الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

"الأسلوب العراقي" في حل المشاكل ؟! ..


بقلم : د . منير وسّوف القوي

("الأسلوب العراقي" في حل المشاكل):
جملة جاءت على لسان السيّد وزير الخارجية الفرنسيّة (برنار كوشنير) في توصيفه تعاطي "نظام الأمر الواقع ـ نظام المنطقة الخضراء في بغداد ـ" أسلوباً مستحدثاً ! !في الأزمة التي افتعلها مع سورية ، في أعقاب يوم الأربعاء ١٩/٨/٢٠٠٩ ،لا "الدامي" فقط ،ولكن "الإجرامي الشنيع" ،وهوليس الوحيد المعزول كما يُراد تصويره ،بل حلقة أخرى فاجعة ،في يوميات العراق وأهله في "نعيم" الإحتلال وأعوانه ـ الأدوات ،ومنهم أزلام "نظام الأمر الواقع " العتيد!!،وعلى خلفيّاتٍ لم تعد تخفى !! ،والذين لا زالوا يُصعِّدونها بالتصريحات ـ المواقف ،المبرمجة لأسبابهم الصغيرة البائسة ،وآخرها :
معاودة رئيس ""حكومة الأمرالواقع ""العراقية ( نوري المالكي ) اتهام سورية بتمرير المقاتلين ،مخالفاً ما كان سبق أن أعلنه في السابق من تعاون سورية الأمني مع العراق!!.
في حين أكّد وزير خارجية حكومته أن "العراق" ماضٍ في تحركه نحو "محكمة دولية" باعتبارها "جهة محايدة" بين سورية والعراق!!، وإن أشار إلى أن المحكمة ليست موجهة ضد سورية(فقط) !!
وفي حين تتسارع الدبلوماسيات الإقليمية (الإيرانية والتركية) خاصة ،للعب دور الوسيط ـ الإطفائي ،وتتوالى التمنيات الدولية ،حتى الأمريكية ( سنصدق!!)،باللجوء إلى التهدئة والحوار،فإن رموز أجنحة "نظام المنطقة الخضراء في بغداد "يزدادون غلوّاً وتعنتّاً ،وكأنّ الشمّاعة المبررة لفشلهم قد وقعوا على اكتشافها ،كما اكتشف (اسحق نيوتن) قانون الجاذبية !!
مع أنّه كان من الأكثر فائدة لهم الذهاب إلى (أرخميدس) ،ليؤكِّد لهم أنَّ ظاهرته لا تشمل مركبهم المنخور ،المليء بالثقوب ،وأنّه غارق غارق .
حتى أنَّ الرئيس بشار الأسد ،وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس القبرصي ،وبصريح الكلمات قال في ردٍّ قاطع على السؤال : حول الوساطة بين سورية والعراق وآفاق العلاقة السورية العراقية والأسباب الحقيقية للتوتر بين البلدين وكيفية معالجتها :
(لا أستطيع أن أتحدث عن الآفاق لأن الآفاق مرتبطة بأكثر من طرف ونحن طرف من الأطراف ولكن نستطيع أن نتحدث عن طموحات سورية بأن تكون العلاقات جيدة مع الدول العربية دون استثناء وإذا كانت العلاقة جيدة فيجب أن تكون أفضل وإذا كانت سيئة فيجب أن تكون جيدة ..أسباب المشكلة واضحة وعندما تتهم سورية بقتل عراقيين وهي تحتضن 2ر1 مليون عراقي تقريباً "وطبعاً هذا واجبها" فهذا اتهام أقل ما يقال عنه إنه اتهام لا أخلاقي .. وعندما تتهم سورية بأنها تدعم الإرهاب وهي تكافح الإرهاب منذ عقود عندما كانت دول في المنطقة وخارج المنطقة تدعم نفس الإرهابيين فهذا اتهام سياسي ولكنه بعيد عن المنطق السياسي وعندما تتهم بالإرهاب ولايوجد دليل حول هذه الاتهامات فهذا خارج المنطق القانوني أيضاً) : فسورية جادَّة في تعاونها مع العراق وكل العرب ،وهذا ماذهبتُ إلى تأكيده في مقال سابق على صفحات شام برس بتاريخ 27 آب 2009 بعنوان :
(سلاح جديد وشاهد ملك آخر) :
(٨ـ أنَّ سـوريّة جادّة في قبولها التعامل مع "نظام الأمرالواقع" ،في المنطقة الخضراء ،لالشرعيّة يمثلها كما يُتوهَم ويُصَوَّر،ولا لنفعيّة انتهازيّة رخيصة ،ولكن لواقعيّة سياسيّة ،تأخذ في الحسبان معاناة شعب العراق الشقيق ،ومستقبل العراق المُهدَّد ،دون المساومة على الموقف المبدئي الثابت في رفض الإحتلال ومفاعيله ،نتائجه ومفرزاته ،وفي رأس الأهداف زوال الإحتلال والحرص على وحدة العراق واستقراره .) .
والسؤال : هل وصل الجواب إلى الأزلام ـ الأدوات ؟ وهو حتماً وصلهم فهو علني ، وبكلمات قمّة هرم الدولة في سورية ، نعم الدولة لا كما يحلو لهم التصوّر في موشوريّة فهمهم السقيم ، ومفردات لغتهم الشللية ـ الطائفية والمريضة ، وللمزيد ،مع أنّه لا يستزاد :
١ـ لسورية لغة واحدة وحيدة في التعاطي مع العراق الشقيق وكل العرب ( بأن تكون العلاقات جيدة مع الدول العربية دون استثناء وإذا كانت العلاقة جيدة فيجب أن تكون أفضل وإذا كانت سيئة فيجب أن تكون جيدة ).
٢ـ أنَّ سورية تعرف بوضوحٍ أسباب المشكلة ـ الأزمة التي افتعلها أزلام "نظام الأمر الواقع ،وتحيط بالخلفيات الخسيسة التي تحرّكها فـ (أسباب المشكلة واضحة) ،يعرفها مفتعلوها ،كما يعرفها العالم ،فالساحة العراقية ليست بالعصيّة على الفكِّ والفهم رغم عظيم عقدها وتعقيداتها .
٣ ـ إنَّ السوّية الدنيئة لإتهامٍ بإجرامٍ شنيع ،ولسورية حاضنة معاناة العراق الشقيق ،وبعقود سبقت وصول الطارئين على ظهور دبّابة المُحتَّل ،تجعل وصمه بـ "اللاأخلاقية "حقاً يناله بامتياز(اتهام أقل ما يقال عنه إنه اتهام لا أخلاقي ) ،وهو( أقل ما يقال عنه ).
٤ـ تعودت سوريا على جوقات "الزجل"السياسي النشاز قبلاً ،كالأربعطشـ ـ شباطيّة ،بمبدعي بهلواناتها ومقيمي ملحقاتها ،عانت منها وأسكتت ضوضاءها ،وتعودت أكثر الصبر على سفهاء القوم ،لا اتقّاءً لشرورهم وهي جسيمة ،ولكنْ لحجرهم ليس إلاّ ،والغدُ كشّاف ،فالسياسة ومنطق السياسة شيء ،والحمق السياسي وخاصة ما يترتب عليه من اتهام سياسي ،هو الإفتراء الغبي المفضوح بعينه ،شيء آخر ومختلف حديّاً ،وذلك ما قاله الرئيس بشّارالأسد :(اتهام سياسي ولكنه بعيد عن المنطق السياسي ) ،لكنْ ،وبلا عذراً ، فأزلام نظام المنطقة الخضراء في بغداد ليسوا بالسياسيين ،بل حفنة من ممثلي الكومبارس البائسين في الأجهزة الوظيفية للسلطة الواحدة الوحيدة ،سلطة لإحتلال ،والباقي من قبيل الديكور القبيح .
٥ـ ليس مفاجئاً أنْ يكون اتهام هؤلاء "الطارئين" لسورية بـ " الإرهاب " لا قانوني ،رغم تاريخها في مقارعة الإرهاب ـ بكل أشكاله ،والعنف الإجراميّ الأعمى بالخاصّة ـ ،وعلى من ؟ على الشقيق الجريح المنكوب !! نعم ليس مفاجئاً ،ولا مستهجناً ،ببساطة لأنّ كل حاملي لقب "مسؤول" في حكم الأمر الواقع في العراق ،المحتل بهم وبسيّدهم الغازي ،هم لا شرعيّون ،بل مجرمون خونة ،مغتصبوا شرعيّةٍ ،خطفة شعبٍ ،وباعة أشلاء وطن ،من موقعهم المدان هذا ،فكل ما يصدر عنهم ،وخاصّة أراجيف اتهاماتهم ،هو افتراء ،باطل ولا شرعي ،بل وخارج على القانون بالمطلق ،وبكل منطقٍ قاربه ،لأنّه سفه (خارج المنطق القانوني أيضاً ) .

شام برس

ليست هناك تعليقات: