب التي فُتحت على كل الأبواب منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي ،في مرحلة الثنائيّة القطبية ؟!! حيث أثبت معسكرالرأسماليّة ـ المتطورة ليبراليّاً وإمبرياليّاً ـ ثباته ،بل وغلبته على "المُسمّى أنذاك"النقيض :المعسكر الإشتراكي ـ معسكر رأسماليّة الدولة في حقيقتة ،المتكلس بيروقراطياً بمركزيّة القرار ـ المنضوي في منظومة الإمبراطورية السوفيتية ،التي انهارت في العقد الأخير من القرن المنصرم ،مشكِّلة منعطفاً في الصراع الكوني ،ما زالت تردداته تتمظهر في كل محطة من محطات الصراع ،الذي يبدو بلا أفق منظور .
يبدو أنّ الوقائع تؤكّد ذلك ،فالرأسماليّة ماضية في معركة مصالحها الهجومية ،بأيديولوجيتها العولمية الإقصائية ،وبكل الوسائل ،وإذاً فهي لن تقبل بحالٍ(تجربة ناصريّة) أخرى ،وعلى الطريقة الإيرانيّة هذه المرّة ،ومما يغريها أكثر، ما كشفت عنه الإضطرابات المنفلتة في أعقاب الإنتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة من تناقضات عميقة ،بين أجنحة نظام الثورة الإسلامية بالخاصة ،ومكونات المجتمع الإيراني بالمجمل ،وعلى الصُعُد كافّة ،أُفقيّاً وعموديّاً .
على أنّه إذا تخيّل الغرب إمكانيّة إسقاط نظام الجمهوريّة الإسلاميّة بضربة قاضية ،وبالتحديد عسكرية مباشرة ،وهو احتمال يبقى قائم وبقوة ،رغم تصريحات الطمأنة والإستبعاد مؤخراً ،ربّما انتظاراً لسقوط التفاحة من ذاتها (؟!)،والبوادر مُنذرةً مُحذِّرةً ،بل وتبعث على الريبة (؟؟!!) ،فإنّ مجرد احتمال تخيّل ذلك في الحالة الصينيّة ، هوانتحارأكيد ،وليس من المعروف عن الرؤوس الباردة ،واضعة الإستراتيجيات ، في "غرفها السوداء" ،ارتكاب الأخطاء المميتة عادةً .
وإذاً فما يريد معسكرالعولمة ،حقيقةً،من الصين "الشعبيّة" ،فالقصف الإعلامي العولمي ليس عبثيّاً ،ماكان ،ولم ،ولن يكون ،ولا أعتقد أنّ المجّانية من شيم النظام الرأسمالي ،حتى عندما يتحفنا بـ (معوناته الإنسانيّة البريئة!!) ،خاصّة في دقّة ديناميّاته الحالية ،المحسوبة أزمويّاً ،وسفورنسختة المتوحشه المعاصرة ؟!!
لعلّ الوقوف بإيجازٍ مع بعض سمات دينامية "المارد الأصفر" وتوصيفاته التقريرية ،وعلى المستويين ،الداخلي والخارجي ،ومنها محاولة الوصول إلى استنتاجات ــ إجابات ،قد تفي بغرض الرَّد على السؤال ـ الإفتراضي ـ المطروح ،آمرٌ لا بدّ منه في سياق محاولة استيفاء القراءة شروط موضوعيتهاالمُفتَرضة :
بدايةً وبالمبدأ:
لاتستطيع العولمة الشموليّة العدوانية ،صاحبة المصالح "المطلقة كونيّاً" قبول الشراكة مع أية أيديولوجيّة تعبِّر عن مصالح أخرى مغايرة ،فكيف إذا كانت شيّوعيّة الشعار ،ماركسيّة الإيديولوجيّة ،امبراطورية التوجهات ،براغماتية الدينامية ؟!!
إذاً هو الصدام المحتوم ،بل والصراع المفتوح ،إلاّ بالحرب الساخنة المباشرة ،فهي الخطّ الأحمر ،أمّا بالنيابة ،أو على الميادين الجانبية ،فلا بأس ، ولكل أهدافه من تلك الحروب المحدودة الميادين .
فالصين ،عملاق المرحلة الإقتصادي ـ نمو سنوي بمعدل 10% وسطياً ـ يلتهم السوق الإستهلاكي العالمي ،ويغزو أسواق قلاع الرأسمالية ،جميعها بلا استثناء ،حتى أسواق الولايات المتحدة ،زعيمة العولمة ،والميزان التجاري الأمريكي ــ الصيني المختَّل بعمق لمصلحة الصين ناطق بلا مواربة ،وبالتأكيد فمن أهم عوامل الغلبة في ميدان الإنتاج التنافسيّ ،وبكل أشكاله ،تبقى أدوات وآلية النظام الإقتصادي في المقدمة ،وفي الصدارة منها : اليد العاملة منخفضة الكلفة ،ولا أقول الرخيصة لتضارب المرجعيّات ،والصين قاموس المرجعية ،كونيّاً، على قاعدة الإنتاج التنافسي ،والإستهلاكي بالخاصة ،وإذاً فالحاصل ،المطلوب والمتعين ،من التدخّل العولمي في الحالة الصينيّة ،يأخذ ،شكليّاً ونوعيّاً ،وجوهاً مختلفة عن ذاك في الحالة الإيرانيّة ،رغم وحدة جملة الصراع وذات الهدف ـ السمت :
1 ــ إشغال جزءٍ من قوة العمل الصينيّة ـ منخفضة الكلفة ـ في الهمّ الأمني الداخلي ،ومتطلبات كلفته ،مع ما يترتب عليه من رفع كلفتها ،وتحويل جزء من الميزانيّة الصينيّة المخصصة لاستراتيجيتها الإستثمارية إلى الميدان الأمني المكلف ،اللامنتج والمستهلك بحكم طبيعة مهمته .
2 ــ استمرار إيديولوجية العولمة في معركتها الثقافية المفتوحة للسيطرة نهائياً (وفق تصوراتها الغائية)بمحاولة تأكيدها فشل وهزيمة الأيديولوجية الماركسية في نسختها الصينيّة ،تماماً كما حصل مع شقيقتها السوفيتية ،وهي رسالة موجهة بالخصوص ـ فضلاًعن المجتمع الصيني ـ إلى الباقي من الأنظمة ذات التوجهات المشابهة ( كوبا ، كوريا ،وربما النيبال الماوية حديثاً...) ،وإلى الباقي من الحركات التي لم تتحول ،تدجيناً أواختراقاً ،إلى (يساريّة سابقة) أو ماركسويّة ؛وذلك بتسليط الضوء على التناقضات ،وعجز الحلول ،بل وعقيمها أحياناً ،بعد عقود ستة بالتمام والكمال ،من انتصار الثورة الصينية الشعبيّة (بالقيادة التاريخيّة الماوية) في البرِّالصيني وهزيمة (كومنتانغ تشان كاي شيك) إلى الصين الوطنية في جزيرة فرموزا (تايوان) .
ولعلّ أهم المظاهر ،سلبية الديمومة ،التي تسلِّط عليها الأضواء ،وتضخمها ،وسائل "الميديا" العوليّة الموجهة ،وفوق المتطورة ،في هجوم العولمة الضّاري ،في معركتها المفتوحة :
ا ـ صمود الظواهر الإثنية والإثنيّة ـ القوميّة ،أمام إرادة الصهر السلطوي المركزي الإرادوي ،وانفجارات مكبوت دينامياتها ،في ظرف مؤاتٍ أو متاح ، في الـ ( تيبت) بالأمس القريب ،وفي إقليم تشنغ يانغ (تركمانستان الشرقية) اليوم ،ولا يفيد اتهام الخارج المغرض ـ الموجود دائماً ــ مسلّمة لاتناقش ـ،ولا (ربيعة قدير "المنشقة ـ والشيوعية سابقاً "،في تكرارٍ مُمِلٍّ لرواية المنشقّ السوفييتي "سولجينتسين"المعروفة ) ،ففي الواقع وعلى الأرض ،مشكلة حقيقية يجب الإقرار بوجودها ،بل وأكثرمن ذلك ،الإعتراف أنَّ الإيديولوجيا الماركسيّة ، بنسختها الصينية ،وحتى بثورتها الماويّة الثقافية ،وكتابها "الأحمر" الشهير ،لم تقدم حلاً ناجعاً ،ولم تستطع إحلال مفاهيمها مكان تلك التي للإيديولوجيّات البوذية ،أو الإسلاميّة ، أوحتى الكومفوشية رغم كبيرمحاباتها أو الإتكاء عليها ،والتي أثبتت قدرتها على مقاومة محاولات اجتثاثها الإرادوي ،بل وتأكيد حصانة رسوخ وظيفتها الحمائية ـ الدفاعية في الذهنية الجمعيّة لأتباعها .
ب ـ أنَّ أداة الصهر الإجتماعي المعتَمدة في الصين ،هي ذاتها التي فشلت في الإتحاد السوفيتي المنهار ،الأداة الحزبيّة ،مركزية القرار ،فوقيته ،بنخبوية انتهازية ،علائقية الموالاة والنسقيّة والتراتبية،مما جعل الغلبة في مركز القرار السلطوي بيد قوميّة بعينها ( قوميّة الهان ) ،المُعتمَدة نواةً وأداةً لمحاولة الدّمج المجتمعي ؛ ميِّزةٌ خطرة حتى عندما تستقيم في سلوكها ،لما تورثه من أحاسيس ومشاعر فوقيّة رسالية عند هؤلاء (الخان) ،تماماً كما كان الحال عند (الروس) في الإتحاد السوفيتي السابق ،وبالمقابل تورث أحاسيس ومشاعر الإضطهاد والدونيّة لدى الإثنيات والإثنيّات ـ القوميّة الأخرى ،والتي قد تتطور نكوصيّاً إلى عنصريّة معكوسة ضدَّ المعتَبر مُعتَمداً مُهَيمِن .
ج ــ كشفت الكوارث الطبيعيّة (زلازل ،فيضانات) ،هشاشة البنية التحتية الصينيّة وهزال خططها ،بل وبدائيتها ،وضئيل استعدادها ،علاوة على درجة الفساد المرتفعة ،حتى في تنفيذ الأبنية الآوية للملايين من أُسَرالعمّال ،والفئات الشعبية من الصينيين ،والتي كانت تعدُّ مفخرة ومعجزة للأمّة الملياريّة قبل الكوارث التي وقعت ،وكشفت المستور ـ الفضيحة .
د ــ التكرار المأساوي المؤسف لحوادث المناجم ،الأسبوعية وسطيّاً ،وما تُخلّفه من عديد الضحايا بين عمّال المناجم ،مما يكشف الشروط الرديئة ،بل وإهمال الحدّ الأدنى من مواصفات (آمان العمل وأمنه) في بلد نظام العمّال والفلاحين والطبقة العاملة ،بل وألعن من ذلك : // يشير إلى تشييئ الإنسان ،حين يصبح أداة إنتاج في منجم بدائيّ ،فتلك قيمته ولا قيمة له بذاته //!! أوليس ذلك بمأساة تفتح كل أبواب الذرائع للغرضيّة والتدخلات ؟
هـ ــ عدم نجاح السلطات الصينيّة القيّمة على إدارة شؤون ""ثلث البشرية"" ، أولامبالاتها ،بالإنضمام الفعليّ إلى ثقافة (حماية البيئة ) ومواثيقها ،وما يظهرهُ تجاهل مفاعيلها من مخاطرتستدعي اهتمام دولة بحجم الصين ومسؤولياتها ،خاصة تجاه ""ثلث البشرية"" المسؤولة عنه ،وما يلحق به من كوارث مُجلجِّلة العواقب ،بل إنّ الصين تُعَدّ بين الملوِّثين الرئيسيّين على كوكب الرض ،تسبقها فقط الولايات المتّحدة !! .
وــ إختلال التوزيع ،الجغرافي والديموغرافي في المجتمع الصيني ،لمَواطن ومردود النهوض الإقتصادي الحالي بين الأقاليم الصينيّة ،ولا عدالته الواضحة ،واعتبار بعضها ،بل واعتماده " مجتمعاً صناعياً " وهي حقيقة في الشرق والجنوب الشرقي ،(أغلبية هانيّة)،وتصنيف الأقاليم الأخرى بين رعويّة (التيبت) ،وزراعيّة (الوسط) ،ومصادر مواد طاقويّة (الغرب وخاصة الشمال الغربي ) ،حيث تندلع الإضطرابات الحالية في إقليم تشنغ يانغ أو(تركمانستان الشرقية) ،ومن الطبيعي أنْ يورث التفاوت التنموي بين الأقاليم مشاكل بنيويّة مستحدثة تنضاف إلى الكم المتراكم تاريخيّاً في بلدٍ فسيفسائي ،وحَّدته سياسيّاً أيديولوجيا ثوريّة شموليّة ،وعجزت أدواتها المعتمدة عن صهر مكوناته في بناء مجتمعٍ متجانس ٍواحد .
3ــ يبقى الوقوف مع أهداف التدّخل الخارجي ،في امتداد ميدان الصراع مع الصين ،إلى الخارج الصيني ، لإنجازاكتمال إطار الرؤية بانوراميّاً ، دون ادّعاء كمالها :
اــ إنّ تواقت انتقال ثقل الصراع العسكري الأطلسي إلى الساحة الأفغانية لايمكن النظر إليه بمعزلٍ عن مفاعيله في الجوار ،وتأثُّر وتأثير ذلك الجوار (الصيني ـ الإيراني) بارتداداته ،فالمقاومة الأفغانيّة ( المسماة طالبانية ـ قاعديّة ) لقوى الغزو وصنيعتها ـ نظام( كرزاي ) ـ لا تعتمد الحجارة والهراوات أسلحةً في معاركها ،بل أسلحة متطورة ،ولو فرديّة ،لا تُصّنّع حتماً في مغارات " تورا ـ بورا" ،فمصدرها من دول الجوار ،أو من أسواق السلاح ،التي لايمكن منطقيّاً قبول أُرجوفة عصيانها على كل رقابة ، هذا أولاً ،وثانياً لم يقل أحد أنها هبة ،لا سماوية ولا أرضيّة ،بل مدفوعة الأثمان بطرق شتى : تبادل مصالح ،استراتيجيّات مواجهة مفتوحة واستنزاف هادف ،تحالفات مستورة ،وأبسط الأثمان أموال تجارة الأفيون ،زراعة محميّة ،وتهريب منظم إلى أسواق الغرب بالخاصّة ،والتي تجد مرجعيتها التاريخية في حرب الأفيون التي شنتها الإمبراطورية البريطانية على الصين في القرن التاسع عشر.
ب ــ تمثل السياسة التدخليّة العولميّة هجوماً استباقيّاً :
على الصين :
في محاولةٍ لقطع الطريق على وضع استراتيجيتها بالوصول إلى بحر قزوين ومخزونه الطاقوي موضع التطبيق ،بتأكيد التصميم الأطلسي على التواجد في ممر خيبر ،وعلى مسار طريق الحرير .
وعلى إيران :
بمتابعة محاولات حصارها وإضعافها ،وإعاقة توجهات تعاونها مع الصين ،والتلويح لها بعواقب تفعيل تدخلها على الساحتين العراقيّة والأفغانيّة .
ج ــ فتح جبهة مواجهة بين الصين و"التطرف الإسلامي" ،بإعادة استخدامه ،"تأهيله"وإعادة إنتاج دينامية معاداتة ""للشيوعية الملحدة""،كما سبق وحصل مع الإمبراطورية السوفيتية الزائلة ،وعلى امتداد ساحة تطلعات المصالح الصينيّة ،خاصة في القارة الأفريقيّة ،حيث يحتدم التسابق والصراع ،مع ما قد يُنتج ذلك من إحراجٍ لنظام الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة ـ نظرياً على الأقلّ ـ أمام جمهور العالم المسلم حين تصبح حتميّة اختيار التحالفات أمراً ملحّاً وآني !!.
د ــ إرباك الصين العضو الدائم في مجلس الأمن ،على صعيد علاقاتها الدولية ،السياسية والإقتصادية بالخاصة ، ومع الدول الإسلامية بالخصوص ،والموقف التركي ،الرسمي والشعبي ،من قمع الأحداث الجارية بداية الغيث .
(انتهى القسم الثاني ) .
في (القسم الثالث) : سأحاول الولوج إلى تصوّر بعض المخارج، بمقترحات مراقبٍ لايدّعي الإحاطة والشمول ،لكنّها مساهمة لا تخلو من جهدٍ ،حتى وإنْ قال قارئ :خلت من كل اجتهاد !!.
شام برسالجمعة 17-07-2009
عودة
طباعة
أرسل لصديق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق